يعدّل سياسته تجاه الشرق الأوسط
ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز»، أن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما تعمل على تعديل سياستها تجاه الشرق الأوسط. وأشارت «نيويورك تايمز» إلى أن مستشارة أوباما سوزان رايس دأبت على عقد اجتماعات دورية لعدد من مساعديها في البيت الأبيض على مدى الشهرين الماضيين، للتخطيط لمستقبل الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، من أجل القيام بإعادة نظر سياسية، أو إعادة تصحيح المسار، لتضع عنواناً جديداً لسياسة الولايات المتحدة في المنطقة الأكثر اضطراباً في العالم.
وأشارت الصحيفة إلى أن طرح أوباما في الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الماضي، جاء نتيجة لهذا التصور الجديد لأولويات السياسة الأميركية في المنطقة.
وقد أعلن أوباما في هذا الخطاب أن الولايات المتحدة ستركز على المفاوضات للتوصل إلى اتفاق مع ايران حول ملفها النووي، وستعمل من أجل إنجاح عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والتخفيف من حدة الصراع في سوريا.
وأعلنت رايس للمرة الأولى خلال مقابلة لها الأسبوع الماضي، أن هدف أوباما، هو تجنب اندلاع أحداث في الشرق الأوسط قد تؤدي إلى ابتلاع أجندته التي يعتمدها في السياسة الخارجية، كما حصل مع الرؤساء من قبله.
وأشارت رايس، بحسب الصحيفة، إلى أنه «لا يمكننا أن نستهلك كل جهدنا في منطقة واحدة على الرغم من أهميتها»، مضيفة، أن أوباما «يعتقد أن الوقت كان مناسباً لاتخاذ خطوة إلى الوراء وإجراء إعادة تقييم، في مسار حرج ومتعرّج للغاية، واختيار كيفية رؤيتنا للمنطقة».
وتشير الصحيفة إلى أن الأمر لا يقتصر على مقاربة جديدة لديها القليل من القواسم المشتركة مع «أجندة الحرية» التي قام بها جورج بوش الابن، وإنما هو أيضاً تقليص لدور أميركي أكثر كلفة كان أوباما نفسه قد عبر عنه قبل عامين، قبل أن يتحوّل الربيع العربي إلى موجة من العنف الطائفي والتطرف والقمع الوحشي.
إلى ذلك أشارت الصحيفة إلى أن السعودية تخلت عن سياستها التقليدية خلال الأسابيع الأخيرة، ما يشير إلى الغضب العميق إزاء سياسات إدارة أوباما في الشرق الأوسط ويهدد التحالف مع حليفتها الأقوى في الشرق الأوسط، ويهدّد بذهابها نحو سياسة مستقلة في دعم المسلحين الذين يقاتلون في سوريا.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين سعوديين اعترافهم بأن جهودهم للتوصل إلى استراتيجية بديلة في سوريا قد اصطدمت بالعقبات نفسها التي واجهها الأميركيون أي كيفية تعزيز القوة العسكرية للمعارضة المسلحة «غير المنظمة» من دون تقوية الجهاديين الذين يسيطرون على غالبيتها بشكل متزايد.
وبالرغم من أن المسؤولين السعوديين قد ألمحوا إلى أن هناك تحولاً ديبلوماسياً بعيداً عن الولايات المتحدة، إلا أن الخيارات أمامهم كانت محدودة، فالسعودية تعتمد على التكنولوجيا العسكرية الأميركية بالاضافة إلى التكنولوجيا النفطية، بينما تبقى حظوظ غيرها من البلدان في تودّد السعوديين – بما في ذلك فرنسا والهند ضعيفة إذ يمكن أن تساعد فقط على الهوامش، بحسب ما نقلت الصحيفة عن محللين. وأشارت الصحيفة إلى أن ديبلوماسيين قضوا في الآونة الأخيرة وقتاً إلى جانب رئيس جهاز المخابرات السعودية بندر بن سلطان، الذي يدير عملية بلاده في سوريا، لفتوا إلى أنه يبدو أكثر انشغالاً ليس بالجيش السوري، ولكن بعدد الجهاديين الأجانب في سوريا، الذي يُقدّر بين ثلاثة آلاف إلى خمسة آلاف، بما في ذلك حوالي 800 من السعوديين الذين تتابعهم حكومته عن كثب.
وتنقل الصحيفة عن أحد المسؤولين الأميركيين الذي يعرف بندر جيداً نقل عنه أنه يتوقع بأن تتضاعف تلك الأرقام كل ستة أشهر.
أوباما يسير في حديقة البيت الأبيض. (رويترز) |
يدعو الجمهوريين الى إقرار إصلاحات الهجرة
في محاولة لدفع أجندته حذر الرئيس باراك أوباما خصومه الجمهوريين حول العواقب الانتخابية لرفض التصويت على اصلاح قانون الهجرة، وشجعهم على «الاطلاع على استطلاعات الرأي عن كثب». وعاد الرئيس الاميركي الى وعده الانتخابي هذا، داعيا مجلس النواب الذي يهيمن عليه المحافظون، الى ان يحذو حذو مجلس الشيوخ الذي تبنى قانون اصلاح الهجرة في 27 حزيران (يونيو) الماضي.
وينص هذا القانون وتحت شروط صارمة وفي نهاية فترة انتقالية من 13 عاما على الاقل، على منح الجنسية الاميركية لاشخاص يقيمون بصورة غير قانونية في الولايات المتحدة. ويبلغ عدد هؤلاء حوالى 11 مليونا. لكن بعض اعضاء مجلس النواب يعارضون أي إجراء يبدو بمثابة «عفو» عن اشخاص غير شرعيين ويرفضون فكرة «السير في اتجاه منح الجنسية» لهؤلاء وسط مخاوف البعض من اختلال التوازن الديموغرافي في البلاد.
وقبل عام من الانتخابات التشريعية في منتصف الولاية والتي سيتم خلالها تجديد كل اعضاء مجلس النواب وثلث اعضاء مجلس الشيوخ، اشار اوباما الى العواقب الانتخابية لمثل هذا التعنت على الجمهوريين.
ولفت أوباما الذي اعيد انتخابه بفضل دعم ساحق في أوساط الأقلية من اصول اسبانية الحساسة جداً حيال ملف الهجرة، بان لا مصلحة شخصية له في هذا القانون، وقال «لن أكون مرشحاً بعد الآن». واضاف «بات على الجمهوريين في مجلس النواب أن يقرروا ما إذا كان هذا الاصلاح سيصبح حقيقة أم لا»، مشجعا المحافظين على ابداء ارائهم حول الموضوع. وقال «سأكون مستمعاً».
غير راض عن تعثر «أوباما كير»
أكد الرئيس باراك أوباما أنه «غير راض» عن النواقص التي شابت الموقع الإلكتروني لنظام التأمين الصحي الجديد المعروف بإسم «أوباما كير»، واعداً بالسعي إلى معالجة هذه المشكلة سريعاً. وقال أوباما، خلال زيارة لبوسطن في ولاية ماساشوستس، الأربعاء الماضي، إنه «في الوقت الراهن، الموقع الإلكتروني بطيء جداً وكثير من الناس لم يتمكنوا من دخوله. ولست راضياً عن هذا الأمر». وأضاف «ليس هناك أي عذر لذلك. وأتحمل مسؤولية السعي إلى إيجاد حل في أسرع وقت. نعمل يومياً لتحسين الموقع». وأكدت إدارة أوباما، في وقت سابق من يوم الأربعاء، تحملها مسؤولية «فشل الخطوات الأولى في منظومة إصلاح التأمين الصحي»، ما قد يمهد الى تسوية مع الجمهوريين في الكونغرس الراغبين بتأجيل تطبيق النظام الجديد.
يناقش مع نتنياهو تطورات الملف الإيراني
أجرى الرئيس باراك أوباما ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الاثنين الماضي محادثات هاتفية تناولت خصوصا الملف الايراني، بحسب ما أعلن البيت الابيض. وقال المصدر إن الرجلين تحدثا عن «تطورات حصلت مؤخرا لها علاقة بايران وعن المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية وعن ملفات أخرى إقليمية»، ولكنه لم يعط أية تفاصيل اضافية عن مضمون هذه المحادثات في تصريحه المقتضب. وكان نتنياهو جدد الأحد دعوته لزيادة الضغوط على ايران وبرنامجها النووي في موازاة المفاوضات. وكانت المفاوضة الأميركية في الملف النووي الإيراني وندي شيرمان قد دعت الكونغرس الأميركي إلى الامتناع عن تشديد الضغوط الاقتصادية مجددا على طهران من أجل تسهيل المفاوضات بين إيران ودول (5+1) وهي الدول دائمة العضوية بـمجلس الأمن الدولي بالإضافة إلى ألمانيا، التي ستستأنف هذا الشهر بجنيف.
Leave a Reply