سامر حجازي – «صدى الوطن»
أكدت ليندا حوراني، وهي عربية أميركية من ديربورن كانت مسافرة على متن الخطوط الجوية التابعة لشركة «سبيريت» المتوجهة من بالتيمور الى شيكاغو، أن الإجراءات التي اتخذت لتأمين الرحلة لم تكن عنصرية عندما تم إنزال عدد من الركاب بسبب مزاعم بتصرفات مشبوهة.
وكانت خطوط «سبيريت» قد أكدت يوم الثلاثاء 17 تشرين الثاني (نوفمبر)، ان الرحلة الجوية رقم 969 التي كانت متوجهة فـي الصباح الباكر من بالتيمور الى شيكاغو قد توقفت قبيل اقلاعها بقليل وتم إنزال عدد من الركاب لأسباب احترازية.
وكانت ليندا حوراني على متن الطائرة التي كانت تستعد للإقلاع عندما تأجَّل الإقلاع فجأة بعد ان ركضت سيدة أميركية من البيض مع ابنتها بسرعة باتجاه مؤخرة الطائرة للتحدث الى إحدى المضيفات.
ووفقاً لتقارير متعددة، أبلغت المرأة مضيفةً عن حدوث نشاط مشبوه عندما رأت أحد الركاب يشاهد شريط فـيديو عن «داعش» على هاتفه الخليوي.
وبعد بضع دقائق من التوقف الكلي المفاجىء للطائرة، أذاع قائد الطائرة للركاب بأنه ينبغي احضار محققين من الـ«أف بي آي» لتفقد الطائرة.
«ثم جاء عنصر الأمن وطلب أولاً رجلين وامرأة، «لم يظهر انهم يحملون ملامح شرق أوسطية»، بحسب حوراني.
وخلافاً للتقارير المنشورة، أفادت الحوراني أن الذين سُحبوا من الطائرة كانوا من أصول هندية. وأشارت إلى «أنه بعد مرور حوالي ٤٠ دقيقة، حضر أحد عناصر الـ«أف بي آي» إلى الطائرة وبدأ ينادي بأسماء أخرى لأناس تم اخلاؤهم من الطائرة. ومن بين هؤلاء المسافرين أميركي من أصل أفريقي وآخر أبيض قوقازي».
وقالت حوراني «حاولت متعمدة أن أتفحّص ما اذا كان هذا الإجراء عنصرياً أم أن عشوائي». وأضافت «لا أتفق مع ما قالته التقارير الإعلامية. لكني متأكدة من أن اثنين على الاقل من الأفراد الذين تم استدعاؤهم كانا من أصول شرق أوسطية»، أوضحت حوراني.
وقد تأخر إقلاع الطائرة لبضع ساعات. وخلال هذه الفترة، تم إجلاء جميع الركاب من الطائرة وأحضرت الكلاب البوليسية «كي ٩» للكشف على أمتعة الركاب. «وبعد ذلك سمحوا لنا بالعودة الى الطائرة، كما أبلغنا قائد الرحلة أن ما كشفه المحققون هو أن رجلاً كان يحمل نوعاً من التهديد على هاتفه، وهذا ما أفادت به المرأة التي ركضت نحو الجهة الخلفـية للطائرة» استطردت حوراني، التي قالت إن صاحب الهاتف منع من مواصلة الرحلة واقتيد الى التحقيق، فـيما تمكنت الطائرة من الاقلاع فـي تمام التاسعة صباحاً».
وأعربت الحوراني عن اعتقادها «أن تعامل شركة الطيران مع الوضع كان مناسباً ولكن المرأة التي بلغت عن الحادث قد بالغت فـي رد فعلها». وخلصت إلى القول «إحقاقاً للحق، كنت على هاتفـي أبحث فـي الأخبار وأي شخص كان يمكنه ان يدَّعي نفس الشيء عني. لقد كنت انظر لهاتفـي بشكلٍ علني. العالم كله يفعل الشيء نفسه هذه الأيام، وأنا لا أعرف إذا كان يمكن اعتبار ذلك تهديداً».
وفـي أعقاب الحادث أصدرت شركة «سبيريت» البيان التالي. «فـي حين كانت الطائرة تستعد للاقلاع على المدرج، نبهت أحدى الراكبات مضيفةً للرحلة أن واحداً من الركاب يشارك فـي نشاط مشبوه فقامت المضيفة بإخطار القبطان، ولدواعي الحذر الشديد، عادت الطائرة إلى بوابة المدرج» بحسب ستيفن شولر المتحدث باسم «سبيريت».
وفـي أعقاب الحادث انتقدت جماعات مسلمة إدارة الخطوط الجوية. وقال إبراهيم هوبر، المتحدث باسم مجلس العلاقات الإسلامية-الأميركية (كير) فـي بيان صحفـي انه شهد «زيادة فـي استهداف المسلمين – أو الأشخاص الذين يبدو مظهرهم كأنهم مسلمون».
وخلص الى القول «للأسف، أعتقد أننا سنرى المزيد والمزيد من هذه الحوادث ولا أعتقد انها ستتوقف حتى نحصل على حل من المسؤولين المنتخبين.. وأنا لا أعتقد انهم يحاولون ذلك».
Leave a Reply