يستقبل أمير قطر في البيت الأبيض
أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما وأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني الثلاثاء -فـي ختام محادثات ثنائية فـي البيت الأبيض بواشنطن- توافق رؤى بلديهما بشأن قضايا الشرق الأوسط، ومن بينها الأزمة السورية ومساعي التسوية الفلسطينية الإسرائيلية، كما تناولت المحادثات مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية.
ووصف أوباما المحادثات مع الشيخ تميم بالممتازة، وقال إن هناك توافقا فـي الرؤى بينهما حول مختلف القضايا بما فـيها سوريا. من جهته، أكد أمير قطر على توافق الرؤى مع أوباما، بما فـي ذلك دعمه لتحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وفـي تصريحات للصحفـيين إثر اللقاء، أشار الرئيس الأميركي إلى قلق البلدين الشديد بشأن الوضع فـي سوريا، وأكد فـي هذا الإطار الاستمرار فـي دعم المعارضة السورية التي تُوصف بالمعتدلة، وشدد على أن سوريا لن تستعيد استقرارها طالما أن الرئيس بشار الأسد «الفاقد للشرعية» لم يغادر الحكم.
أوباما خلال لقائه أمير قطر في البيت الأبيض |
ونقل مراسل الجزيرة فـي واشنطن عبد الرحيم فقرا عن أوباما قوله إنه اتفق مع دول مثل قطر على انتقال سياسي يخرج بموجبه الأسد من الحكم. كما قال الرئيس الأميركي إن البلدين عازمان على عمل كل ما هو ضروري من أجل هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية، ولكي يعيش الكل فـي العراق بسلام.
وفـي ما يخص العلاقات الثنائية، شدد أمير دولة قطر -فـي تصريحات له إثر الاجتماع- على العلاقة المتينة بين بلاده والولايات المتحدة، خاصة فـي المجال العسكري. وكان البيت الأبيض قال إن المحادثات -التي شارك فـيها أيضا نائب الرئيس الأميركي جو بايدن- تناولت الشؤون السياسية والاقتصادية والأمنية.
وكان أمير دولة قطر قد وصل إلى واشنطن الاثنين فـي إطار زيارة رسمية له للولايات المتحدة لبحث قضايا المنطقة والعلاقات الثنائية. وقالت وكالة الأنباء القطرية إن اللقاء بين الجانبين «تتناول العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل دعمها وتطويرها».
وأشار مراسل الجزيرة فـي واشنطن إلى أن اللقاء جاء بعيد مقالة لأمير دولة قطر نشرتها صحيفة نيويورك تايمز، حث فـيها أوباما على التعامل مع الأسباب العميقة لظاهرة الإرهاب التي تتغذى من الدكتاتورية والأوضاع الاجتماعية والاقتصادية المتدهورة. وتحتل قطر -وفقا لصحيفة الراية القطرية- المرتبة الثالثة كوجهة للصادرات الأميركية فـي منطقة الخليج، والخامسة فـي منطقة الشرق الأوسط. كما أن حجم الاستثمارات القطرية فـي أميركا بلغ 35 مليار دولار خلال السنوات الخمس الماضية.
يقرر معاقبة نتنياهو
باشر البيت الأبيض بدراسة خطوات جدية لمعاقبة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي ينوي إلقاء خطاب فـي الكونغرس بشأن برنامج إيران النووي رغم رفض الرئيس الأميركي باراك أوباما.
ويعتزم البيت الأبيض اتخاذ خطوات إضافـية تتمحور حول تغطية إعلامية رافضة لموقف نتنياهو من خلال قيام الرئيس الأميركي ومسؤولين عسكريين وأمنيين بإجراء مقابلات متلفزة مع صحفـيين بارزين، حيث ستوضح إدارة أوباما موقفها من برنامج إيران النووي. ويقول مسؤولون فـي البيت الأبيض إن الخطوات الأميركية ستنفذ قبل خطاب نتنياهو فـي الكونغرس فـي 3 آذار (مارس) القادم.
وكانت الخارجية الأميركية نفت الخميس الماضي أن يكون لنتنياهو علم بتفاصيل المفاوضات النووية بين إيران والدول الكبرى. وجاءت تصريحات الخارجية الأميركية ردا على تصريحات سابقة لنتنياهو، قال فـيها إن إسرائيل على علم بتفاصيل الاتفاق ووصفه بأنه سيء ويمثل خطرا على إسرائيل وعدة دول أخرى.
واتهمت إدارة أوباما إسرائيل بتشويه الموقف الأميركي، مشيرة إلى أن التصريحات التي تصدر عن نتنياهو ترسم صورة مشوهة لموقف واشنطن.
لكن المفاوضات جارية رغم الخلاف بين أوباما ونتانياهو.
لسنا في حرب مع الإسلام
قال الرئيس الأميركي باراك أوباما إن حرب الولايات المتحدة الأميركية ليست مع الإسلام، ولكنها مع أولئك الذين شوهوا مبادئ الإسلام، مؤكدا فـي الوقت ذاته أن من واجب رجال الدين الإسلامي بذل جهود أكبر للتشكيك فـي من يقول إن الدول الغربية تعمل على اضطهاد المسلمين.
وأضاف أوباما، فـي كلمة ألقاها أمام مؤتمر مكافحة الإرهاب فـي واشنطن، إن التنظيمات المتشددة، كـ«داعش» و«القاعدة»، تحاربان من أجل شرعيتهما،
فهم يصورون أنفسهم على أنهم الدعاة للدين، والمدافعون عن الإسلام، وتابع أوباما بالقول «علينا أن نصدق هذه الأكاذيب، كما أننا لا يجب أن نمنحهم الشرعية التي يبحثون عنها، فهم ليسوا رجال دين، إنهم إرهابيون».
و فـي الوقت ذاته، دعا أوباما إلى ضرورة مواجهة جميع أشكال التطرف والإرهاب فـي الولايات المتحدة الأميركية، واستشهد ببعض المبادرات التي تمت فـي عدة مدن أميركية لبث الأمن بالتعاون بين الشرطة والمجتمعات المسلمة.
وأضاف أوباما «جميعنا نعلم أن لا طريقة يمكننا من خلالها تصنيف شخص ما على أنه إرهابي أو متطرف، كما لا يمكننا التنبؤ حول من سيصبح متطرفا فـي المستقبل. نحن هنا فـي هذا المؤتمر بسبب تهديدات مباشرة من منظمات مثل «داعش» و«القاعدة»، وهدفنا هو منع حصول هذه التهديدات.
كما قال الرئيس الأميركي، باراك أوباما، إن «الإرهابيين لا يتحدثون نيابة عن مليار مسلم حول العالم»، مؤكدًا أنه «لا يوجد دين مسؤول عن الإرهاب، فالإرهاب مسؤولية الإرهابيين».
وأضاف أوباما، خلال كلمته أمام الجلسة العاجلة لمجلس الأمن لمناقشة الأوضاع الليبية، أن «الإسلام يتحدث عن التسامح والسماحة، والقرآن يقول «من قتل نفس كأنه قتل الناس جميعا».
وتابع «يجب عزل الإرهابيين، وقطع
علاقتهم بالشباب الذي يتم تجنيده، العالم الإسلامي قد واجه بعض المشكلات، بسبب تلويث الإسلام أو الاستعمار».
وشدد على أنه يجب أن نكون واضحين بشأن ما نرفضه، وخاصة تلك الأفكار الإرهابية»، مضيفًا: «لا نسعى لمكافحة الإسلام ولكن نسعى لمكافحة الإرهاب».
Leave a Reply