المحامي محمد الشرنوبي يشرح أبرز التعديلات على نظام الهجرة في عهد ترامب:
ديربورن – «صدى الوطن»
«أميركا لم تعد بلد الهجرة الذي عهدناه». بهذه العبارة لخّص المحامي العربي الأميركي محمد الشرنوبي، التعديلات الكثيرة التي طرأت على نظام الهجرة في الولايات المتحدة، بموجب قرارات اتخذتها إدارة الرئيس الحالي دونالد ترامب.
وفي مقابلة بثت مباشرة عبر صفحة «صدى الوطن» على موقع «فيسبوك»، أكد المحامي المصري الأصل أنه حتى الآن لم يشهد عهد ترامب إقرار أي قانون جديد يتعلق بالهجرة، غير أنه تم اتخاذ العديد من القرارات المؤثرة من قبل الإدارة الحالية.
وقال: «أميركا –اليوم– تقفل أبواب الهجرة المعهودة، لقد باتت تفرض قيوداً مشددة على اللجوء، وتعيد التفكير بآليات الهجرة الأخرى، ولكنها في الوقت نفسه تفتح أبوابها أمام الاستثمار الفعلي وأصحاب المؤهلات الأكاديمية العليا والمهارات الخاصة، وأمام الأشخاص القادرين على تحقيق طفرة اقتصادية وعلمية في هذا البلد»، لافتاً إلى أن المشرعين في الكونغرس يدرسون مقترحات لإجراء إصلاح شامل لقانون الهجرة الأميركي، وسط دعوات ترامب إلى الاعتماد على الكفاءة والمواهب بدلاً من النظام المعمول به منذ ستينات القرن الماضي والقائم على لم الشمل والترحيب باللاجئين وصولاً إلى تأشيرة التنوع، أو ما يعرف بيانصيب البطاقة الخضراء (غرين كارد لوتري) الذي تم اعتماده من قبل الكونغرس عام 1990 والذي يدعو ترامب إلى إلغائه.
الشرنوبي الذي يدير مكتباً متخصصاً بشؤون الهجرة، في مدينة ديربورن، أكد أنه: «لم يصدر قانون جديد للهجرة بعد، ولكن إدارة ترامب أصدرت العديد من القرارات التي تؤثر بشكل عميق على نظام الهجرة» من منطلق إعلانه الشهير: «وظّف أميركياً واشترِ أميركياً».
أضاف: «شهدنا خلال الفترات السابقة، إصدار العديد من القرارات مثل أمر حظر السفر الذي شمل عدة بلدان عربية وإسلامية، وكذلك القرارات المتعلقة بسحب الجنسية، والأخرى المتعلقة بمكافحة ما يعرف بـ«سياحة الولادة» (إنجاب الأطفال على الأراضي الأميركية لحصولهم على الجنسية تلقائياً)، مؤكداً على أن تلك «القرارات أصبحت نافذة»، وبعضها سيدخل حيز التنفيذ قريباً مثل التعديلات التي أقرت على تأشيرة العمل H1–B.
الشرنوبي الذي يمارس المحاماة منذ 16 عاماً، استعرض كذلك، التغييرات التي طالت إجراءات معاملات الهجرة في الآونة الأخيرة، وقال: «في السابق، عندما كانت إدارة الهجرة والتجنيس ترفض طلبات المتقدمين كانت تمنحهم مهلة للاستئناف، أمام الآن فإن رسالة الرفض تصل المتقدمين مرفقة بموعد للمثول أمام محكمة الترحيل.. وإذا خسروا الاستئناف يتم ترحليهم في الحال»، مؤكداً أن إجراءات الطرد من أميركا أصبحت «أسرع مما يمكن أن تتخيل».
تعديلات تأشيرة العمل
تحدث الشرنوبي حول التعديلات الجديدة التي طرأت على تأشيرة العمل، والتي ستدخل حيز التنفيذ مطلع نيسان (أبريل) القادم، لافتاً إلى أن تأشيرة H1–B تسمح للشركات الأميركية بتوظيف أجانب في مهن متخصصة ومنحهم إقامة مؤقتة في الولايات المتحدة.
وأكد على أن «الأولوية، من الآن فصاعداً، ستكون للمتقدمين الحاصلين على شهادات الماجستير من الجامعات الأميركية، يليهم الحاصلون على شهادات الماجستير من الخارج، ثم الحاصلون على شهادات البكالوريوس في الجامعات الأميركية».
ووصف الشرنوبي، التعديلات الجديدة بـ«الخطة الذكية»، ولكنها «ستحد من فرص الكثيرين من خارج أميركا».
وبحسب وزراة الأمن الداخلي الأميركية، سيكون هناك نوعان من التغييرات، الأول سيكون عبر الطلب من المتقدمين، التسجيل الكترونياً في موقع دائرة الهجرة قبل تقديم طلباتهم أو وثائقهم اللازمة للحصول على التأشيرة. ويهدف هذا الإجراء إلى تقليل الضغط على الموظفين، من خلال التركيز فقط على العدد المحدد من قبل السلطات للحصول على التأشيرة.
على سبيل المثال في العام الماضي، تقدم ما يقرب من 190 ألف شخص للحصول على التأشيرة، فيما يبلغ العدد المسموح به 85 ألفاً فقط.
أما التغيير الثاني فيتعلق بطريقة اختيار الأجانب المؤهلين للعمل في الولايات المتحدة وفقاً لتحصيلهم العلمي، إذ كان يتم في السابق تخصيص 65 ألف تأشيرة للمتقدمين من أصحاب المواهب والشهادات الجامعية، و20 ألفاً لأصحاب الشهادات العليا، وكان يتم اختيار هؤلاء بالقرعة.
وبحسب التغييرات الجديدة فسيتم إجراء قرعتين، الأولى لجميع المتقدمين من دون استثناء ليتم اختيار 65 ألفاً منهم، وثم يتم إجراء القرعة الثانية وتخصص فقط لأصحاب الشهادات العليا الذين فشلوا في الحصول على تأشيرة في القرعة الأولى.
ومن المتوقع أن يسهم هذا الإجراء بحصول زيادة في نسبة قبول الأشخاص الذين يحملون شهادات الماجستير والدكتوراه بمقدار 16 بالمئة أو ما يقارب خمسة آلاف شخص وفقاً لوزارة الأمن الداخلي.
الهجرة من العالم العربي
وفيما يخص الهجرة من العالم العربي، نصح الشرنوبي الحالمين بالهجرة إلى الولايات المتحدة للحصول على المساعدات الحكومية ومزايا الضمان الاجتماعي، بالتفكير ببلدان أخرى، وأما الذين «يتحدثون الإنكليزية ولديهم شهادات عليا ورساميل مالية وأفكار مبتكرة، فأميركا تقول لهم: أهلاً وسهلاً ومرحبا»، على حد تعبيره.
وللدلالة على تغير الموقف من الهجرة، لفت الشرنوبي إلى أن «دائرة الهجرة والتجنيس الأميركية» USCIS قامت بحذف أحد التعريفات التقليدية للولايات المتحدة من على موقعها الإلكتروني، بأنها «دولة مهجر».
وفيما يتعلق بالصعوبات التي يواجهها المهاجرون العرب في الولايات المتحدة، أكد الشرنوبي بأنه يجب على المقيمين على الأراضي الأميركية الالتزام بالقوانين لكي يجنبوا أنفسهم دخول المحاكم ومواجهة الترحيل، خاصة بالنسبةحاملي بطاقات الإقامة الدائمة (غرين كارد).
وقال: «إن الحاصلين على الغرين كارد يعتقدون بأن إقامتهم أصبحت مضمونة، ولكن طالما أنهم لا يحملون الجنسية، فلا شيء مضمون، إذ يمكن ترحيلهم في أية لحظة إذا ما خالفوا القوانين الأميركية».
أضاف «إن مدة الإقامة لخمس سنوات مثلاً، هي فترة اختبار لكي تتأكد السلطات من أن حاملي البطاقات الدائمة يصلحون لكي يكونوا مواطنين أميركيين صالحين».
وأوضح أن: «الكثير من المهاجرين يرتكبون أفعالاً لا تعتبر في ثقافتهم الأم جرائم، مثل حالات التعامل مع الأطفال والنساء.. والبعض من هؤلاء يجدون أنفسهم فجأة متورطين في جرائم عقوبتها الترحيل».
وكان الشرنوبي قد نجح في الآونة الأخيرة باستعادة بطاقة الإقامة الدائمة لعائلة عراقية كانت مهددة بالترحيل ضمن عشرات الأسر الأخرى. وفي تعليقه على تلك القضية الشائكة، اكتفى المحامي البارز بالقول: «لقد وجدنا طريقة لاستعادة الغرين كارد».
وحول «جامعة فارمينغتون» الوهمية، التي كانت جزءاً من عملية سرية قامت بها وزراة الأمن الداخلي لكشف حالات التحايل في قضايا الهجرة، تحدث الشرنوبي قائلاً: «من حيث المبدأ، يجب أن نفرق بين سلطات الولايات والسلطات الفدرالية، فالأخيرة يمكنها فعل أي شيء من أجل حماية الأمن الوطني، خاصة في هذه الأيام».
وأضاف: «إن المتقدمين لتلك الجامعة، كانوا يعرفون بأنهم يقومون بإجراءات غير قانونية، ويعرفون تماماً بأنهم كانوا يخالفون القوانين الأميركية لكي يبقوا على الأراضي الأميركية».
ونصح المهاجرين الذين يواجهون صعوبات وعراقيل قانونية باللجوء إلى محامين متخصصين ومعروفين بنزاهتهم وعمق تجربتهم لتفادي النتائج غير المرغوب فيها.
للراغبين بالتواصل مع مكتب المحامي محمد الشرنوبي، يمكن الاتصال على الرقم: 313.581.9666
كما يمكن مشاهدة المقابلة، عبر صفحة «صدى الوطن» على «فيسبوك».
Leave a Reply