1
كوني يمامتي، ولا تكوني رخامة القبر. إني قتلتُ في ليلة مقمرة وباردة.
2
لحبيبتي ولعُ الخيول بي. الخيولِ التي ستحملني ذات يوم ميتاً، وتعود بي إلى من يبكي عليّ. ولها.. حين يحني البحر أقواسه موج من الشهوات يصّاعد غيما ليسقط عليّ أينما كنت مطراً بلا ملح. ولها.. آه من لغة بلا أجراس، كيف أقول أحبكِ ولا يتبعني قطيع من الشجر والتلال والوعول؟!
3
لحبيبتي شباكها عليّ. لوّحيني ليهتدي إليك المساء، تأخّر سريرك عن الحلم بي. لاسمي في فم حبيبتي جرس، كلما نادتني سال مسيح على جدران الكنائس، وفرّت طيور إلى مطر كثيف. أنا المذعور في ثلج غاباتها، من يقتنصني؟ من يردني إلى ظلي؟
4
أحبكِ، لا أحبكِ، أحبكِ. لا أموتُ، أموتُ، لا أموتُ. لو كنا نصدّق زهرة الاقحوان ونحن نفرّد تويجاتها البيضاء، لاستطعنا أن نحيد عن الناي في الليل، عن ظلنا في النهار، وعن درج المئذنة.
5
لو كنا نصدق زهرة الاقحوان، لكسرنا خيال السؤال في المرايا التي لا تصدق أمواجنا، لا تصدق شمس السواحل إذ تشرق.. حين يساورنا الملحُ والبرتقال. أحبك، لا أحبك. لا أموت، أموت. طلع الأقحوان حول قلبي، وفي الأغنية.
6
ممتلئ. منتشٍ بالدفء والضوء، حتى كأن قلبي الآن يخرج صباحاً مع الحمامات، وفي المساء يعود منتّفاً بطلقة.
مترعٌ، ثمل بالمجد، كأني مسيح يصلب الآن. في دمي الجلجلة، وصرختي على شفتي: “إيليا.. إيليا.. لِمَ شبقتني؟”.
7
آخرون، سيأتون بعدي. سيزرعون قمحاً وزيتوناً. سيبنون أسيجة وحواكيرَ، وهم يرددون أغنية حزينة، عن موتي أنا.. وحيدا!
8
على النافذة.. قلبي مثل عصفور يزقزق، على النافذة قلبي يموت. وقصائدي تسقط على الثلج كخراطيش صيد فارغة، لكن سأعود، مثل سنونو كي أبشّر بالمسافات والدفء، فيا زهرة الاقحوان، ما همَّ.. إن كنت لا تعرفين من أنا؟
Leave a Reply