أوباما يبدأ عامه الأخير في البيت الأبيض: الى السلاح درّ
تحرك الرئيس باراك أوباما سريعاً بعد عودته من عطلة الأعياد التي قضاها فـي هاواي، حيث بدأ أسبوعه الأول من عامه الأخير فـي البيت الأبيض بسلسلة قرارات تنفـيذية من شأنها التضييق على تجارة السلاح فـي الولايات المتحدة، متحدياً بذلك الكونغرس الذي يسيطر عليه الجمهوريون ومناصرو حرية حمل السلاح المكفولة فـي الدستور الأميركي.
ولم يتمكن أوباما من حبس دموعه، عندما أكد على ضرورة التحرك فـي مسألة مراقبة الأسلحة النارية فـي الولايات المتحدة، وذلك فـي أول خطاب له بالبيت الأبيض، بعد عودته من هاواي.
وأعلن الثلاثاء الماضي سلسلة إجراءات لضبط حيازة الأسلحة فـي الولايات المتحدة، مؤكداً أن من صلاحياته اتخاذ إجراءات تنفـيذية بشأن الأسلحة وأن «الغالبية الساحقة من الأميركيين تؤيده» فـي ذلك.
وقال «علينا أن نشعر بالضرورة الملحة الآن لأن الناس يموتون، والأعذار الدائمة لعدم التحرك لم تعد مجدية ولم تعد تكفـي».
ولم يتمكن أوباما من حبس دموعه عندما تحدث عن الأطفال الذين قتلهم مختل عقليا فـي مدرسة ساندي هوك فـي كانون الأول (ديسمبر) 2012، وقال: «فـي كل مرة أفكر بهؤلاء الأطفال أشعر بالغضب».
وأضاف أوباما أن على الناخبين أن «يتذكروا عندما تحين الانتخابات، أي القادة وقفوا فـي طريق الجهود لضمان السلامة العامة فـي موضوع الأسلحة».
وتطرق أوباما فـي حديثه إلى موقف الكونغرس الذي يسيطر عليه الجمهوريون قائلا: «لا يزال على الكونغرس التحرك بشأن إجراءات السلامة الخاصة بالأسلحة، لكن ليس بمقدورنا الانتظار».
وبيّن أن الإجراءات الجديدة «ستقود إلى تسهيل العملية بالنسبة لمشتري الأسلحة الذين يتسمون بالمسؤولية».
كشف أمني ورخصة لتجارة السلاح
وتنص الإجراءات الجديدة على ضرورة الكشف عن السوابق القضائية والوضع النفسي للراغبين بشراء السلاح قبل بيعه لهم. وقال أوباما إن «هذا لن يمنع كل جرائم العنف، وكل عمليات إطلاق النار، لكنه سيساهم إلى حد كبير فـي إنقاذ حياة كثيرين».
وتنوي السلطات المختصة سد الثغرات الموجودة فـي القانون الساري المفعول، من خلال تقديم إيضاحات تتعلق بتراخيص بيع السلاح.
وقال مسؤولون إن «المكتب الأميركي للكحول والتبغ والأسلحة النارية والمتفجرات» (أي تي أف) سيطلب من الأشخاص الذين يبيعون أسلحة فـي المتاجر أو فـي معارض الأسلحة أو عبر الإنترنت أن يحصلوا على تراخيص وأن يخضعوا لفحوصات للسلوك.
وأعلن البيت الأبيض أن «على كل شخص يقوم ببيع الأسلحة ويستخدم الإنترنت والتكنولوجيا الأخرى، الحصول على رخصة، كما لو أنه يحصل بالضبط على رخصة لمتجر تقليدي».
وأشار إلى أن النظام الراهن للتحقق من السوابق قد أتاح فـي السنوات الـ15 الماضية، رغم الثغرات الموجودة فـيه، منع بيع حوالي مليوني قطعة سلاح ناري، كان يمكن أن تقع فـي أيدي أشخاص يحتمل أن يشنوا هجمات.
ومن المقرر أن يجيب الرئيس أوباما على الأسئلة المتعلقة بهذه القضية فـي لقاء يعقد فـي جامعة جورج ميسون فـي مقاطعة فـيرفاكس بولاية فـيرجينيا.
وقالت وزيرة العدل الأميركية لوريتا لينش أن الإجراءات التنفـيذية الجديدة تهدف لتسهيل عمليات إنفاذ القانون.
وأضافت بعد لقاء الرئيس فـي البيت الأبيض الاثنين الماضي أن الهدف هو «إبعاد الأطراف المخالفة عن الأسلحة النارية» والتسهيل على السلطات التأكد من الالتزام بالقوانين المتعلقة بالأسلحة.
وأشارت الوزيرة إلى أن هذه الاجراءات تشمل توجيه بائعي الأسلحة إلى ضرورة الحصول على تراخيص والتحري عن خلفـية المشترين بغض النظر عن مكان إتمام عمليات البيع والشراء.
دستور ولوبي
وأعلن أوباما أن مجموعة الضغط فـي هذا المجال لا يمكنها أن تبقي «أميركا رهينةً» لها. وأضاف «علينا ألا نقبل بذلك»، معتبراً أن الكونغرس الذي تهيمن عليه غالبية جمهورية ويعارض أي تعديل فـي القوانين فـي هذا الشأن، يسيطر عليه هذا اللوبي، فـي إشارة الى «الجمعية الوطنية للسلاح» التي تضم نحو مليون عضو وتنشط بشكل كبير خلال الفترات الانتخابية.
وكان المرشحون الجمهوريون للسباق إلى الرئاسة الأميركية أكدوا أنهم لا يعتزمون إطلاقاً تشديد القوانين المتعلقة ببيع الأسلحة.
ويفسر الجمهوريون أي محاولة لإصدار قانون جديد حول بيع الأسلحة على أنها مساس بالتعديل الدستوري الثاني الذي ينص على حق امتلاك السلاح.
وينص التعديل الثاني على أن «حق الناس فـي الاحتفاظ وحمل السلاح لن يُمسّ، فوجود مليشيات منظّمة هو أمر ضروري لأمن الدولة الحرة».
يزور ألمانيا في نيسان القادم
قال البيت الأبيض فـي بيان إن الرئيس باراك أوباما سيزور ألمانيا نهاية نيسان (أبريل) القادم للقاء المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، والمشاركة فـي معرض كبير فـي هانوفر، وهي المرة الأولى التي يحضر فـيها رئيس الولايات المتحدة هذا المعرض.
وأضاف البيان أن الرئيس سيستفـيد من فرصة رحلته إلى ألمانيا للدفاع عن معاهدة التبادل الحر عبر المحيط الأطلسي، والتي تهدف إلى رفع القيود التجارية بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وخفض العراقيل أمام تبادل أملاك وخدمات بين المنطقتين.
وأشار البيان إلى أن اوباما سيحاول فـي هانوفر تشجيع الابتكارات الأميركية وإقناع مستثمرين بالمجيء إلى الولايات المتحدة. ومعرض هانوفر الذي أطلق عام 1947 يجتذب كل سنة حوالي 6500 جهة مشاركة ويزوره حوالي 200 ألف شخص من مختلف دول العالم.
الأميركيون غير راضين عن سياسات أوباما
أظهر استطلاع جديد للرأي فـي الولايات المتحدة انقساما بين الأميركيين حيال تأثير سياسات الرئيس باراك أوباما خلال فترة توليه السلطة، لكنهم أبدوا استياء عاما إزاء الأوضاع فـي البلاد بشكل عام.
وأوضح استطلاع أجرته شبكة «سي أن أن» ونشرت نتائجه الثلاثاء الماضي، أن 75 بالمئة من الأميركيين غير راضين على طريقة الحكم فـي بلدهم، بينما عبر 69 بالمئة من المشاركين فـي الاستطلاع عن استياء بشأن ما آلت إليه الأوضاع. وكان المؤيدون للحزب الجمهوري أكثر انتقادا بشكل عام لسياسات الرئيس أوباما الذي ينتمي للحزب الديمقراطي.
وعبر 48 بالمئة من مجموع 1018 مشارك، عن نظرة إيجابية نحو الرئيس أوباما، مقابل 52 بالمئة قالوا إنه لا يستحقها.
وحصل أوباما على نسبة تأييد بلغت 52 بالمئة بالنسبة لسياساته الاقتصادية، لكنها تقلصت إلى 35 بالمئة بالنسبة لسياساته بشأن قوانين اقتناء الأسلحة وحرية حملها.
يعتبر أن نسبة كبيرة من زعماء العالم فقدوا عقولهم
حل الرئيس باراك أوباما ضيفا على الممثل الكوميدي والإعلامي جيري ساينفـيلد، فـي حلقة من حلقات برنامجه «كوميديون فـي السيارة لشراء القهوة» بثت فـي 29 كانون الأول (ديسمبر) الماضي. واعتاد ساينفـيلد أن يستضيف فـي كل حلقة من حلقاته، التي تمتد 20 دقيقة، نجماً مختلفاً من نجوم الكوميديا، حيث يتبادلان الحديث ببساطة وبلا تكليف بعد أن ينطلقا بالسيارة ويجلسان فـي مكان لاحتساء القهوة.
وفـي حلقة أوباما، التي ظهرت على مواقع الإنترنت، قال ساينفـيلد إن الرئيس «يتمتع بالقدر الكافـي من روح الفكاهة التي تؤهله للظهور فـي هذا البرنامج».
واختار الممثل الكوميدي سيارة من مقعدين، زرقاء سماوية اللون من طراز «كورفـيت ستينغراي» 1963، فـي حلقته مع أوباما.
ولدواع أمنية، اضطر أن يتحرك بالسيارة وإلى جواره الرئيس الأميركي فـي لفات بطيئة حول ساحة البيت الأبيض، قبل أن يتناولا القهوة فـي قاعة طعام مخصصة للعاملين فـي مقر الرئاسة.
وعرف المشاهدون، من خلال الحديث القصير الذي دار بين الاثنين، شخصية أوباما عن قرب، وأحيانا بعض الأشياء الحميمية عن الرئيس الأميركي. وسأله ساينفـيلد «كم عدد زعماء العالم الذين فقدوا عقولهم تماماً فـي رأيك؟»، فأجابه أوباما «نسبة كبيرة جداً». وأضاف «كلما بقي هؤلاء فـي مناصبهم زاد احتمال حدوث ذلك».
وتحدث الاثنان أيضاً عن مساوئ الشهرة وكيفـية التعامل مع السخفاء وعن أكثر اللحظات إحراجا لأوباما خلال سنوات رئاسته، فرد الرئيس مازحا «ربما كانت هذه».
Leave a Reply