يتمسك برحيل الأسد في خطاب الجمعية العمومية للأمم المتحدة
كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والأميركي باراك أوباما النجمين على منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة. بوتين وازن خطابه -بلهجة حادة وأكيدة- مع الدور الروسي الجديد فـي سوريا وأيضاً فـي العراق. أما أوباما فقد بدا أكثر رضوخاً للأمر الواقع رغم تشديده على رفض الحل ببقاء الرئيس السوري بشار الأسد، وذلك فـيما اعترف بأن واشنطن لا يمكنها حل مشاكل العالم وحدها.
ودعا أوباما فـي كلمته الدول الأعضاء فـي الأمم المتحدة إلى تعزيز التعاون والتنسيق لمواجهة تحديات العصر، وأبرزها الإرهاب والتطرف والفقر، مشددا على أهمية احترام القوانين والمبادئ الدولية لأنها أصبحت الوسيلة الوحيدة لضمان سلامة وازدهار شعوب العالم.
وأوضح الرئيس الأميركي أنه يعي المخاطر التي يواجهها العالم اليوم، ويفهم فـي نفس الوقت، أن الولايات المتحدة لن تستطيع حل المشاكل الدولية لوحدها. وشدد أوباما على اعتماد الدبلوماسية وسيلة لإنهاء الخلافات، وقال إن القوة وحدها لا يمكن أن تفرض النظام فـي العالم، «تعلمنا هذا الدرس فـي العراق».
وبالنسبة لسوريا، وصف أوباما الرئيس السوري بشار الأسد، بأنه «مستبد يلقي البراميل المتفجرة على الأطفال الأبرياء»، مشيرا إلى أن قتل عشرات الآلاف من السوريين لم يعد قضية داخلية. وأوضح أن الأسد وحلفاء حكومته، لا يمكن أن يجلبوا السلام لسوريا.
ورغم محاولة أوباما استباق كلمة بوتين بإشارة إلى إمكانية التعاون مع روسيا وإيران فـي هذا المجال، ولكن من دون الأسد، إلا أنّ ردّ فلاديمير بوتين قال إنّ رفض التعاون مع الحكومة السورية وجيشها فـي المعركة ضد «داعش» سيشكل «خطأ كبيراً»، إضافة إلى إعلانه أن موسكو تقدّم مساعدات عسكرية وتقنية إلى الحكومتين السورية والعراقية، فـي مواجهة الإرهاب، على أساس شرعي تماماً.
وتطرق أوباما إلى تنظيم «داعش»، وقال إن الولايات المتحدة لن تسمح لأي قوة إرهابية كـ«داعش» بالتوسع. وأضاف أن قيام التنطيم بقطع رؤوس أشخاص واستعباد النساء، لا يجعل المسألة قضية أمنية لدولة ما، وإنما قضية إنسانية تستدعي التحرك.
وأشاد الرئيس أوباما بالاتفاق النووي مع إيران، الذي يسمح لطهران بالاستفادة من الطاقة النووية من دون تطوير قنبلة، وقال إن «هذه هي القوة الكامنة فـي النظام الدولي عندما يطبق كما يجب». وانتقد الدعوات فـي إيران التي «تنادي بالموت لأميركا»، وقال إنها لا تجلب فرص العمل والاستثمارات.
وأكد الرئيس الأميركي على حرية الأديان والعبادة كجزء لا يتجزأ من الديمقراطية، وقال إن اعتبار الإسلام ضربا من ضروب الإرهاب، جهل.
يؤكد أن الحرب ضد «داعش» طويلة الأمد: لكننا سننتصر في النهاية
التأمت على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة فـي نيويورك الثلاثاء الماضي، قمة دولية لمناقشة قضية الإرهاب، دعا إليها الرئيس باراك أوباما. وشارك أكثر من 100 رئيس دولة وحكومة فـي القمة التي ركزت على سبل التعامل مع التنظيمات المتشددة، ولا سيما تنظيم «داعش».
وقال أوبامافـي كلمة افتتاح «قمة مكافحة الإرهاب» فـي اليوم التالي من اجتماع القمة مع الرئيس الروسي، إن الحرب ضد تنظيم «داعش» فـي العراق وسوريا، ليست حربا تقليدية، مشيرا إلى أنها معركة طويلة الأمد.
ودعا أوباما المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم لجهود الحكومة العراقية فـي حربها ضد التنظيم المتشدد.
وأضاف أن هزيمة «داعش» تتطلب محاربة الأيديولوجيات المتشددة، داعيا إلى بناء شراكات حقيقية مع المجتمعات الإسلامية لمواجهة التطرف.
ورحب الرئيس الأميركي بانضمام تونس ونيجيريا وماليزيا للتحالف الدولي ضد «داعش»، وقال إن الدعم الذي تقدمه تركيا سمح بتكثيف الحملة الجوية، ومضاعفة الضغط على معقل التنظيم فـي الرقة السورية.
وأبدى أوباما استعدادا للعمل مع روسيا وإيران لإيجاد تسوية للحرب فـي سوريا، مشيرا إلى أن هزيمة التنظيم فـي سوريا ستكون ممكنة فقط عندما يترك بشار الأسد السلطة. وأكد أوباما أن «داعش» سيهزم فـي نهاية المطاف. وشدد الرئيس الأميركي على أن القضاء على الإرهاب العالمي يتطلب تعاونا دوليا وثيقا.
يدعو للتوصل إلى اتفاق بشأن المناخ
دعا الرئيس باراك أوباما، الأحد الماضي، للتوصل إلى اتفاق «متين» فـي القمة الدولية المنتطرة بشأن المناخ التي ستعقد فـي شهر كانون الأول (ديسمبر) المقبل فـي باريس. وقال أوباما فـي كلمة أمام قمة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة: «بعد شهرين، سيحظى العالم بفرصة التوحد على اتفاق عالمي متين»، مشدداً على أن التغير المناخي يمثل تهديدا للتنمية. وأضاف: «كل البلدان ستتأثر بالتغير المناخي، إلا أن الأفقر منها ستكون الأكثر تضرراً»، داعياً إلى إيجاد الأدوات والتمويل لمساعدة البلدان النامية على التكيّف مع هذا الوضع واعتماد مصادر الطاقة النظيفة.
وتستضيف فرنسا قمة لرؤساء الدول والحكومات فـي 30 تشرين الثاني (نوفمبر) فـي مستهل المؤتمر الدولي بشأن المناخ الذي يستمر حتى 11 كانون الأول المقبل. ويسعى القائمون على هذه القمة خصوصا إلى عدم تكرار تجربة قمة كوبنهاغن سنة 2009 حين ساهم وصول القادة العالميين فـي الأيام الأخيرة من الملتقى فـي إعاقة سير المفاوضات.
ولفت الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إلى أن 81 بلداً من أصل 190 كشفت حتى اليوم عن طرق مساهمتها فـي تقليص انبعاثات الغازات الدفـيئة، ما يمثل 75 بالمئة من الانبعاثات العالمية.
تسعون دقيقة مع بوتين
أحدث الاجتماع المطوّل بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي باراك أوباما نوعاً من التقارب حول الأزمة السورية، التي هيمنت مع الأزمة الأوكرانية على اللقاء. واتفق الزعيمان على ضرورة التصدي لتنظيم «داعش» وإجراء محادثات بين جيشي البلدين وبقاء سوريا موحدة وعلمانية وأن يكون هناك عملية انتقال سياسي موجهة، لكنهما لم يتراجعا عن موقفهما من مسألة دور الرئيس السوري بشار الأسد.
أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون متوسطاً أوباما وبوتين في عشاء لزعماء الدول على هامش انعقاد الجمعية العامة في نيويورك، الأحد الماضي. (رويترز) |
وبعد ساعات من القمة، كشف وزير الخارجية الأميركي جون كيري عن إمكانية تقديم واشنطن شيئاً ما لطهران وموسكو، مقابل ضغطهما على النظام السوري لوقف «إلقاء البراميل المتفجرة»، من دون تقديم تفاصيل أكثر حول هذا الموضوع، فـيما أعطى وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر موافقته على إقامة خطوط تواصل بين العسكريين الأميركيين والروس لتجنب أي حادث فـي سوريا.
وعقد أوباما وبوتين، بحضور وفدين رسميين اجتماعاً لمدة 90 دقيقة فـي نيويورك، بحثا عن حلول لمواجهة الفوضى فـي سوريا لكنهما لم يحققا أي اختراق حول دور الأسد فـي مستقبل سوريا.
ووصف بوتين، فـي مؤتمر صحافـي، اللقاء «بالبنّاء والجدّي»، وقال «لا نستبعد أي شيء. لكن إذا قررنا التحرك فسيتم ذلك فـي إطار الاحترام الكامل لمعايير القانون الدولي»، موضحاً أن هذه المعايير تستدعي الطلب من حكومة البلد المعني السماح بها أو أن يجيز قرار لمجلس الأمن الدولي هذه الضربات.
وعن اجتماعه مع أوباما، قال بوتين «لدينا أشياء كثيرة يجب القيام بها. توجد فرصة للعمل على (حل) مشاكل مشتركة معاً»، موضحاً أن «الجانب الأميركي كشف عن موقفه بوضوح تام حول العديد من القضايا، بما فـي ذلك تسوية الوضع فـي أوكرانيا، والقضية السورية والشرق الأوسط بشكل عام».
لا حرب الكترونية .. لا مواجهة عسكرية مع الصين
استقبل الرئيس باراك أوباما والسيدة الأولى ميشيل، الرئيس الصيني شي جين بينغ وزوجته بونغ ليوين فـي عشاء رسمي بالبيت الأبيض مساء الجمعة الماضية حضره رموز السياسة والإعلام والتكنولوجيا والفن، وذلك فـي ختام زيارة الوفد الصيني للولايات المتحدة. وأكد أوباما خلال الحفل على الصداقة بين الشعبين، والعلاقات الوثيقة التي تستوعب الخلافات وتعددية الرأي.
وحصل أوباما على وعد من نظيره الصيني بإنشاء نظام لتقليل الانبعاثات الكربونية فـي الصين بحلول عام 2017. وحث الرئيس الأميركي نظيره الصيني على إجراء إصلاحات اقتصادية وعدم التضييق على الشركات الأميركية العاملة هناك. لكن تظل التعزيزات العسكرية الصينية فـي بحر الصين الجنوبي من أهم المسائل التي لا تزال عالقة.
وأعلن أوباما الجمعة المنصرمة التزام بلاده بتوسيع تعاونها مع الصين، مشيرا إلى معالجة الخلافات بين البلدين «بشكل بناء». وأوضح أوباما خلال مؤتمر صحافـي مع نظيره الصيني أن الجانبين التزما بعدد من المبادئ فـي قضايا تكنولوجيا المعلومات والقرصنة الالكترونية. ولفت أوباما إلى أن الاستثمار الصيني فـي الولايات المتحدة دعم الاقتصاد الأميركي وأوجد وظائف للمواطنين، موضحا أن الرئيس الصيني تحدث عن إصلاحات فـي العملة، مضيفا أن الولايات المتحدة تدعم بروز الصين كقوة اقتصادية مستقرة وإيجابية.
Leave a Reply