انتخاب ترامب يخيم على آخر جولة خارجية لأوباما
أثينا، برلين - خيم انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة على الجولة الخارجية الأخيرة التي يقوم بها الرئيس الحالي باراك أوباما، والتي بدأها الثلاثاء الماضي في العاصمة اليونانية أثينا، حيث أكد خلال لقائه نظيره اليوناني، أن «أوروبا قوية ومزدهرة وموحدة ليس فقط أمراً جيداً لشعوب أوروبا، وإنما للعالم وللولايات المتحدة». كما أثنى على «التقدم» الذي أحرزته اليونان في الآونة الأخيرة.
الرئيس أوباما متجولاً في معبد الأكروبوليس بمدينة أثينا(رويترز) |
وحذر أوباما من تداعيات صعود حركات شعبوية تغذيها مشاعر قومية في الولايات المتحدة وبعض بقاع العالم، مناهضة للعولمة، مشيرا إلى أن الانفتاح الاقتصادي والتجاري حقق منافع كثيرة للعالم.
ورغم إشادته بإيجابياتها، أقر أوباما في خطاب ألقاه في أثينا الأربعاء الماضي، بأن مسار العولمة بات بحاجة إلى «تصحيح» لمعالجة انعدام المساواة والتعامل مع مشكلة فقدان الثقة بالمؤسسات الحكومية في الولايات المتحدة وأوروبا، قائلا إنهما يشكلان تحدياً كبيراً للديمقراطيات في العالم.
وشدد الرئيس الأميركي من جهة أخرى على أن الشعوب لديها الحق في اختيار حكوماتها وقادتها، وقال «الديمقراطية قد تكون معقدة. صدقوني إنني أعلم ذلك»، وأضاف «لكنها أفضل من الخيارات الأخرى لأنها تسمح لنا بالعمل بشكل سلمي رغم خلافاتنا».
وجدد أوباما في الخطاب الذي جاء بعد زيارته إلى معبد الأكروبوليس، أحد أشهر الآثار اليونانية، التأكيد أن الولايات المتحدة ستواصل في ظل حكم الرئيس القادم دونالد ترامب، التزاماتها بحلف شمال الأطلسي (ناتو)، وبأوروبا، وأيضا باتفاقاتها المتعلقة بحماية الحلفاء.
وفي رسالة وجهها إلى اليونان، قال أوباما أن العالم يشعر بالامتنان «بسبب تعاطفها الإنساني والطريقة التي أدارت بها أزمة اللاجئين»، قائلاً «من المهم ألا نترك أي دولة تتحمل بمفردها كامل عبء هذه التحديات». وأكد أخيراً أن العلاقات بين الولايات المتحدة واليونان ضمن حلف شمال الأطلسي تكتسي «أهمية كبرى» لأن الحلف «يشكل حجر الزاوية في أمننا المتبادل والازدهار». وأكد أوباما أنه «ضمن إدارات الديمقراطيين والجمهوريين، فإن الأهمية المطلقة لحلف الأطلسي أمر متعارف عليه».
وحذر أوباما الثلاثاء الماضي من الإذعان لما أسماه «القومية الفظة» عقب نجاح الاستفتاء بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وفوز دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأميركية، ومع اقتراب مجموعة من الانتخابات في الدول الأوروبية. وأضاف «نحن نعلم ما يحدث عندما يبدأ الاوروبيون في الانقسام على أنفسهم .. لقد شهد القرن العشرون سفك دماء»، مضيفاً أن الولايات المتحدة تدرك كذلك مدى «خطورة الانقسام على أسس عنصرية أو عرقية أو دينية».
الأزمة السورية
وبشأن الأزمة السورية، قال الرئيس الأميركي إن بلاده لا يمكنها التدخل عسكريا في سوريا كما فعلت في ليبيا بسبب اختلاف الوضع بين البلدين، لكنه أكد في المقابل مواصلة واشنطن البحث عن حل سياسي للأزمة والضغط من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار وتوفير مساحات إنسانية آمنة.
وفي مؤتمر صحفي بأثينا برر أوباما عدم التدخل في سوريا كما فعلت واشنطن من قبل في ليبيا بوجود تفويض دولي وقرار من مجلس الأمن الدولي، مشيراً إلى أنه «كان لدينا تحالف واسع وتمكنا من إطلاق مهمة دعم حققت أهدافها الرئيسية بمنع بنغازي من الوقوع سريعا في مذبحة».
أما في سوريا –بحسب أوباما– فالوضع مختلف بشكل واضح وأكثر «فوضوية مع تدخلات بالوكالة من كل صوب»، لكنه أعرب عن أمله في التمكن من وقف ذلك.
وفي هذا السياق، أشار إلى الجهود التي تبذلها واشنطن للتوصل إلى حل سياسي، مضيفاً أن وزير الخارجية جون كيري أمضى وقتا غير محدود في محاولة التفاوض مع الروس والإيرانيين ودول الخليج وأطراف أخرى لوقف القتل في سوريا.
وجاءت تصريحات أوباما بينما وافق مجلس النواب الأميركي بالأغلبية المطلقة على مشروع قانون جديد يقضي بمعاقبة النظام السوري وكل من يدعمه، بما في ذلك روسيا وإيران.
ويهدف الإجراء، حسب بيان الكونغرس، إلى «وقف المذبحة التي يتعرض لها الشعب السوري»، كما وافق المجلس على تمديد العمل بقانون العقوبات ضد إيران لعشر سنوات، وهي العقوبات التي كان سينتهي العمل بها في نهاية كانون الأول (ديسمبر) المقبل، وحتى يصبح مشروعا القانونين نافذين يتعين أن يوافق عليهما مجلس الشيوخ ويوقعهما الرئيس أوباما.
من جهته، نقل موقع «بوليتيكو» عن مساعدين لترامب قولهم إن اوباما «عليه ألا يفكر حتى باتخاذ أي قرارات مهمة تتعلق بالسياسة الخارجية خلال الفترة المتبقية له في البيت الأبيض»، خاصة في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية واتفاق التجارة الحرة.
وقال مستشار لترامب لشؤون الأمن القومي إنه «في ما يخص مسائل كبيرة يختلف عليها ترامب واوباما، لا أعتقد أنه من الملائم، من أجل الحفاظ على روحية المرحلة الانتقالية، أن يسعى اوباما للدفع قدماً بأجندة مناقضة لمواقف الرئيس المنتخب».
قمة مصغرة في برلين
وبعد خطابه في أثينا، توجه أوباما مساء الأربعاء الماضي إلى برلين في زيارة هي السادسة له إلى ألمانيا، حيث شارك في قمة مصغرة ضمت كلا من الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ورئيسي الحكومتين البريطانية والإيطالية تيريزا ماي وماتيو رينزي.
وتناولت المحادثات العلاقات بين الولايات المتحدة وأوروبا، لا سيما بعد فوز ترامب، حيث حاول أوباما طمأنة الحلفاء في القارة العجوز بالتزامات واشنطن الأمنية.
وعقد أوباما الخميس مؤتمراً صحافياً مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمل فيه أن يقف ترامب في وجه روسيا في حالة الضرورة وألا يسعى إلى تسويات بأي ثمن مع موسكو. وأضاف أوباما «لقد قلت له إن ما كان ناجحاً في توليد الحماس لدى الناس خلال الحملة، ربما يكون مختلفاً عما ينجح في توحيد البلاد»، مشيراً إلى أن ترامب أبدى تفهما لذلك.
من جانبها، قالت ميركل إن اتفاق التبادل الحر بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لا يمكن أن يوقّع بوضعه الحالي، بينما ينذر انتخاب ترامب رئيسا بسياسة تجارية حمائية للولايات المتحدة، وفق تعبيرها.
وتابعت «عملت دائماً من أجل إبرام اتفاق للتبادل الحر مع الولايات المتحدة وحققنا تقدماً في المفاوضات لكن لا يمكن إنجازها»، معبرة عن أملها في العودة إلى هذه المسألة في وقت لاحق.
وأضافت ميركل أن من مصلحة ألمانيا أن تكون لها علاقات جيدة عبر المحيط الأطلسي، وأنها تتطلع إلى العمل مع كل رئيس أميركي.
وناقش أوباما مع ميركل ضرورة إبقاء العقوبات قائمة على روسيا حتى توافق على العمل بشكل كلي باتفاق مينسك.
ويفترض أن تختتم جولة أوباما في نهاية الأسبوع في بيرو حيث سيشارك في منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ الذي ينوي أن يلتقي خلاله الرئيس الصيني شي جينبينغ.
الجمهوريون يطالبونه بالتوقف عن سن لوائح جديدة
أتلانتا - طلبت القيادات الجمهورية في الكونغرس الأميركي من الجهات الحكومية عدم المضي قدما في اللوائح الجديدة التي سنتها إدارة الرئيس الأميركي، باراك أوباما، خلال الفترة الانتقالية، حسبما قال زعيم الأغلبية في مجلس النواب، كيفن مكارثي، الثلاثاء الماضي. وأشار مكارثي إلى تقديم طلب مماثل من جانب إدارة أوباما في عام 2008 عند فوزه بالانتخابات. وقد وعدت حملة الرئيس المنتخب دونالد ترامب بـ«فرض حظر مؤقت على كل تنظيم جديد، وإلغاء أوامر تنفيذية شاملة ومراجعة شاملة لتحديد وإزالة اللوائح غير الضرورية التي تقتل الوظائف وتنفخ الحكومة»، وفقا لموقع الانتقال الرسمي.
متخوّف من تولّي ترامب الرئاسة
أبدى الرئيس الأميركي باراك أوباما، الإثنين الماضي، مخاوفه من تولّي دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة خلفاً له، لكنّه أعرب عن استعداده لتسريع إجراءات نقل السلطة له.
وقال أوباما، في مؤتمر صحافي عقده في البيت الأبيض بعد أقلّ من أسبوع على انتخاب ترامب رئيساً وقبل توجهه الى أوروبا في جولته الخارجية الأخيرة: «هل لدي مخاوف؟ بالطبع. بالتأكيد لدي مخاوف. هو وأنا نختلف في العديد من المواضيع»، واصفاً ترامب بأنه «براغماتي لا أيديولوجي، وسيكون مُفيداً له إذا أحاط نفسه بأشخاص جيدين، وعرف بوضوح ما يريد».
ودعا الرئيس الحالي خلفه إلى «مدّ اليد» إلى الأميركيين الذين يشعرون بخيبة الأمل والقلق نتيجة فوزه بالانتخابات الرئاسية.
ورفض أوباما التعليق على اختيار ترامب للمحافظ المثير للجدل ستيف بانون كبيراً لخبراء الاستراتيجيات في البيت الأبيض.
لكن الرئيس الديمقراطي قال إنه أبلغ الجمهوري ترامب في حديث خاص في اجتماع بالمكتب البيضاوي الأسبوع الماضي أنه بسبب «مرارة وضراوة الحملة فإن من المهم حقا محاولة إرسال بعض الإشارات حول الوحدة والتواصل مع الأقليات والنساء ومجموعات أخرى أثار مضمون الحملة قلقها».
وعن تهديدات ترامب بإلغاء الاتفاق النووي مع إيران، قال أوباما إنه من الصعب على ترامب أن يتخلّى عن الاتفاق. وسيعود أوباما الى واشنطن قادماً من البيرو بحلول ١٩ الجاري، حيث يتبقى أمامه قرابة شهرين قبل تسليم مفاتيح البيت الأبيض الى خلفه ترامب.
سيعمل سائق أوبر!
في رد على سؤال وجه له بشأن وظيفته المستقبلية بعد تركه منصب الرئاسة، قال الرئيس الأميركي باراك أوباما مازحاً: «سأعمل سائقاً في شركة أوبر» إسوة بمزحة قام بتأديتها المرشح الجمهوري للرئاسة جيب بوش بعد خسارته الانتخابات التهميدية.
وقد خطرت لأوباما فكرة الرد بطريقة الممازحة هذه عندما طرحت عليه الممثلة جينا رودريغز هذا السؤال، حيث قالت «قريباً جداً ستصبح عاطلاً عن العمل شأنك شأن الكثيرين، فعندما تترك منصب الرئيس هل ستفتح مدونة خاصة بك على الإنترنت؟.. لقد سمعت أن عليك أن تبدأ من اليوتيوب».
وبعد الإجابة التي أثارت إعجاب الكثيرين، قال مراسل تلفزيون «سي بي أس نيوز» لأوباما «هل يعقل أن نطلب يوماً ما سيارة أجرة لتقلنا من العمل إلى المنزل فنفاجأ بالرئيس الأميركي الـ44 يقودها؟!».
فأجاب أوباما «أولا أخطط للنوم مدة أسبوعين. ولأكون أكثر جدية، سنواصل العمل على توفير فرص عمل للشباب الذين لا يملكون فرصاً كبيرة، كما سنستمر في توفير فرص الدراسة نفسها للفتيات والشبان».
Leave a Reply