أوباما فـي مراجعة العام 2013
في مؤتمر صحافي أخير لعام ٢٠١٣، حاول فيه أن يختصر أحداث السنة، انطلق الرئيس الأميركي باراك أوباما من الوضع الداخلي، وخصوصاً الاقتصادي، ليتحدث عن تحسن ملحوظ قد يشكل «نقطة تحول للعام المقبل»، قبل أن يعرج قليلاً على السياسة الخارجية، حيث أكد مجدداً على ضرورة عدم فرض عقوبات جديدة على إيران بهدف التوصل إلى اتفاق نهائي معها، فيما تجاهل الحديث عن الملف السوري الذي تسبب له بإحراجات متتالية بعد أن طالب في العديد من المناسبات العلنية بتنحي الرئيس السوري بشار الأسد.
وامتنع أوباما عن الدخول في جولة من النقد الذاتي السياسي في المؤتمر الصحفي الذي عقده قبل مغادرته واشنطن لمدة أسبوعين لبدء ماوصفه بـ«الاسترخاء والشمس» في هاواي.
وقال إنه على الرغم من فشل الطرح المبدئي لقانون الرعاية الصحية وتعثر مبادرات تشريعية (الهجرة والزراعة) فإن «هذا العام لم يكن كله سيئاً»، واعترف بمواجهة نكسات ولكنه امتنع عن التحدث عنها، سيما مسائل التجسس على الأميركيين وشلل الحكومة الفدرالية وتعثر انطلاق نظام الرعاية الصحية الجديد.
وعلى الرغم من قوله إن 2014 لابد وان يكون «عام العمل» لم يلمح أوباما الى أي أجندة طموحة. وبالنسبة لأولوياته أشار الى جعل الكونغرس يمدد إعانات البطالة لتشمل عدداً أكبر وزيادة الحد الأدنى للأجور.
وأبعد من ذلك تضمنت قائمة أمنيات أوباما تفادي مواجهة مع الكونغرس بشأن رفع الحد الأقصى للديون في الربيع، عندما يتعين رفع سقف الدين الأميركي مجدداً. وقد ركز أوباما على الوضع الاقتصادي، مشيراً إلى أن الاقتصاد نما في الربع الثالث بنسبة 4,1 بالمئة مقارنة بالعام الماضي. واعتبر أن العام 2014 قد يشكل نقطة تحول لأميركا بعد فترة طويلة من الركود والبطء الاقتصادي.
ورداً على سؤال إن كانت السنة الحالية أسوأ سنة رئاسية له، قال أوباما «لا أفكر بالموضوع بهذه الطريقة». وأضاف «إذا كنتم تعتمدون على استطلاعات الرأي، فإنها صعدت ونزلت كثيراً خلال فترة عملي… إذا كنت مهتماً باستطلاعات الرأي، لما كنت ترشحت للرئاسة».
وأشار إلى أن أكثر من نصف مليون أميركي انضموا إلى برنامجه للتأمين الصحي «أوباما كير» في الأسابيع الثلاثة الأولى من شهر كانون الأول الحالي، من خلال الموقع الإلكتروني برغم بعض الأعطال التي تعرض لها الموقع. واعتبر أيضاً أن مساعدة العاطلين عن العمل يجب أن تكون على لائحة أولويات الكونغرس في شهر كانون الثاني المقبل، مشدداً على أنه لن يبحث مع الكونغرس رفع سقف الدين. وقال «لا أعتقد أنهم (في الكونغرس) مجانين لدرجة أن يبدأوا الأمر ذاته من جديد».
وفي ما يتعلق ببرنامج الرقابة التابع لوكالة الأمن القومي، قال إنه رحب بفتح نقاش حول دور الوكالة، إلا أن تسريبات المتعاقد السابق معها إدوارد سنودن تسببت في «اضرار غير ضرورية» لقدرات واشنطن الاستخباراتية والديبلوماسية.
وكانت لجنة من خبراء القانون والاستخبارات اختارها البيت الابيض أوصت بالحد من صلاحيات وكالة الامن القومي، محذرة من ان عمليات التجسس الواسعة تجاوزت حدودها كثيرا. ولكن أوباما أكد أنه سيتخذ قراراً حاسماً حول التوصيات خلال الشهر المقبل. ودافع في ذات الوقت عن عمل الوكالة، لافتاً إلى ضرورة إعادة ثقة المواطنين بها.
أما مراجعته للسياسة الخارجية، تطرق إلى الملف الإيراني، ليعيد التأكيد بأن الوقت الراهن ليس مناسباً لفرض المزيد من العقوبات على إيران، بالرغم من تفهمه بعض مواقف السياسيين الذين يريدون أن يظهروا بمظهر القوة أمام إيران. وشدد على أنه «إذا كنا جديين» بالتوصل إلى اتفاق نووي إيراني، فإنه على الولايات المتحدة أن تتصرف بطرق لا تزيد من شكوك الإيرانيين.
ويشير أحدث استطلاع لـ«رويترز» و«إبسوس» الى أن معدل التأييد لأداء أوباما يبلغ 38 بالمئة في حين أشارت استطلاعات أخرى الى أن نسبة التأييد تتجاوز نسبة الاربعين بالمئة بقليل. وهذه نسبة غير مطمئنة بالنسبة لرئيس يحاول مساعدة حزبه الديمقراطي على كسب مقاعد في انتخابات الكونغرس العام المقبل.
ومع وجود تحسن في الإقتصاد الأميركي وإصلاحات في موقع الرعاية الصحية على الانترنت والمعرض للاعطال وبعض التغييرات الاستراتيجية في هيئة موظفي أوباما يعتقد مساعدوه أن عام 2014 قد يكون أفضل بكثير من عام 2013 حيث كانت المصاعب كثيرة الى حد ان صحيفة «واشنطن بوست» اعلنت ان اوباما لم يواجه اسوأ سنواته فحسب وانما «أسوأ سنة في واشنطن» بالنسبة لأي سياسي.
أزمة جنوب السودان تعكر الإجازة
عكر الصراع الدموي القبلي في جنوب السودان إجازة الرئيس الأميركي الى هاواي، حيث حذر البيت الأبيض في بيان صباح الأحد الماضي أعقب محادثة بين أوباما وفريق الأمن القومي من أن أي محاولة للاستيلاء على السلطة في جنوب السودان بالقوة ستؤدي إلى وقف الدعم الأميركي لجوبا، كما أمر الرئيس بإرسال عشرات الجنود الأميركيين الى الدول الحديثة لتأمين إجلاء الأجانب.
وقد بلغت حصيلة المعارك التي اندلعت في 15 كانون الأول (ديسمبر) بين مؤيدي الرئيس سلفا كير وخصمة ريك ماشار آلاف القتلى، حسب حصيلة أعلنتها الأمم المتحدة التي قالت إنها اكتشفت مقبرة جماعية. وكان كير وماشار قالا إن خلافهما سياسيا وليس قبليا لكن كثيرين من بين 45 ألف مدني لجأوا إلى قواعد الأمم المتحدة في شتى أنحاء البلاد يقولون إنهم استهدفوا بسبب انتمائهم العرقي.
وأطلع فريق الأمن القومي أوباما في مقر إقامته في هاواي على تطورات الوضع في جنوب السودان بعد إصابة أربعة عسكريين أميركيين إثر إطلاق نار على طائراتهم أثناء إجلائها رعايا أميركيين من جنوب السودان الذي دخل بحالة من الفوضى. وقد نشرت الولايات المتحدة 45 عنصراً من القوات الخاصة في جنوب السودان بهدف حماية مواطنيها وسفارتها في العاصمة جوبا، بعدما أجلت عدداً من مواطنيها ومواطنين غربيين من جوبا إثر الاضطرابات التي وقعت في البلاد مؤخراً.
وجاء الإعلان في رسالة بعثها أوباما إلى رئيس مجلس النواب الأميركي جون باينر بمقتضى صلاحيات قانون الحرب التي يتمتع بها الرئيس.
وقال أوباما في رسالة إلى الكونغرس «أتابع الوضع في جنوب السودان وبإمكاني أن اتخذ إجراءات جديدة لتأمين أمن مواطنين وطاقم ومصالح أميركية من بينها سفارتنا في جنوب السودان» مضيفا أنه يعول على دعم الكونغرس في هذا المجال. وأوضح أوباما في الرسالة أن مهمة القوة الأميركية تقتصر على حماية السفارة الأميركية والبعثة الدبلوماسية والمواطنين الأميركيين، مضيفاً أنها ستبقى في هذا البلد لغاية استقرار الأوضاع الأمنية في جنوب السودان.
خطاب الميلاد
وفي خطاب عيد الميلاد، أشاد أوباما بـ«خدمة وتضحية» القوات الأميركية وأسر العسكريين في كلمة وجهها عبر الإذاعة والإنترنت يوم الأربعاء الماضي بمناسبة عيد الميلاد وسلط الضوء على المجندات والمجندين العائدين إلى الوطن خلال العام المنصرم. وقال أوباما «قد تكون هذه المرة الأولى منذ سنوات بالنسبة لكثير من قواتنا والمستجدين من قدامى المحاربين التي يقضون فيها عيد الميلاد مع عائلاتهم».
وأضاف «مع انتهاء حرب العراق ومرحلة الانتقال في أفغانستان يوجد عدد أقل من رجالنا ونسائنا بالجيش في طريق الخطر مقارنة بأي وقت في العقد الماضي». واستغل أوباما كلمة عيد الميلاد لدعوة الأميركيين إلى خدمة مجتمعاتهم. وقال أوباما «لعائلات مثل عائلاتنا هذه الخدمة فرصة للاحتفال بميلاد المسيح ومعايشة ما علمنا بأن نحب جيراننا كما نحب أنفسنا وأن نطعم الجياع ونرعى المرضى».
عطلة آخر السنة فـي هاواي
وقد وصل الرئيس أوباما الأسبوع الماضي الى هاواي، الولاية التي ولد فيها، حيث سيقضي إجازة من 15 يوماً. وأنهى أوباما نشاطه للعام 2013 بعقد مؤتمر صحافي بالبيت الابيض قبل ساعات من توجهه الى هاواي. قال فيه إن نهاية العام هي دائما فترة جيدة للتفكير في ما يمكن ان نقوم به بشكل أفضل في العام التالي»، مضيفا «أنا على يقين انه ستكون لدي افكار أفضل بعد أيام من النوم والتمتع بالشمس».
وفي أول ظهور له مع عائلته في إجازة هاواي، حضر أوباما مباراة في كرة السلة لتشجيع فريق «جامعة أوريغون» الذي يتولى تدريبه كريغ روبنسون، وهو الشقيق الأكبر لزوجة الرئيس، ميشيل، وسط إشاعات عن توتر علاقتهما الزوجية.
ووصل أوباما وزوجته وابنتاه ماليا (15 عاماً) وساشا (12 عاماً) إلى مقاعدهم في الملعب قبيل بداية المباراة ليسود صمت بين حشد شغل نحو نصف استاد ستان شريف الذي تبلغ سعته 10300 مقعد.
وانتقل أوباما من مقعده أحيانا لتجاذب أطراف الحديث مع سام كاس كبير موظفي البيت الأبيض الذي كان يجلس قريبا منه. وكان بصحبة أوباما أيضاً بوبي تيتكومب أحد أصدقاء صباه وأفراد عائلة كريغر وبنسون وماريان روبنسون والدة ميشيل وكريغ. ويبعد الاستاد الواقع في حرم جامعة هاواي 28 كيلومتراً عن المنزل الذي تستأجره عائلة أوباما لقضاء عطلتها في حي كايلوا الراقي.
باراك وميشيل أوباما يستعدان للطلاق؟
الرئيس باراك أوباما وزوجته ميشيل خلال مباراة لكرة السلة في هاواي. |
نشر موقع «ناشونال إنكوايرر»، الأسبوع الماضي، خبرا يفيد بأن الزوجين أوباما بصدد الإعداد لإجراءات الطلاق، حيث أشار الموقع المعروف الى أن الرئيس وزوجته ينامان في غرفتين منفصلتين في البيت الأبيض. كما تشير الأنباء إلى أن ميشيل أوباما قررت إلغاء إقامة زوجها في منزلهما في مدينة شيكاغو، وذلك بعد 21 عاماً من حياتهما الزوجية المشتركة.
وبحسب مصدر مقرب من عائلة أوباما رفض الإفصاح عن هويته، قال إن العلاقة بين الزوجين بدأت تتوتر منذ سنوات، لكنهما قررا مواصلة العلاقة من أجل أطفالهما، و«لكي لا تتأثر حياة باراك أوباما السياسية»، وأضاف أن ميشيل التقت بفريق من المحامين وأخبرت زوجها برغبتها في العيش منفصلة.
كما أشار المصدر إلى أن الغضب ينتاب زوجة الرئيس الأميركي لإحساسها بـ«الإهانة على مرأى من العالم كله»، وأنها أخبرت باراك أوباما أنها لن تستطيع التحمّل أكثر من ذلك، في إشارة إلى الصور التي التقطت للرئيس وهو يلاطف رئيسة وزراء الدنمارك هيله تورنينغ شميت أثناء مشاركتهما في مراسم تأبين الزعيم الجنوب إفريقي نيلسون مانديلا، فيما ظهرت سيدة أميركا الأولى في الصورة وقد ارتسمت على وجهها علامات الاستياء.
إلى ذلك أفاد المصدر ذاته بأن ميشيل لن تغادر البيت الأبيض قبل انتهاء فترة رئاسة باراك أوباما الثانية، مرجحا أن الزوجين سوف يعيشان منفصلين بعد انتهائها، علما أن المصدر ذاته أكد أن سيدة أميركا الأولى حزمت أمتعتها وتستعد للانتقال إلى شيكاغو. ويؤكد مصدر في البيت الأبيض أن ميشيل تلقت الكثير من رسائل التعاطف من أميركيات، يعربن فيها عن تضامنهن التام معها، وغضبهن حيال ما قام به باراك أوباما، كما يؤكد المصدر ذاته أن الشعور بخيبة الأمل ينتاب عددا من أصدقاء الرئيس الأميركي ومستشاريه، ويذكر منهم المستشار الأول ومساعدة الرئيس للشؤون العامة فاليري غاريت.
كما يلفت المصدر ذاته الانتباه إلى أنه سبق لباراك أوباما أن جرح مشاعر زوجته، لكن ما يميز الموقف في جنوب إفريقيا هو أنه علني، «إذ رأى العالم أن الرئيس لا يحترم زوجته بتاتاً»، علما أن ميشيل أوباما لم تعمل على إثارة أي مشكلة مع زوجها أمام الجميع، لكنها ما أن عادت إلى البيت الأبيض «حتى انفجرت خلف الأبواب المغلقة»، بحسب ما نقل موقع «ناشونال إنكوايرر».
وفي تفصيل آخر يشير المصدر ذاته إلى أن الطلاق سوف يكون مكلفا بالنسبة لباراك أوباما، وأنه سيتوجب عليه التخلى عن «ثروة». من جانب آخر رفض مدافعون عن الرئيس صحة هذه الأنباء لافتين الانتباه إلى أن أسرة الرئيس تقضي الإجازة مجتمعة في جزر هاواي للاحتفال بحسب التقليد المتبع.
Leave a Reply