رسائل الى روسيا والصين على هامش قمة «آسيان»
طلب الرئيس باراك أوباما من نظيره الروسي فلاديمير بوتين العمل مع المجتمع الدولي على حل سياسي فـي سوريا،
وعقد الرئيس باراك أوباما يوم الثلاثاء الماضي مؤتمراً صحافـياً موسعاً فـي ختام قمة بين الولايات المتحدة ورابطة دول جنوب شرقي آسيا (آسيان)، حيث وجه عدة رسائل دولية كان فـي مقدمتها الطلب من نظيره الروسي فلاديمير بوتين العمل مع المجتمع الدولي على حل سياسي فـي سوريا.
الرئيس باراك أوباما خلال كلمته فـي ختام «قمة آسيان» الثلاثاء الماضي. (رويترز) |
وقال أوباما إن إرسال روسيا قواتها وطائراتها لدعم الرئيس السوري بشار الأسد دليل على ضعف الأسد، ولو كان قويا لما احتاج دعماً من الخارج.
وزاد أوباما، أن روسيا ستضع نفسها فـي مأزق، ولئن كانت أحرزت مع قوات النظام السوري بعض التقدم، فإن ثلاثة أرباع الأراضي السورية خارج سيطرتهما. وقال الرئيس الأميركي إن بوتين قد يظن أنه «قد يستثمر باحتلال عسكري روسي لسوريا، لكن ذلك سيكون مكلفا وباهظ الثمن بالنظر لوضعية الاقتصاد الروسي»، مضيفا أنه من الذكاء أن تعمل روسيا مع الولايات المتحدة الأميركية وأطراف فـي المجتمع الدولي على التوصل لعملية سياسية انتقالية.
وأقر أوباما أن المتمردين السوريين لن يقدروا على تحقيق تقدم فـي ظل دعم ثاني أكبر قوة عسكرية فـي العالم لنظام الأسد، واستمرار الضربات الجوية العشوائية، مشددا على أن الحل فـي سوريا رهين بعملية سياسية انتقالية بدل الخيار العسكري.
وبعد أن أشار إلى أن سوريا قد تمزقت وأن الأسد كان مستعدا لتمزيقها وأن روسيا كانت طرفا فـي ذلك، تساءل أوباما ماذا ستكسب روسيا من حليف مدمر؟
وتطرق أوباما إلى الوضع فـي ليبيا، ودعا الأطراف السياسية الليبية إلى عدم التقاتل لأن ذلك يخدم تنظيم «داعش»، وأشار إلى أن أميركا مستعدة لتقديم المساعدات والتدريب.
وأضاف إن الولايات المتحدة ستواصل محاولة منع تنظيم «داعش» من ترسيخ موطىء قدم فـي ليبيا وقال «سنواصل إتخاذ إجراءات حيث يكون لدينا عملية واضحة وهدف واضح فـي أذهاننا».
وفـي المؤتمر الصحفـي نفسه، دعا أوباما لحل النزاعات الحدودية فـي بحر جنوب الصين سلميا وبالوسائل القانونية، وضرورة تخفـيف التوترات فـي المنطقة، وطالب بالعودة إلى الحكم المدني فـي تايلاند.
ودعا أوباما الى القيام بـ«خطوات ملموسة» لخفض حدة التوترات فـي بحر الصين الجنوبي حيث تتنازع الصين السيادة على مساحات من الجزر والمياه مع دول مجاورة.
وقال أوباما إن أي نزاع حدودي «يجب أن يحل سلمياً»، داعياً إلى «الامتناع عن القيام بالمزيد من أعمال الاستصلاح والبناء ووقف عسكرة مناطق متنازع عليها»، فـي إشارة واضحة إلى الأنشطة الصينية فـي المنطقة.
ودعا أوباما إلى إرساء قواعد الحكم المدني فـي تايلاند حيث يعتزم المجلس العسكري الحاكم منذ 2014 إجراء استفتاء فـي تموز (يوليو) المقبل على تعديلات دستورية تعتبرها المعارضة مناهضة للديمقراطية.
وأكد أوباما «لقد قلت بكل وضوح أن الولايات المتحدة ستستمر فـي دعم أولئك الذين يعملون فـي جنوب شرق آسيا فـي سبيل إعلاء شأن القانون والحكم الرشيد ومؤسسات مسؤولة وحقوق الإنسان للجميع»، مضيفا «سنواصل الحض على العودة إلى حكم مدني فـي تايلاند».
يذكر أن قمة «آسيان» ركزت على قضايا حرية الملاحة البحرية والتحديات الأمنية التي تشكلها كل من كوريا الشمالية وتنظيم «داعش».
واستقبل أوباما الاثنين الماضي فـي منتجع «ساني لاندز» بكاليفورنيا قادة دول الرابطة العشر.
ورأت الإدارة الأميركية فـي القمة سبيلاً لإبراز متانة الروابط مع «آسيان» قبل انتهاء ولاية أوباما مطلع 2017. وستعزز زيارتان مقررتان لأوباما إلى فـيتنام ولاوس هذا العام هذه الرسالة.
يهاجم ترامب والجمهوريين: الشعب الأميركي عاقل
قال الرئيس باراك أوباما أثناء مؤتمر صحفـي عقده الثلاثاء الماضي، فـي ختام قمة مع زعماء دول جنوب شرق آسيا فـي كاليفورنيا: «أعتقد أن مراقبين أجانب منزعجون من بعض التصريحات الرنانة التي تحدث فـي هذه الانتخابات الأولية وفـي المناظرات بين الجمهوريين».
وأضاف أوباما: «إنه (ترامب) كان البادئ بإثارة المشاعر المعادية للمسلمين لكن إذا نظرتم إلى ما قاله المرشحون الجمهوريون الآخرون فإن ذلك مزعج إلى حد كبير أيضاً.. هذا لا يتعلق فقط بالسيد ترامب، انظروا إلى التصريحات التي أدلى بها المرشحون الآخرون، لا يوجد مرشح واحد فـي الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري يعتقد أننا ينبغي أن نفعل شيئا بشأن تغير المناخ». وأشار أوباما أيضا إلى معارضة الجمهوريين لإجراءات الحد من ظاهرة تغير المناخ إلى أنها «مثيرة لإنزعاج المجتمع الدولي».
وجدد الرئيس الأمريكي ثقته فـي أن الأميركيين سيرفضون فـي نهاية المطاف الملياردير ترامب لأن وظيفة الرئيس «وظيفة جدية».
وقال إن الأميركيين يدركون أن الرئيس القادم ستكون تحت يديه الشفرات النووية وستكون لديه سلطة إرسال قوات أميركية إلى الحرب، قائلاً: «هم يدركون أن منصب الرئيس وظيفة جدية. إنها ليست استضافة لبرنامج حواري أو برنامج لتلفزيون الواقع.. إنها ليست وظيفة للدعاية أو التسويق.. الشعب الأميركي عاقل وأعتقد أنه سيقوم باختيار متعقل فـي النهاية».
وفـي رده، قال ترامب إن أداء أوباما لوظيفته كان «سيئاً» وما كان ليفوز بفترة رئاسية ثانية لو أنه كان قرر أن يتحداه فـي الانتخابات الرئاسية السابقة بدل ميت رومني.
يضم صحراء كاليفورنيا الى الحماية الفدرالية
أعلن الرئيس الأميركي، باراك أوباما، ضم صحراء كاليفورنيا الساحرة التي تبلغ مساحتها 1.8 مليون أيكر للمناطق الأثرية القومية ليضاعف بذلك تقريباً مساحات الأراضي العامة التي أخضعت للحماية الفدرالية خلال رئاسته.
وإعلان أوباما تخصيص ثلاثة قطاعات من صحراء موهافـي وسونورا للحماية الفدرالية يعني أن الحكومة، التي تملك هذه الأراضي لن يكون بمقدورها بيعها أو مد طرق جديدة عليها أو السماح بإقامة مشروعات تنموية عليها تخرج عن نطاق الحماية البيئية ومكافحة الفـيضانات والأنشطة الترفـيهية.
وقالت وزيرة الداخلية الأميركية، سالي جويل، «صحراء كاليفورنيا من الموارد العزيزة على أهالي جنوب كاليفورنيا التي لا تعوض».
وتلك هي المرة الثانية خلال أقل من عامين، التي يعلن فـيها أوباما حماية مساحات كبيرة من مناطق البرية فـي كاليفورنيا فـي أعقاب عجز الكونغرس عن الاتفاق على تخصيصها وهي أيضاً أحدث نموذج على توظيف أوباما صلاحياته التنفـيذية لحسم مسائل معلقة بالكونغرس.
وفـي أعقاب فشل أعضاء ديمقراطيين بالكونغرس خلال سنوات فـي إقناع المجلس التشريعي بتخصيص أراضي الصحراء المملوكة للحكومة الفدرالية جنوب شرقي لوس أنجليس بمقاطعتي سان برناردينو وريفرسايد وذلك نظراً لتعارض آراء الحزبين الديمقراطي والجمهوري، قام أوباما باستخدام سلطاته التنفـيذية لتخصيص المناطق الثلاث بوصفها آثاراً قومية. ويقول خصوم تخصيص الأراضي كآثار قومية إن ذلك من شأنه أن يضع قيودا على حقوق خاصة بقطاع الأعمال المحلي أو أنه سيؤثر على إقامة الأنشطة الترفـيهية عليها، لكن البيت الأبيض أوضح أنه لن يطرأ أي تغيير على الحقوق القائمة لاستغلال الأراضي.
وقال البيت الأبيض إن المناطق التي خضعت للحماية كآثار قومية تشمل سلاسل من التضاريس الوعرة وكثباناً رملية ومناطق عتيقة لتدفق الصهير البركاني.
يزور كوبا في مارس
يعتزم الرئيس باراك أوباما زيارة كوبا فـي آذار (مارس) المقبل، ومن المنتظر أن يعلن البيت الأبيض عن الزيارة قريباً، حسبما قالت وسائل إعلام أميركية، الأربعاء الماضي. وتتوج الزيارة المرتقبة التقارب التاريخي الذي تم بسرعة قياسية بين الولايات المتحدة وكوبا، العدوين سابقاً بسبب خلاف عمره نصف قرن. وآخر رئيس أميركي زار الجزيرة الواقعة قبالة سواحل ولاية فلوريدا أثناء توليه الرئاسة، هو كالفـين كوليدج، وذلك عام 1928.
وأعلن البلدان العام الماضي عن بدء عملية تقاربهما، التي سرعان ما توجت باستئناف علاقاتهما الدبلوماسية بعد انقطاع استمر نصف قرن من الزمن.
وسبق لأوباما أن أعرب مراراً عن رغبته فـي زيارة كوبا قبل انتهاء ولايته فـي كانون الثاني (يناير) 2017، لكنه لفت إلى أن هذه الزيارة التاريخية لن تكون ممكنة إلا فـي حال تسجيل تقدم فعلي على صعيد الحريات الفردية فـي كوبا. وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري زار هافانا فـي آب (أغسطس) الماضي، لإعادة افتتاح السفارة الأميركية هناك.
.. وفيتنام في مايو
قال مسؤول فـي البيت الأبيض الاثنين الماضي، إن الرئيس باراك أوباما سيزور فـيتنام فـي أيار (مايو) القادم، فـي إطار جولة يقوم بها فـي عدد من الدول الآسيوية.
وقبل أوباما الدعوة من رئيس الوزراء الفـيتنامي نغوين تان دونغ أثناء اجتماع على هامش قمة زعماء رابطة دول جنوب شرق آسيا فـي كاليفورنيا. وقال المسؤول «الرئيس ورئيس الوزراء دونج ناقشا التعزيز المستمر للعلاقات الأميركية-الفـيتنامية منذ عام 2015 الذي وافق الذكرى السنوية العشرين لاستعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين».
وأوضح أن الزعيمين الأميركي والفـيتنامي تطرّقا إلى أهمية الشراكة عبر المحيط الهادئ، والأمن البحري، وحقوق الإنسان، ودعم العلاقات الثنائية.
Leave a Reply