متفائل بنجاح مؤتمر المناخ .. ويتوقع تغييراً في الإستراتيجية الروسية بسوريا
أعرب الرئيس الأميركي باراك أوباما، الثلاثاء الماضي، عن «تفاؤله» بفرص نجاح مؤتمر باريس حول المناخ، مؤكداً أن مكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري أمر «إلزامي» للاقتصاد والأمن العالميين.
وقال خلال مؤتمر صحافـي عقده فـي ختام زيارته الى باريس التي احتضنت 150 رئيس دولة وحكومة للتوصل إلى اتفاق طموح للحد من الاحتباس «إنني متفائل وسننجح». وأضاف أن مكافحة الاحتباس «ضرورة اقتصادية وأمنية علينا التصدي لها الآن»، لأنه بالوتيرة الحالية «سنضطر سريعاً إلى تخصيص موارد اقتصادية وعسكرية أكبر، للتأقلم مع عواقب كوكب يتغير».
وحذر أوباما من مخاطر التغيرات المناخية على سكان الجزر فـي العالم، وقال إن من الممكن أن تؤدي إلى الملايين من مهاجري المناخ.
وأضاف الرئيس أن سكان جزر مثل غينيا الجديدة فـي المحيط الهادئ يمكن أن يضطروا يوما لهجرة أوطانهم ويصبحوا لاجئين إذا لم يكن هناك خطط وعمليات طموحة لمجابهة التغيرات المناخية.
ووصل الرئيس الأميركي إلى باريس الأحد الماضي للمشاركة فـي مؤتمر الأمم المتحدة الـ21 حول المناخ والذي يهدف للتوصل إلى اتفاق يحد من ارتفاع حرارة الأرض.
وحول الأزمة السورية التي طغت على فعاليات المؤتمر المناخي، قال أوباما إنه يتوقع أن تغير روسيا استراتيجيها فـي سوريا بعد أن تحسب تكلفة إبقاء الرئيس السوري بشار الأسد فـي السلطة.
وقال أوباما «أعتقد أنه من الممكن خلال الأشهر المقبلة أن نرى تغيراً فـي حسابات الروس، واعترافهم بأن الوقت قد حان لإنهاء الحرب الأهلية فـي سوريا». وأضاف «لن يكون الأمر سهلاً. فقد سفكت كثير من الدماء»، مضيفاً أن روسيا استثمرت سنوات فـي إبقاء نظام الأسد بالسلطة.
إلا أنه قال إن إسقاط تنظيم داعش لطائرة الركاب الروسية فوق سيناء المصرية الشهر الماضي، وإسقاط تركيا لمقاتلة روسية الأسبوع الماضي، يغير حسابات بوتين تدريجياً.
وأضاف «أعتقد أن السيد بوتين يفهم، نظراً لأن أفغانستان لا تزال ماثلة فـي الذاكرة، أن تورطه فـي نزاع أهلي نتيجته غير محسومة، ليس هو الهدف الذي يرغب فـي تحقيقه»، فـي إشارة إلى التدخل الروسي فـي النزاع الأفغاني فـي الثمانينيات، الذي استنفد موارد موسكو.
وأقر أوباما بالاختلافات الكبيرة بشأن مستقبل الأسد، إلا أنه قال إن روسيا ستوافق فـي النهاية على رحيل الأسد.
وقال فـي إشارة إلى الأسد «أعتقد أن شخصاً يقتل مئات الآلاف من أبناء شعبه هو فاقد للشرعية».
وأضاف «ولكن وبغض النظر عن المعادلة الأخلافـية، فمن الناحية العملية من المستحيل أن يتمكن الأسد من توحيد البلاد، وأن يجمع جميع الأحزاب فـي حكومة شاملة».
وأوضح أوباما أن الخطوة التالية فـي الجهود الدبلوماسية فـي فـيينا هي إشراك جماعات المعارضة المعتدلة «التي وبصراحة لا تجمعها أشياء مشتركة مع بعضها، ولكنها تمثل فصائل كبيرة داخل سوريا». وأضاف «فـي نهاية المطاف ستدرك روسيا أن التهديد، الذي يمثله داعش على روسيا وشعبها هو الأهم، وأن عليهم التحالف معنا نحن الذين نقاتل داعش».
يلتقي أردوغان ويدعو إلى تجاوز حادث إسقاط «السوخوي»
دعا الرئيس باراك أوباما الثلاثاء الماضي أنقرة وموسكو إلى تجاوز خلافهما الدبلوماسي الناجم عن إسقاط مقاتلة روسية الأسبوع الماضي، والتركيز على «العدو المشترك»، تنظيم «داعش».
وقال أوباما بعد اجتماع مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان فـي باريس، إن اللقاء
ركز على كيفـية خفض التوتر بين الجانبين وإيجاد مخرج دبلوماسي للأزمة. وأضاف أن
«لدينا جميعا عدو مشترك وهو تنظيم الدولة الإسلامية، وأريد أن نحرص على التركيز على هذا التهديد».
وتابع الرئيس الأميركي «أود أن أكون واضحاً جداً، تركيا حليف ضمن حلف شمال الأطلسي، والولايات المتحدة تدعم حقوقها فـي الدفاع عن نفسها وعن مجالها الجوي وأراضيها».
وقال أردوغان من جانبه إنه حريص على طي صفحة الخلاف مع روسيا التي فرضت عقوبات اقتصادية على تركيا. وأضاف «نحن راغبون على الدوام باستخدام الخطاب الدبلوماسي ونريد تجنب التوتر».
نصف ساعة مع بوتين
اجتمع الرئيس باراك أوباما مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين لأكثر من نصف ساعة، الاثنين الماضي، على هامش قمة المناخ فـي لوبورجيه. وقالت الرئاسة الروسية فـي بيان إن «اللقاء عقد فـي جلسة مغلقة».
أوباما مصافحاً بوتين خلال لقاء دام لنصف ساعة، الاثنين الماضي، على هامش قمة المناخ في باريس. (رويترز) |
وبحسب تقارير روسية، عبر أوباما لنظيره الروسي عن بالغ أسفه لإسقاط الطائرات التركية المقاتلة الروسية «سوخوي 24» ومقتل أحد طياريها، نقلًا عن ديميتري بيسكوف، الناطق بلسان الكرملين، الذي أضاف أن الرئيسين تداولا فـي الشأن السوري بتوسع، وانهما توافقا على مسألة تقديم الحل السياسي للأزمة السورية.
إلا أن مصير الرئيس السوري بشار الأسد، بقيت نقطة الخلاف بين الرجلين، إذ كرر أوباما تأكيده أن على الأسد مغادرة السلطة، أن تكون هذه المغادرة جزءاً من حل سياسي متكامل، يكفل انتقال السلطة، بحسب ما نقلت «رويترز» عن مسؤول فـي البيت الأبيض.
وناقش الرئيسان كذلك التوتر الروسي التركي، والمسألة الشائكة فـي أوكرانيا، مؤكدين التوافق على ضرورة حل هذه المسألة سلمياً، من خلال تنفـيذ بنود اتفاق مينسك، بحسب ما قال بيسكوف.
والجدير بالذكر أن هذا اللقاء بين الرئيسين الأميركي والروسي فـي العاصمة الفرنسية هو الثاني فـي خلال أسبوعين، إذ حصل الأول فـي قمة مجموعة العشرين فـي تركيا منتصف تشرين الثاني (نوفمبر). وناقشا حينها المسألتين السورية والأوكرانية أيضاً.
يزور مسرح «باتاكلان» برفقة هولاند
زار الرئيسان الفرنسي فرنسوا هولاند والأميركي باراك أوباما مساء الأحد الماضي مسرح باتاكلان فـي باريس، تكريما لأرواح 90 شخصا قتلوا فـي المكان فـي إطار الاعتداءات التي هزت العاصمة الفرنسية فـي 13 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي.
ووضع هولاند وأوباما إلى جانب رئيسة بلدية باريس آن هيدالغو باقات من الزهور أمام المبنى، ثم وقفوا فـي لحظة تأمل.
هدايا سعودية باهظة الأثمان!
نشرت وزارة الخارجية الأميركية قائمة الهدايا التي قدمت للرئيس باراك أوباما وأسرته خلال سنة 2014، وتضمنت القائمة هدايا غريبة مثل مواد لعبة فـيديو (قتلة الملوك) قدمها لأوباما رئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك.
لكن ما يلفت الانتباه هو الهدايا الثمينة التي قدمها الملك السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز خلال 2014، إذ تشير القائمة إلى أن الهدايا المخصصة من المملكة إلى السيدة الأولى ميشيل أوباما وابنتي الرئيس ماليا وساشا، قدرت بـ 1.35 مليون دولار.
ففـي 24 كانون الثاني (يناير) 2014 أهدت المملكة السعودية لزوجة الرئيس أوباما طقم ألماس قيمته 560 ألف دولار، بعدها بثلاثة أشهر -15 نيسان (أبريل) 2014- أهدت السعودية طقم ألماس آخر بقيمة 570 ألف دولار.
ويشير القانون الأميركي إلى أن أية هدية تُقدم لرئيس الولايات المتحدة من زعماء العالم، هي مُلك للأرشيف الوطني الأميركي، وإذا قرر الرئيس الأميركي الاحتفاظ بها فما عليه إلا أن يدفع قيمتها. وحسب بيانات البيت الأبيض فإن الراتب السنوي للرئيس أوباما لا يتعدى 400 ألف دولار.
آخر خطاب له عن «حالة الاتحاد» في 12 كانون الثاني
دعا رئيس مجلس النواب الأميركي، الجمهوري بول راين، الاثنين الماضي، الرئيس باراك أوباما الى القاء ثامن وآخر خطاب له عن «حالة الاتحاد» أمام الكونغرس فـي 12 كانون الثاني (يناير) 2016. وكتب راين الرئيس الجديد للمجلس فـي رسالة الدعوة «مع اقتراب السنة الجديدة، لدينا نحن الاثنين الفرصة وواجب التوصل الى أرضية تفاهم للدفاع عن مصالح الأمة هنا وفـي الخارج».
وسيلقي أوباما خطابه امام كونغرس يهيمن عليه الجمهوريون بالكامل سواء فـي مجلس النواب أو مجلس الشيوخ.
وتوصلت الرئاسة الاميركية والكونغرس فـي تشرين الأول (أكتوبر) الماضي الى تسوية بشأن الميزانية ويحاولان الآن التفاهم على البنى التحتية وبعض الإجراءات الضريبية. لكن نقاط الخلاف كثيرة وبينها خصوصاً ملف الهجرة وإغلاق معتقل غوانتانامو. ويخشى المشرعون أن يلتف أوباما من خلال سلطته التنفـيذية على معارضة الكونغرس.
ويتيح الخطاب حول «حالة الاتحاد» الذي يلقى سنويا فـي الكونغرس فـي حضور جميع المشرعين واعضاء الحكومة وقضاة المحكمة العليا، للرئيس الأميركي إعلان أولوياته. ويأتي فـي مستهل 2016 فـي أوج حملة الانتخابات التمهيدية الرئاسية، ويتنافس ١٧ مرشحاً جمهورياً وديموقراطياً على خلافة أوباما. ويغادر أوباما الذي انتخب رئيسا فـي 2008 وأعيد انتخابه فـي 2012، البيت الابيض مطلع كانون الثاني 2017.
Leave a Reply