واشنطن – أصدر ناشط أميركي مسلم اعتذارا لمسلمي أميركا عبر فيه عن أسفه لمشاركته في فيلم وثائقي معاد للإسلام جرى توزيع 28 مليون نسخة منه في أميركا، قائلا إنه تعرض للاستغلال في الفيلم، الذي وصفه بأنه نوع من «الدعاية الخبيثة» لخدمة أهداف انتخابية.
وفي بيان له عبر الدكتور محمد خليل، الأستاذ بجامعة سان دييغو ستايت الأميركية، عن اعتذاره لمسلمي أميركا عن دوره في فيلم: «الهوس: حرب الإسلام المتطرف ضد الغرب».
واعتبر الدكتور خليل، في البيان الذي كشف عنه ائتلاف «الكراهية تضر أميركا»، أنه تعرض «للاستغلال» بمشاركته في هذا الفيلم.
وقال خليل: «من المؤسف أن أبدو وكأنني قد سمحت لنفسي أن أكون موضع استغلال… إن توزيع الفيلم مجانا على الناخبين في مناطق خاصة بالولايات المتحدة يبين أن التدليس السياسي هو الدافع من وراء إنتاج هذا الفيلم، وأن السرية التي صاحبت الإنفاق على توزيعه تؤكد مدى النية الشريرة وراء توزيع هذه الدعاية الخبيثة».
وكانت منظمة موالية للسيناتور جون ماكين، المرشح الجمهوري في انتخابات الرئاسة الأميركية، قد بدأت حملة واسعة لتوزيع 28 مليون نسخة من الفيلم المعادي للإسلام من خلال البريد والعديد من الصحف الأميركية.
وأضاف خليل قائلا: «تشير الدلائل على ما يبدو إلى ضلوع منظمة «آايش ها تواره» اليهودية في هذا العمل المضلل».
وكانت صحيفة «سان بترسبرغ تايمز» قد كشفت الجمعة 26 أيلول (سبتمبر) عن وجود علاقات تربط بين موزعي الفيلم وبين منظمة «آايش ها توراه» اليهودية في إسرائيل.
واعتبر خليل هذا أمرا «مؤلما» معللا ذلك بأن «أي منظمة يهودية ينبغي أن تدرك ما يسعي هذا الفيلم إلى تحقيقه».
وتابع الأستاذ بجامعة سان دييغو قائلا: «الفيلم يرسم صورة شيطانية لمجتمع بكامله إلي الحد الذي يدفع الحكومة أن تزيد من محاصرة مواطنيه والمقيمين الأجانب به لسبب بسيط: هويتهم الدينية، ولا شك أن هذا التعصب ضد الدين والهوية هو السبب في حدوث الهولوكوست (المحرقة اليهودية)، ومن المؤسف أن أولئك الذين كان ينبغي عليهم أن يتعلموا ما يمكن أن تؤدي إليه الكراهية يسعون حثيثا لتقليد ومحاكاة أساليب الدعاية النازية».
وأضاف بيان الاعتذار، «رغم كل النوايا الخبيثة من وراء توزيع هذا الفيلم، علىَّ أن أعترف باستحقاقي اللوم كوني سمحت لنفسي أن أكون موضع استغلال.. إنني أعتذر لإخواني المسلمين عن ظهوري في هذا الفيلم».
يُشار إلى أن ائتلاف «الكراهية تضر أميركا»، يضم العديد من المنظمات الدينية والأهلية، التي تقول إنها تسعى إلى التصدي لخطاب الكراهية في المجتمع الأميركي.
وينضوي تحت مظلة الائتلاف منظمات إسلامية ومسيحية ويهودية، ومن بينها مجلس كاليفورنيا للكنائس، وكنيسة لونغ بيتش الأولى، ويهود لوس أنجلوس من أجل السلام ومجلس العلاقات الإسلامية الأميركية (كير).
وسجل الائتلاف نجاحا واسعا العام الماضي عندما استطاع إقناع عدد من كبرى الشركات الأميركية والعالمية بالتوقف عن بث إعلاناتها على برنامج «سافيدج نيشن» الذي يقدمه المذيع الشهير مايكل سافيدج، بعد تصريحاته المعادية للإسلام في شهر تشرين الأول (أكتوبر) 2007.
Leave a Reply