يضطر الى تعديل «أوباما كير» وشعبيته فـي أدنى مستوياتها
اضطر الرئيس الأميركي باراك أوباما الأسبوع الماضي الى التنازل أمام خصومه وتعليق نظام الرعاية الصحية الجديد المعروف باسم «أوباما كير»، بعد الأعطال التقنية والفجوات التطبيقية التي جعلت الكثير من الأميركيين يخسرون تأمينهم الصحي مع تعثر التسجيل للنظام الجديد.
وقرر أوباما، بعد ضغوط تعرض لها انعكست تدهوراً كبيراً بشعبيته، السماح للمواطنين الإبقاء على تأمينهم الصحي الحالي لمدة عام إضافي حتى لو لم يتماش مع القانون الجديد، حيث سيصدر الكونغرس مع صدور هذا العدد تعديلاً يسمح بذلك. واستمرت شعبية أوباما بالتدهور خلال الأسبوع الماضي لتبلغ حضيضها منذ توليه كرسي الرئاسة في العام ٢٠٠٨ بحسب ما ظهر في آخر استفتاء أشار للمرة الأولى إلى أن اغلبية الأميركيين تعتبر أن الرئيس «غير نزيه» و«لا يستحق ثقتهم». فقد أظهر استطلاع معهد جامعة كينيبياك، أن شعبية أوباما، تراجعت إلى مستوى قياسي جديد، حيث لم تتجاوز نسبة تأييده 39 بالمئة.
وردا على سؤال، رفض حوالى 54 بالمئة من الاميركيين سياسة رئيسهم مقابل 39 بالمئة. وكانت هذه النسبة مطلع تشرين الاول (أكتوبر) الماضي مختلفة تماماً عند «49 بالمئة ضد»، مقابل 45« بالمئة مع».
وعرف الرئيس الجمهوري جورج بوش تراجعا مشابها في شعبيته خلال ولايته الثانية. وتدنت شعبية اوباما خصوصا لدى النساء حيث دعمت 40 بالمئة من النساء سياسته مقابل 51 بالمئة.
ويبدو ان أوباما يدفع ثمن عدم فعالية اطلاق اصلاحه الصحي الذي بدأ قسم رئيسي منه بالتطبيق مطلع الشهر الماضي. كما اظهر الاستطلاع أن معظم الاميركيين ما زالوا متشائمين حيال مشروع «أوباما كير». وقال 19 بالمئة فقط من الذين سئلوا رأيهم انه سوف يتحسن مقابل 43 بالمئة يعتبرون انه ذاهب الى الأسوأ. وأجري الاستطلاع على 2545 ناخباً اميركياً بين 6 و11 تشرين الثاني (نوفمبر) مع هامش خطأ لحوالى 1,9 بالمئة.
الجدير بالذكر أن مشروع «أوباما كير»، تحول الى كابوس في حياة الاميركيين، استمر منذ بدء الشلل الجزئي في الحكومة الأميركية بتاريخ الأول من تشرين الأول، وحتى تاريخ 16 منه، وذلك قبل يوم واحد فقط من الموعد النهائي لرفع سقف الدين الفدرالي، وإلا لواجهت حكومة الولايات المتحدة خطر التخلف عن سداد الديون. وتدافع إدارة أوباما عن نفسها بشأن جملة من القضايا من بينها استهداف حرية الصحافة وتسليط هيئة الضرائب الأميركية على التيارات المحافظة، الى جانب فضيحة تجسس وكالة الأمن القومي.
أوباما متحدثاً عن تعديل نظام الرعاية الصحية في قاعة «برايدي» للمؤتمرات الصحفية بالبيت الأبيض، يوم الخميس الماضي. (رويترز) |
معركة الإنتخابات النصفية
منذ مطلع نيسان (أبريل) الماضي سافر أوباما 30 رحلة منفصلة لجمع التبرعات للحزب الديمقراطي، سعيا منه لحشد الدعم للانتخابات النصفية للكونغرس التي ستجرى العام المقبل، والتي ستحدد مصير العامين الأخيرين من عهده. ويمثل عدد سفرات الرئيس أكثر من ضعف معدل رحلات جمع التبرعات التي قام بها أسلافه، الذين تولوا منصب الرئاسة لفترتين.
وبالرغم من أنه لن يستطيع الترشح للرئاسة لفترة جديدة، يُقدّر أن أوباما الذي لا تزال لديه أجندة داخلية طموحة (الهجرة وانتشار السلاح والبيئة…) استطاع جمع تبرعات تقدر بنحو 40 مليون دولار لمرشحين ديمقراطيين آخرين، وذلك منذ حفل تنصيبه الأخير مطلع العام الجاري، حيث كرس الرئيس جزءا كبيرا من فترته الرئاسية الثانية لتمويل المحاولات، التي تستهدف استعادة الحزب الديمقراطي للأغلبية في مجلس النواب الأميركي في انتخابات 2014.
وعند توجهه لنحو 30 من فعاليات جمع التبرعات، التي عقد معظمها في قصور خاصة أو فنادق فاخرة في 10 مدن أميركية مختلفة، تطلب الأمر أن يسافر أكثر من 20 ألف ميل على متن الطائرة الرئاسية «إير فورس وان»، وكلف استغلالها دافعي الضرائب الأميركيين أكثر من 6 ملايين دولار.
لم يعرف بتفاصيل التجسس على الحلفاء
أكد الرئيس باراك أوباما أنه لم يكن يسعى لمعرفة كيفية حصول المخابرات على البيانات المتعلقة بدول حليفة بعد الإعتراض الجماعي الذي ظهر في أوروبا إثر الكشف عن عمليات تجسس أميركية.
وفي مقابلة مع محطة التلفزيون الأميركية «أن بي سي»، قال أوباما «كما كل الرؤساء، عندما يطلعوني على بيانات المخابرات خصوصا عندما يتعلق الأمر بحلفاء مثل ألمانيا، لم أكن أسعى لمعرفة كيفية الحصول عليها».
وأضاف «في حال تعلق الأمر بدول أخرى تمثل تهديدا للولايات المتحدة، عندها أكون مهتما فقط بهذه البيانات ولكن أيضا حول الطريقة التي تمكنا من الحصول عليها». وأكدت الحكومة الأميركية أن أوباما لم يكن على علم بتفاصيل عملية المخابرات المتعلقة بالمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل. وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري قد اعترف بأن هناك توترات بين واشنطن وبرلين بسبب فضيحة التجسس لكنه أكد أن العلاقات بين البلدين «ستبقى قوية».
يتطلع الى إنهاء حرب افغانستان
قال الرئيس الأميركي باراك أوباما أنه يتطلع إلى إنهاء الحرب في أفغانستان، أطول الحروب الاميركية، أثناء تكريمه للمقاتلين الأميركيين في ساحات المعارك في «يوم المحارب»، الإثنين الماضي.
وقال أوباما في كلمة ألقاها بمقبرة آرلينغتون الوطنية إن القوات الأميركية ستواصل العودة إلى البلاد من أفغانستان في الأشهر المقبلة قبل سحب معظم القوات القتالية التابعة للحلف الاطلسي بنهاية 2014. وأضاف «هذا الشتاء ستنخفض أعداد قواتنا في أفغانستان إلى 34 الف جندي .. وفي هذا الوقت من العام المقبل سيكون نقل السلطات إلى قوات الامن الأفغانية شبه مكتمل».
وتتفاوض واشنطن مع كابول للتوصل إلى إتفاق حول القوات التي ستبقى في أفغانستان لتدريب القوات الافغانية والقيام بمهمات محتملة لمكافحة الارهاب.
وتحدث أوباما بشكل خاص عن تضحيات جيل «11 أيلول» من الجنود الأميركيين الذين إنضموا إلى الجيش بعد الهجمات التي شنها تنظيم القاعدة على نيويورك والبنتاغون في 2001. وقال «اليوم نستطيع أن نقول إنه بفضل خدمتهم البطولية، فإن نواة القاعدة في طريقها إلى الهزيمة، وشعبنا أكثر أمناً وبلادنا أكثر أمانا».
وتحدث أوباما كذلك عن حياة الجندي السابق ريتشارد أوفرتون الذي شارك في الحرب العالمية الثانية والذي يبلغ من العمر 107 سنوات الآن، ويعتقد أنه أكبر المحاربين الأميركيين عمراً. وقال أوباما إن أوفرتون الأسود «كان في بيرل هاربور عندما كانت السفن الحربية تشتعل فيها النيران.. وعندما انتهت الحرب عاد الى موطنه في تكساس ليجد بلاده تعاني من انقسام سببه العنصرية، ولم تكرم خدمته في المعركة كما يجب». وأضاف «ولكن هذا المحارب القديم سار ورأسه مرفوع. وواصل حياته بشرف وكرامة.. وهذه حياة محارب اميركي يعيش بفخر وقوة في البلد الذي شارك في الحفاظ على حريته».
يأمر بمساعدة الفيليبين لمواجهة آثار «هايان»
قال الرئيس باراك أوباما يوم الأحد الماضي إن الولايات المتحدة أرسلت موجة من المساعدات للفيليبين بعد إعصار مدمر قتل ما لا يقل عن عشرة آلاف شخص وستقدم مساعدات إضافية إذا إحتاجت لذلك. وقال أوباما في بيان إن أميركا «تقدم بالفعل مساعدات إنسانية كبيرة وإننا على إستعداد لمساعدة جهود الإغاثة التي تقوم بها الحكومة (الفلبينية) بشكل أكبر». وتوجه فريق يضم نحو 90 من جنود مشاة البحرية والبحارة الأميركيين إلى الفيليبين في إطار أول موجة من المساعدات العسكرية التي وعدت بها الولايات المتحدة والتي تشمل طائرات لعمليات البحث والإنقاذ.
ويقدر أن الإعصار قتل مالايقل عن عشرة آلاف شخص في وسط الفيليبين. ونجم معظم الوفيات فيما يبدو عن إرتفاع منسوب مياه البحر حيث سوت منازل بالأرض وغرق المئات في إحدى أسوأ الكوارث الطبيعية التي شهدتها البلاد التي تتكون من مئات الجزر.
يدعو الى تحديث سياسات أميركا تجاه كوبا
قال الرئيس باراك أوباما إنه ربما يكون الوقت قد حان كي تغير الولايات المتحدة سياساتها تجاه كوبا، التي تفرض واشنطن حظراً عليها منذ أكثر من 50عاماً. وأضاف أوباما خلال حفل لجمع تبرعات في منطقة ميامي «علينا أن نكون مبتكرين وأن نكون عميقي التفكير، وعلينا أن نواصل تحديث سياساتنا».
وتابع أنه «مع الوضع في الإعتبار بأنه عندما وصل فيدل كاسترو إلى السلطة كنت مولوداً للتو، فإن فكرة أن بعض السياسات التي طبقناها في 1961 مازالت فعالة إلى حد ما كما هي اليوم في عصر الإنترنت وغوغل والتنقل حول العالم ليس لها معنى». وقال الرئيس الأميركي إن التغييرات المتزايدة في سياسة الولايات المتحدة بشأن كوبا سمحت بزيادة الإتصال بالشعب في الجزيرة وتحويل الودائع. وأضاف «لكني أعتقد أننا كلنا نفهم أن الحرية في كوبا ستأتي في نهاية الأمر.. لكن بإمكان الولايات المتحدة المساعدة».
وتابع قائلاً إن من المرجح أن يكون جيل أصغر من الساسة الأميركيين من أصل كوبي مستعدين بشكل أكبر لإيجاد «آليات جديدة» لتحقيق التغيير في الجزيرة.
ويعد الحظر الأميركي ضد كوبا مثيراً للجدل دولياً، وصوتت الأمم المتحدة الشهر الماضي للمرة الثانية والعشرين لإدانته. وقال وزير الخارجية الكوبي إن حقيقة أن هذا الحظر مطبّق منذ أكثر من نصف قرن شيء «بربري».
وكان أوباما قد قال قبل توليه الرئاسة إنه يريد إعادة صياغة العلاقات العدائية منذ فترة طويلة بين كوبا وأميركا، ولكن جهوده أحبطت الحكومة الكوبية التي كانت تأمل بأن يفعل المزيد لإنهاء الحظر.
Leave a Reply