يبحث مع ولي عهد أبوظبي القضايا الإقليمية
بحث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة مع الرئيس الأميركي، باراك أوباما، العلاقات الاستراتيجية وأوجه التعاون بين البلدين والقضايا التي تهم الجانبين والتطورات الإقليمية والدولية. جاء ذلك خلال استقبال الرئيس الأميركي لولي عهد أبوظبي والوفد المرافق، الاثنين، فـي البيت الأبيض بالعاصمة الأميركية واشنطن بحضور نائب الرئيس الأميركي جو بايدن.
أوباما يصافح ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد آل نهيان في البيت الأبيض |
ويعتبر الشيخ محمد بن زايد أول قائد خليجي يلتقي الرئيس أوباما للتحضير لقمة وصفها البيت الأبيض بالتاريخية فـي منتجع كامب ديفـيد الشهر المقبل، فالإدارة الأميركية تسعى لتطمين دول الخليج أن الاتفاق النووي مع إيران إذا تم نهاية يونيو لن يهدد مصالحها.
وفـي هذا السياق، أكدت مصادر رسمية أن الإدارة ستقدم ضمانات وأسلحة متقدمة لحماية أمن الخليج، وأنها تدرك تماما قلقهم بالنسبة للنشاطات الإيرانية فـي المنطقة.
وقال أليستر باسكي، المتحدث باسم البيت الأبيض لـ«العربية» إن الرئيس أوباما سيطلع ضيفه الإماراتي على تطورات ملف التفاوض النووي الإيراني، وإن الإدارة تدرك تماماً تخوف دول الخليج من الأنشطة الإيرانية ودورها فـي زعزعة الاستقرار، لكنه أكد أن إيران النووية ستشكل خطرا أكبر على المنطقة.
وتمحورت المناقشات حول الوضع فـي اليمن وإيجاد حل سياسي للأزمة إلى جانب مشاركة دولة الإمارات ضمن قوات التحالف ضد تنظيم داعش فـي العراق، وبحث الأزمة السورية والوضع المتدهور فـي ليبيا.
كما تم أيضاً بحث العلاقات الثنائية ضمن مأدبة غداء فـي اجتماع مغلق ضم كلا من الرئيس أوباما ونائبه ووزير الخارجية جون كيري إلى جانب المسؤولين الإماراتيين.
وتأتي الزيارة فـي وقت تتعرض فيه الإدارة الأميركية لانتقادات قوية بأنها تسعى لتوقيع اتفاق مع إيران على حساب دول الخليج رغم أنها تؤكد أنها تطلعهم وتتشاور معهم فـي كل خطوة تخطوها فـي المفاوضات.
ويرى كثيرون أن ترتيبات قمة كامب ديفـيد ونجاحها يعتمد بالدرجة الأولى على قدرة الإدارة فـي إقناع قادة دول مجلس التعاون الخليجي بأنها تثمن دور حلفائها، وأنها مستعدة للدفاع عن أمنهم حال تعرضه لأي تهديد إيراني، كما قالت سابقاً.
يناقش مع رئيس الوزراء الايطالي الوضع الليبي
رأى اوباما ورئيس الوزراء الايطالي ماتيو رينزر الجمعة ان ازمة الهجرة السرية فـي البحر المتوسط لا يمكن أن تحل بدون استقرار الوضع فـي ليبيا، وأكدا ان «بضع ضربات جوية» لن تكفـي لتحقيق ذلك.
وقال رينزي خلال مؤتمر صحافـي فـي البيت الابيض مع الرئيس الاميركي ان «الحل الوحيد اليوم هو السلام (فـي ليبيا) واستقرار المؤسسات».
واكد أن 91 بالمئة من المهاجرين الى ايطاليا من افريقيا يمرون عبر ليبيا «تماما كما حدث قبل ثلاثة اعوام عندما كان الناس يأتون من تونس فـي غياب الاستقرار فـي هذا البلد»، مشددا على ضرورة تنسيق دولي حقيقي فـي هذا المجال.
ويتحدث المهاجرون القادمون من دول افريقية عدة عن رحلات منهكة عبر عدة دول قبل الوصول الى ليبيا وعن عنف الميليشيات والقلق من الصفقات التي يعقدونها مع المهربين وكابوس الإبحار.
وقال رينزي فـي زيارته الاولى للبيت الابيض كرئيس للوزراء ان «المتوسط بحر وليس مقبرة».
وحول الوضع الامني، رأى رينزي انه على كل الدول ان تشعر بانها معنية. وقال «علينا ان نعي ان العمل الذي يجب القيام به يتعلق بليبيا وكذلك بكل افريقيا واقول ايضا، بالعالم باسره».
من جهته، اشاد اوباما «بحيوية» و«رؤية» ضيفه خصوصا على المستوى الاقتصادي، وذكر بالقلق الأميركي من اقامة مناطق تسيطر عليها جماعات «إرهابية» فـي ليبيا.
وقال الرئيس الأميركي ان تنظيم «الدولة الإسلامية يريد بوضوح شديد استغلال الفوضى فـي ليبيا لنشر قسم من رجاله هناك».
وتحدث عن تعزيز مكافحة الإرهاب بالتزامن مع جهد سياسي. وقال ان «التنسيق مع ايطاليا وشركاء أساسيين آخرين سيكون مهما جدا»، مؤكدا ان الحل الوحيد للأمد الطويل هو اقامة حكومة «تسيطر على حدودها وتعمل معنا».
واضاف ان هذا الامر «سيستغرق بعض الوقت». وتابع اوباما «لا يمكن تسوية المشكلة ببضع ضربات لطائرات بدون طيار او ببعض العمليات العسكرية»، مشيرا الى «بلد ممزق وفصائل قبلية عدة وحكومة مركزية لا تعمل».
وقال الرئيس الاميركي انه يرغب فـي تشجيع دول الخليج «التي لها تأثير على مختلف الفصائل فـي ليبيا» على لعب دور بناء. واضاف «فـي بعض الحالات اججوا لهيب النزاع العسكري بدلا من اخماده».
وكان الملف الليبي مصدر توتر حاد خصوصا بين قطر ومصر. وقد انتقدت الدوحة علنا الضربات المصرية ضد تنظيم الدولة الاسلامية فـي هذا النزاع وردت القاهرة باتهام قطر بدعم الارهاب. ودعمت الدول الخليجية الاخرى مصر.
من جهته، وصف وزير الخارجية الايطالي باولو جنتيلوني «بالفضيحة» امتناع الاتحاد الاوروبي «اكبر قوة اقتصادية عظمى فـي عصرنا» عن تخصيص «اكثر من مبالغ صغيرة لعملية تريتون» للمراقبة والانقاذ فـي المتوسط.
يؤكد أن عقوبات إيران ستخفّف حتى لو رُفض الاتفاق
أكد أوباما أن العقوبات المفروضة على إيران سيتم تخفـيفها حتى لو رفضت الولايات المتحدة «الاتفاق العادل» الذي سيتم التوصل إليه بشأن برنامج طهران النووي، مشددا على ضرورة عدم تأثير ردود أفعال الكونغرس سلباً على الجهود الرامية إلى إبرام «أفضل اتفاق نهائي ممكن مع طهران».
وأضاف أوباما فـي مؤتمر صحفـي مشترك عقده مع رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينز فـي واشنطن، أنه لا بد من التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران، «لأن طهران لا تقبل المطالب العادلة للمجتمع الدولي».
وتابع الرئيس الأميركي أنه فـي ما لو تركت الولايات المتحدة الاتفاق الذي سيعرقل وصول إيران إلى السلاح النووي، فإن العقوبات المفروضة عليها ستصبح منتهية ولا قيمة لها، مشيرا إلى أن روسيا والصين وأقرب حلفاء واشنطن «سيتساءلون عن المنطق وراء استمرار هذه العقوبات».
لكنه شدد على ضرورة استمرار العقوبات المفروضة على إيران فـي حال عدم التوصل إلى اتفاق نهائي معها، داعيا فـي الوقت ذاته أعضاء الكونغرس إلى التمهل ومنح فرصة من أجل التوصل لاتفاق نهائي، «وبعد ذلك ستجدون فرصة لدراسته، فنحن ما زلنا فـي مرحلة المفاوضات».
ومن جهته، أعلن وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف أن بلاده تريد رفعا كاملا وفوريا للعقوبات الدولية خلال «المرحلة الصعبة من المفاوضات» فـي الملف النووي.
وردا على سؤال للمحطة الإخبارية الأوروبية «يورونيوز»، قال ظريف إن بلاده لا تتحدث عن تخل تدريجي عن العقوبات، بل ستضع حدا لكل العقوبات الاقتصادية والمالية.
وأضاف أنه «عندما نتوصل إلى اتفاق سنذهب إلى مجلس الأمن، الذي سيتبنى قرارا يضع فـيه حدا لكل القرارات السابقة، ولن تكون هناك عقوبات، إنه أمر واضح جدا، لن تكون المسألة على مراحل ولن تعلق العقوبات فقط».
«التغير المناخي» التهديد الأكبر الذي يواجه العالم
قال أوباما، إنه لم يعد من الممكن إنكار التغير المناخي أو تجاهله، الذي يجعله يمثل التهديد الأكبر الذي يواجه العالم.
وأضاف «أوباما»، فـي خطابه الأسبوعي، الذي نقله راديو «BBC»، اليوم، أنه يريد أن يشعر بإبراء الذمة تجاه أبنائه وأحفاده، بأنه تم القيام بكل ما هو ممكن للتعامل مع الأزمة.
وأوضح أن التغير المناخي له تداعيات كبيرة على الطريقة التي نعيش بها الآن، فالعواصف أصبحت عاتية، والجفاف بات أشد، وأصبحت مواسم حرائق الغابات أطول وأشد ضراوة، مشيرًا إلى تحذيرات كبار علماء المناخ فـي العالم من أن التغير المناخي يؤثر على الهواء الذي يتنفسه أبناؤنا.
Leave a Reply