تعود “رابطة القلم العربية الأميركية” في ديربورن لمزوالة نشاطاتها الأدبية، بـ”دماء شابة وحلة جديدة”. نعم..دماء شابة.. مع أن أصغر أعضائها يبلغ عمره نصف قرن من الزمان! المهم، أنها تعود، والعوْد أحمد.. كما يقولون، وأحيانا العود يابس، أو العود مقطوعة أوتاره!. ولكن للأمانة.. هنالك كتّاب مسنّون يستخدمون الورقة والقلم أكثر شباباً من كتّاب شبان يستخدمون الكمبيوتر والكيبورد.
وقد أخبرني أحد الأعضاء أن الرابطة تعرضت في وقت سابق لانقسامين كبيرين منذ تأسيسها، وفي المرتين كان السبب وراء انقسامها شاعران سوريان، فقلت له “شاعرا” بالذنب والخجل: إن السوريين إذا دخلوا قرية أفسدوها..
وأحد شعراء الرابطة ذاتها، يريد أن يتشبه بكل مواصفات الرحالة العربي ابن بطوطة، ما عدا العودة إلى مسقط رأسه. فابن بطوطة كما هو معروف قطع العالم القديم على الجمال والخيول ولكنه عاد أخيراً إلى بلاده، أما رحالتنا فقد قطع عشرات آلاف الأميال مشياً على الأقدام من أجل “أطفال فلسطين” والقضية الفلسطينية التي يجب أن يسمع بها العالم أجمع، وهو بالطبع لا يخطط لقطع طريق العودة إلى بلاده مشياً على الأقدام من أجل “أطفال العراق” مثلاً، بل هو لا يريد العودة إلى بلاده، وطبعا يمكنكم أن تحزروا السبب. المهم أنه في حوزة شاعرنا الآن “سحّارتين” من المخطوطات الشعرية، وينتظر من يتبنى طباعته أعماله الشعرية الكاملة، فهل من ممول؟.
“لإيلاف قريش” ولإيلاف صديقنا الشاعر الشيخ حسني في رحلة الشتاء والصيف، وصديقنا الذي يكتب الشعر أثناء إقامته في أميركا على الأرجح، يستفيد بدون شك من مزايا الشعر المهجري التي تمد القصائد بمشاعر الحنين والشوق والدفء (على الأقل.. هذا ما ينبغي أن تكون عليه الأمور حسب تفكير البعض). والشيخ حسني شخصية ظريفة لعبها الممثل القدير محمود عبدالعزيز في فيلم “الكيت كات”. وفي واحد من أجمل مقاطع الفيلم، يقول الابن لأبيه الشيخ حسني: “أنت عارف إيه مشكلتك يابا.. مشكلتك إنك مش قادر تصدق أنك أعمى”.
وفي آخر الأخبار، أن قام رئيس رابطة القلم الذي يقضي إجازة طويلة في لبنان، بفصل أحد الأعضاء، عبر مكالمة تليفونية، ليكون بذلك أول رئيس رابطة عابر للقارات، يمارس مهامه الأدبية والتنظيمية من وراء البحار، وأثناء قضائه الإجازة في البلد الأم. السبب حسب قول الشاعر المفصول، أنه أدلى برأيه في مسألة حول أمسية شعرية، ولم يلاقِ رأيه الإعجاب فتم إقصاؤه..
وأحد الشعراء الحريصين على مستقبل الأدب العربي في أميركا الشمالية، وعلى مستقبل الجالية فيها، يقوم ويدعو إلى تشجيع المبادرات والنشاطات الأدبية بغض النظر عن قيمتها الفنية والجمالية عملاً بالحجة القديمة ذاتها: أن تشعل شمعة خير ألف مرة من أن تلعن الظلام. (يلعن.. كل الشموع في العالم)، فقد آن لهؤلاء أن يعرفوا زيف الإنشاءات المدرسية وكل مواصفات الشموع بما فيها تلك التي “تحرق نفسها من أجل أن تنير الطريق أمام الآخرين”. ولهؤلاء أن يعرفوا أن الشموع تحب الاحتراق من أجل متعتها الخاصة وليس من أجل دروب الآخرين!
Leave a Reply