يعزز موقعه في معركة الاتفاق النووي مع الكونغرس
شهد يوم الأحد الماضي نقطة تحول نوعية لصالح الرئيس الأميركي باراك أوباما فـي معركته لتمرير الاتفاق النووي الإيراني، وذلك بإعلان رئيس الأقلية فـي مجلس الشيوخ السناتور الديمقراطي هاري ريد تأييده للاتفاق. وبذلك يكون الرئيس أوباما قد ضمن حتى هذه اللحظة 28 صوتاً لصالح الاتفاق من أصل 44 عضواً ديمقراطيا فـي مجلس الشيوخ، وعضوين مستقلين يصوتان إلى جانب الاتفاق، مقابل صوتين من الحزب الديمقراطي أعلنا معارضتهما للاتفاق، وهما السناتور تشاك شومر من ولاية نيويورك، صديق رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو الحميم، والملقب بـ«رجل آيباك الأول» فـي مجلس الشيوخ، والسناتور بوب منينديز عن ولاية نيو جيرزي، وهو مقرب أيضاً من اللوبي الإسرائيلي.
وكانت «آيباك» قد حاولت استثمار انشقاق كل من شومر ومننديز للدفع بآخرين من الحزب الديمقراطي تحت وسائل ابتزازية فجة لمعارضة الاتفاق، إلا أن تأييد عضو مجلس النواب اليهودي الأميركي جيرالد نادلر من نيويورك الجمعة الماضية قلب السحر على الساحر، ووضع «آيباك» فـي موقع تراجع، مما اضطرها باتهامه بـ«خيانة إسرائيل».
يشار إلى أن الرئيس أوباما يحتاج إلى 34 صوتاً من أعضاء حزبه الديمقراطي لحرمان مجلس الشيوخ من تجاوز الفـيتو الرئاسي المنتظر على
قرار الكونغرس بشأن الاتفاق، حيث من المتوقع أن يصوت الجمهوريون الذين يشكلون الأغلبية فـي مجلس النواب،
ضد الاتفاق المعروف باتفاق الـ 5+1 مع إيران.
وكي يحصل معارضو الاتفاق على هذه الغالبية، يفترض أن يصوت جميع الأعضاء الجمهوريين بـ«لا» على الاتفاق النووي الإيراني، وهو ما يتوقعه الخبراء كما يتوجب عليهم أيضاً الحصول على أصوات 44 من الأعضاء الديمقراطيين بمجلس النواب، و13 عضواً ديمقراطياً داخل مجلس الشيوخ، وهو ما يبدو أمراً مستبعداً.
وفـي أول حديث له بعد عودته من إجازته الصيفـية وصف الرئيس الأميركي الثلاثاء الماضي، 25 آب (أغسطس)، معارضي الاتفاق بـ«المجانين».
وأفاد البيت الأبيض الأربعاء الماضي بأن إدارة أوباما تركز على حشد الدعم الكافـي لاتفاق إيران النووي لمنع الكونغرس من «إفساد» الاتفاق. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إرنست للصحافـيين «توجد العديد من المؤشرات على أننا ننجح فـي جهودنا لحشد الدعم فـي الكونغرس».
وحاز أوباما خلال الفترة الأخيرة على دعم المزيد من أعضاء مجلس الشيوخ للاتفاق النووي مع إيران ومن بينهم 15 عضوا ديمقراطياً إضافـياً فـي مجلس الشيوخ.
يكبح دعمه لحملة هيلاري كلينتون الرئاسية
أكد البيت الأبيض الاثنين الماضي أن الرئيس باراك أوباما لا ينوي اتخاذ أي موقف بشأن المرشحين المتنافسين لخلافته فـي الوقت الحالي، فـي خطوة رآها المراقبون تراجعاً عن الدعم السابق الذي قدمه أوباما لوزير خارجيته السابقة هيلاري كلينتون، بينما يدرس نائب الرئيس جو بايدن حظوظه فـي السباق الرئاسي.
وقال الناطق باسم البيت الابيض جوش إرنست «سيحين الوقت ليهتم بالاقتراع الرئاسي، لكن الرئيس يركز حالياً على عمله».
وكان ارنست يرد على سؤال طرحه الصحافـيون بالحاح عن احتمال ترشح بايدن لانتخابات الحزب الديمقراطي فـي مواجهة هيلاري كلينتون التي تحظى بدعم غير رسمي من أوباما.
وتواجه هيلاري كلينتون صعوبات حالياً إذ أنّ صورتها تضررت الى حد كبير بعد الكشف عن أنها استخدمت بريدها الالكتروني الشخصي عندما كانت وزيرة للخارجية (2009-2013).
وتتساءل الطبقة السياسية فـي واشنطن عن احتمال ترشح بايدن (72 عاما) الذي حاول مرتين الفوز بترشيح الحزب الديمقراطي من قبل واخفق. وقد صرح أنه سيتخذ القرار فـي هذا الشأن بحلول نهاية الصيف، اي فـي 23 ايلول (سبتمبر). (تفاصيل صفحة 14)
وتناول أوباما وبايدن الغداء معا الاثنين الماضي فـي البيت الابيض الذي دبت فـيه الحياة من جديد بعد العطلة الرئاسية التي استمرت اسبوعين. لكن لم تتسرب أي معلومات عن مضمون الحديث.
يروّج للطاقة المتجددة لمكافحة التغيير المناخي
استأنف الرئيس باراك أوباما الاثنين الماضي عمله فـي البيت الأبيض بعد أن أمضى إجازة لأسبوعين مع عائلته فـي جزيرة مارثاز فـينيارد فـي ماساتشوستس، حيث عاد الرئيس إلى واشنطن مساء الأحد المنصرم.
وتوجه أوباما الاثنين الماضي إلى لاس فـيغاس، حيث ألقى كلمة أمام القمة الوطنية للطاقة النظيفة. وقال الرئيس فـي كلمته أمام القمة إنه ثبت خطأ مناصري استخدام الفحم الحجري لتوليد الطاقة الذين يقولون بأن انتاج الطاقة المتجددة مكلف جداً، مشيراً إلىأن توليد الكهرباء عبر الطاقة الشمسية أو الرياح باتت أرخص. وقال أوباما «طوال عقود يقال لنا إنه ليس من المنطقي التحول الى الطاقة المتجددة. واليوم لم يعد هذا صحيحاً». وتحدث أوباما عن التوفـير فـي النفقات الذي حققته شركات وولايات أميركية تستخدم الطاقة المتجددة بشكل متزايد.
وجاء خطاب أوباما فـي فـيغاس ضمن حملة واسعة لمعالجة آثار التغير المناخي حيث قام الرئيس بنشاط مماثل فـي نيو أورلينز كما شارك فـي الذكرى العاشرة لاعصار كاترينا المدمر، قبل أن يتوجه الى ألاسكا.
وزاد الرئيس الأميركي من تبنيه لاستراتيجية الطاقة المتجددة وأعلن عن حوافز مالية جديدة لتطوير الطاقة الشمسية واستخدامها. وتتضمن الخطوات الجديدة مليار دولار اضافـي كضمانات قروض لمشروعات الابحاث الجديدة ومزايا مالية لملاك البيوت الذين يستخدمون الطاقة المتجددة.
يعتذر لطوكيو بعد فضيحة التجسس على مسؤولين يابانيين
قدم الرئيس باراك أوباما اعتذاراً للحكومة اليابانية بشأن وثائق نشرها موقع «ويكيليكس»، تفـيد بتجسس أجهزة المخابرات الأميركية على سياسيين يابانيين. وقال المتحدث باسم حكومة طوكيو يوشيهيدي سوغا، إن الرئيس الأميركي اتصل برئيس الوزراء الياباني شينزو آبي صباح الأربعاء الماضي، وقدم اعتذارا إزاء الأمر. واستغرق الاتصال بين الرجلين 40 دقيقة.
وأعرب رئيس الوزراء الياباني من جانبه، عن قلقه فـي هذا الصدد، مطالبا الإدارة الأميركية بإجراء تحقيق بشأن ادعاءات التجسس، وإطلاع حكومة طوكيو على نتائجه. ورأت الحكومة اليابانية مطلع آب (أغسطس) أنه إذا تأكد التجسس، فإن ذلك سيكون أمراً «مؤسفاً جداً». وذكر الموقع المتخصص فـي نشر الوثائق السرية «ويكيليكس»، فـي 31 تموز (يوليو) الماضي، أن الولايات المتحدة تجسست على مسؤولين كبار فـي الحكومة اليابانية وشركات يابانية والبنك المركزي الياباني.
جدول أعمال حافل في أيلول
ويعود الرئيس إلى جدول أعمال متراكم، خصوصا فـي أيلول (سبتمبر) المقبل، إذ
سيزور واشنطن كل من الرئيس الصيني شي جينبينغ والبابا فرنسيس، كما ستعقد القمة
السنوية الـ70 للجمعية العامة للأمم المتحدة بحضور قادة الدول الأعضاء، نهاية الشهر ذاته فـي نيويورك.
وقال البيت الأبيض يوم الأربعاء الماضي إن الرئيس باراك أوباما سيثير «بلا شك» بواعث القلق بشأن سلوكيات الصين المتصلة بأمن الإنترنت حينما يجتمع بالرئيس الصيني. وكانت الولايات المتحدة زعمت أن قراصنة صينيين سرقوا معلومات من خوادم حواسيب أميركية.
أوباما في صورة تذكارية مع أعضاء فريق «فينيكس ميركوري» بطل دوري كرة السلة النسائية في أميركا، خلال حفل تكريمي أقيم في القاعة الشرقية من البيت الأبيض يوم الأربعاء الماضي. (رويترز) |
Leave a Reply