يواصل الردّ على منتقدي الإتفاق النووي .. ويدعو قدامى المحاربين لدعمه
دافع الرئيس الاميركي باراك أوباما الثلاثاء الماضي أمام نحو 12 ألف شخص من قدامى المحاربين عن الاتفاق النووي الذي تم التوصل اليه مع إيران، معتبرا ان المقاربة الدبلوماسية الحازمة بوجه ايران تتيح تجنب «الحروب المجانية».
أوباما خلال استقباله إيما ديدلايك (١١٠ سنوات) من سكان ديترويت، بصفتها أكبر معمرة من المحاربين الأميركيين القدامى، حيث شاركت فـي صفوف كتيبة نسائية إبان الحرب العالمية الثانية. (رويترز) |
وانتقل أوباما الى مدينة بيتسبرغ فـي ولاية بنسلفانيا فـي شرق البلاد ليطلب من نحو 1.9 مليون عضو فـي منظمة قدامى المحاربين فـي الخارج اعطاء الاتفاق مع إيران فرصته بعد ان تم التوصل اليه فـي الرابع عشر من الشهر الحالي عقب أشهر طويلة من المفاوضات الشاقة.
وندد أوباما بالذين «يتبجحون» بكونهم ضد الاتفاق مع ان البعض منهم سبق وأن قال إن الحرب فـي العراق لن تستغرق سوى بضعة اشهر. وتابع قائلا «نعرف تداعيات هذا الخيار والثمن الذي دفعناه بالدم والمال».
وقال أوباما أيضا «هناك طريقة اكثر ذكاء ومسؤولية للدفاع عن امننا القومي»، مؤكداً أنه لن يتراجع فـي حال كانت هناك حاجة لشن عمليات عسكرية، وان «الزعامة الحقيقية» تقضي أيضاً بعدم الخوف من التفاوض.
ويستعد الرئيس الاميركي لمواجهة قاسية داخل مجلسي النواب والشيوخ للحصول على اقرار للاتفاق مع ايران خصوصا ان الاكثرية فـي المجلسين هي لصالح الجمهوريين المعارضين للاتفاق الذي توصل اليه البيت الأبيض. واطلقت الادارة الاميركية الثلاثاء الماضي حساباً جديداً على «تويتر» للدفاع عن الاتفاق مع إيران تحت اسم «ذي إيران ديل».
وكان اوباما قد اعتبر، الاثنين الماضي، أن القرار الذي صدر عن مجلس الامن فـي ذلك اليوم صادق على الاتفاق بين إيران والقوى العظمى حول الملف النووي الايراني هو «رسالة واضحة» مؤيدة للاتفاق.
وقال اوباما إن اعتماد هذا القرار بالاجماع «يوجه رسالة واضحة مفادها أن عدداً كبيراً جداً من الدول يعتبر ان الدبلوماسية هي بالتاكد افضل مقاربة للتحقق من أن إيران لن تتمكن من الاستحواذ على السلاح النووي».
واضاف «هناك توافق دولي واسع حول هذه المسألة»، وافترض ان «الكونغرس الاميركي سيأخذ بالاعتبار هذا الراي العام الواسع».
وينص القرار على أن القرارات السبعة ذات الصلة التي تبنتها الامم المتحدة منذ 2006 لمعاقبة إيران «ستلغى» إذا احترمت طهران الاتفاق.
وكان الكونغرس الأميركي قد تلقى الأحد الماضي نص الاتفاقية التي وقعتها القوى الكبرى، مجموعة «5+1»، مع إيران بشأن برنامجها النووي. ويتعين على الكونغرس مراجعة الاتفاقية واتخاذ قرار بشأن الرد عليها خلال 60 يوما، كما سيكون أمام الرئيس باراك أوباما 22 يوما إضافـية لاستخدام حق النقض (الفـيتو) ضد أي قرار رافض للاتفاقية، لكنه لا يستطيع رفع العقوبات المفروضة من الكونغرس على إيران.
ويسعى الرئيس الأميركي الى إقناع المشرعين بصوابية هذا الاتفاق الذي قد يسعى مجلسا الكونغرس الى عرقلة تطبيقه من قبل واشنطن من خلال رفض التصويت عليه. وقال أوباما فـي خطابه الاسبوعي إنه ومن دون الاتفاق فإننا «نواجه خطر اندلاع حرب جديدة فـي المنطقة الأكثر حساسية فـي العالم»، مشددا على القيود التي يفرضها الاتفاق على القدرات النووية لإيران.
وتابع اوباما «الاتفاق يبعد إيران أكثر عن تصنيع قنبلة كما هناك حظر دائم ضد حيازة ايران سلاحاً نووياً سنفرض رقابة متواصلة على مدار الـ24 ساعة للمنشآت النووية الايرانية الرئيسة». وأضاف أن العواقب ستكون سريعة فـي حال أخلّت إيران بالتزاماتها بموجب الاتفاق.
يزور موطن أجداده ضمن جولة إفريقية
يقوم باراك أوباما، ابتداءاً من يوم الخميس، بأول زيارة بصفته رئيسا للولايات المتحدة إلى كينيا، موطن والده، فـي محطة تشكل ذروة أسبوع دبلوماسي خصصه لإفريقيا. وسيتجه أوباما، الخميس، إلى نيروبي، ثم إلى أعلى الوادي المتصدع شمالا قاصدا أديس أبابا، ليصبح أول رئيس أميركي فـي التاريخ يزور إثيوبيا.
وقد زار أول رئيس أسود للولايات المتحدة إفريقيا أربع مرات منذ انتخابه، لكن زياراته لم تشمل كينيا، التي كان زارها قبل انتخابه رئيسا.
ووالد أوباما، الذي يقول الرئيس الأميركي إنه لم يعرفه جيداً، مولود فـي غرب كينيا فـي قرية بالقرب من خط الاستواء وبحيرة فكتوريا. وكان والد أوباما خبيرا اقتصاديا ترك عائلته عندما كان باراك أوباما فـي الثانية من عمره. ولقي مصرعه بحادث سير فـي نيروبي عام 1982، عندما كان يبلغ من العمر 46 عاماً.
وهذه العودة إلى «أرض الأجداد» تعرقلت لفترة طويلة بسبب اتهام المحكمة الجنائية الدولية للرئيس الكيني أوهورو كينياتا بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، نظرا لدوره فـي أعمال العنف التي تلت الانتخابات فـي نهاية 2007 ومطلع 2008. واسقطت هذه الملاحقات فـي كانون الأول (ديسمبر) الماضي بسبب عرقلتها من قبل الحكومة الكينية، كما قالت مدعية المحكمة الجنائية الدولية، ما فتح الطريق لهذه الزيارة الرئاسية.
وقال باراك أوباما إن جولته «مهمة بالتأكيد من وجهة نظر رمزية. آمل أن يظهر ذلك أن الولايات المتحدة شريكة قوية ليس لكينيا وحدها بل لكل إفريقيا جنوب الصحراء». وسيناقش رئيسا الدولتين التجارة والأمن لكن المحادثات قد تتخذ منحى شخصيا.
فوالد الرئيس أوباما كان خبيرا اقتصاديا فـي حكومة جومو كينياتا، والد أوهورو، التي قادت البلاد 14 عاما منذ الاستقلال وحتى وفاته فـي 1978. ولم يكن الرجلان متفاهمين، وانتهى الأمر إلى إقالة والد أوباما بقرار من والد كينياتا، وهو إقصاء ساهم فـي تفاقم إدمانه الكحول.
وسيعمل أوباما بصورة خاصة على تعزيز حصيلة عمله فـي إفريقيا، بعدما انشغل منذ 2009 فـي مواجهة انكماش الاقتصاد الأميركي، وأزمات الشرق الأوسط والإرهاب وآسيا. وسيشارك أوباما بنيروبي فـي قمة عالمية لريادة الأعمال، وهي مبادرة أطلقت فـي 2010، ويحضرها آلاف من الرواد والشركات. فـي حين اعلن سفـير الولايات المتحدة فـي نيروبي، روبرت غوديك، أن أوباما لن يزور عائلته الكينية فـي قرية كوغيلو (غرب البلاد) حيث دفن والده.
وفـي أديس أبابا، سيتطرق أوباما أمام قادة الاتحاد الإفريقي إلى غياب الديمقراطية فـي إفريقيا. وقد وجهت إليه أكثر من خمسين منظمة إفريقية ودولية غير حكومية بينها «هيومن رايتس ووتش» و«فريدوم هاوس»، رسائل لحضه على عدم تجاهل هذه القضية.
أول رئيس أميركي يزور سجناً فدرالياً
أصبح الرئيس باراك أوباما الخميس الماضي أول رئيس أميركي يزور خلال ولايته سجنا فـي البلاد وذلك بعد زيارته إلى السجن الفدرالي فـي آل رينو فـي ولاية أوكلاهوما. وتهدف هذه الزيارة إلى تسليط الضوء على الثغرات فـي واحد من أنظمة السجون الأكثر كلفة واكتظاظا فـي العالم.
ويسعى الرئيس إلى خفض عدد السجناء ومنهم المودعين فـي سجون انفرادية خصوصا عبر تحسين إعادة دمجهم مهنيا عند خروجهم. وصرح الرئيس خلال الأسبوع الماضي «هناك تاريخ طويل من عدم المساواة فـي النظام القضائي الأميركي.. لا يمكننا مواصلة غض النظر»، منددا بعقوبات «لا تتناسب مع الجنح» تم إصدارها فـي السابق.
وتضم السجون الأميركية حوالى 2.2 مليون سجين من النساء والرجال، ما يعني أكثر من مساجين 35 دولة أوروبية مجتمعة.
وتضم السجون الأميركية ربع سجناء العالم بينما لا يمثل الأميركيون سوى خمسة بالمئة من سكان الأرض.
وزار أوباما سجن ال رينو الفدرالي فـي أوكلاهوما سيتي والذي يضم 1300 نزيل من الرجال بينهم رئيس بلدية ديترويت الأسبق، كوامي كيلباتريك، وقال فـي كلمة ألقاها الثلاثاء فـي إجتماع الجمعية الوطنية للملونين فـي فـيلادلفـيا «أنا أول رئيس يزور سجناً فدرالياً».
يشيد بجعل عيد الفطر عطلة مدرسية
أشاد الرئيس الأميركي باراك أوباما الخميس بمبادرة بلدية نيويورك لجهة جعل عيد الفطر يوم عطلة مدرسية. وتمنى أوباما للمسلمين فـي الولايات المتحدة والعالم «عيداً مباركاً» بمناسبة حلول عيد الفطر، مشيداً بالمبادرة التي اطلقتها بلدية نيويورك فـي هذ الخصوص.
وقال أوباما فـي بيان إن «يوم العطلة هو وسيلة لتذكير كل أميركي بأهمية احترام جميع الديانات والمعتقدات»، مشيداً بالمبادرة التي قامت بها مدينة نيويورك من خلال إضافة عيدي الفطر والأضحى إلى أيام العطل المدرسية، وأضاف أن هذا القرار يمثل «اعترافاً بالتنوع والطابع الشمولي اللذين يضيفان إلى ثراء أمتنا». (التفاصيل ص 25)
يقضي عطلة نهاية الأسبوع مع ابنتيه بعيدا عن السياسة والغولف
خرج الرئيس الأميركي باراك أوباما، مع ابنتيه المراهقتين ماليا وساشا «الرائعتين»، على حد وصفه، فـي نيويورك، يومي الجمعة والسبت الماضيين، فـي تغيير نادر لجدول أعماله فـي عطلة نهاية الأسبوع، الذي يتضمن عادة العمل ولعب الغولف.
وذكرت صحيفة «نيويورك بوست» أن أوباما وابنتيه حضروا عرض مسرحية «هاميلتون» الغنائية لموسيقى الهيب هوب فـي برودواي، السبت. ولم يخف الرئيس شعوره بالحزن عندما تستقل كل من ماليا وساشا بحياتهما، بعدما شوهدت ماليا (17 عاما) فـي جولة للجامعات. فقد كتب أوباما فـي مقال، الشهر الماضي، بمجلة «مور»: «أخشى بالفعل هذا المقعد الشاغر عندما تذهب ماليا إلى الجامعة فـي الخريف المقبل». ‘وكان أوباما قال فـي حديث صوتي، الشهر الماضي: «للأسف وصلتا الآن إلى السن الذي تشعران فـيه نحوي بالحب، لكنهما تريان أنني ممل تماما. لذا تربتان على رأسي، وتتحدثان معي لمدة عشر دقائق، ثم تختفـيان طول عطلة نهاية الأسبوع». وأضاف «إن قلبي ينفطر بسببهما».
Leave a Reply