تغريدة قلبت حياة الكاتبة رأساً على عقب
واشنطن – تطالب المؤلفة الأميركية ذات الأصول الأردنية، نتاشا طوال تاينز، من دار نشر في كاليفورنيا تعويضاً قيمته 13.4 مليون دولار بعد فسخ عقد نشر روايتها «يدعونني وايت» التي تتناول قضية المرأة في المجتمعين العربي والغربي.
ورفعت تاينز الدعوى، الأسبوع الماضي، ضد دار «رير بيرد» للنشر Rare Bird، والتي ألغت العقد الذي أبرمته معها في عام 2018، وذلك بعد نشرها تعليقاً وصورة على «تويتر» أثارت ضدها اتهامات بالعنصرية على شبكات التواصل الاجتماعي.
وكان من المفترض بدار «رير بيرد» ذات التوجهات الليبرالية، نشر الرواية التي تلامس عن قرب، حياة وتجربة الكاتبة ذاتها، وتعالج قضايا وتحديات اعترضتها في مجتمعها الجديد كامرأة عربية مهاجرة في الولايات المتحدة.
إلا أن المؤلفة التي كانت تعمل في البنك الدولي، تعرّضت لنكسة غيرت مسار حياتها المهنية عندما نشرت يوم 10 أيار (مايو) الماضي، صورة لموظفة سوداء في قطار «المترو» بالعاصمة واشنطن وهي تأكل أثناء العمل، وهو ما أثار اتهامات واسعة ضدها بالعنصرية.
ورغم اعتذارها عن التغريدة وتواصلها مع السلطات المسؤولة لضمان عدم تعرض الموظفة لأية عقوبة بسبب تغريدتها، إلا أن التعليقات السلبية لاحقت تاينز ووصلت لحد التهديد في بعض الأحيان وهو ما دفعها للسفر إلى الأردن مع عائلتها في 21 مايو الماضي خشية تعرضها لأذى، وفقاً لملف القضية.
وكانت صدمة تاينز (42 عاماً) كبيرة عندما قامت دار النشر بإلغاء توزيع روايتها المقرر في 11 حزيران (يونيو) الجاري، بسبب ما أثير من لغط حول التغريدة وما تبعها من تفاعلات على شبكات التواصل الاجتماعي، وهو ما دفع الكاتبة إلى إغلاق موقعها الإلكتروني وحسابها على تويتر وجعلها تفكر بالانتحار، بحسب الدعوى.
وألغت «رير بيرد» طلبات الشحن للنسخة المطبوعة من الكتاب، فضلاً عن وقف جميع الطلبات المسبقة لشراء الكتاب من قبل القراء عبر شبكتها.
يدعونني وايت
يشار إلى أن رواية «يدعونني وايت»، تنتمي لفئة الفانتازيا الواقعية، وتعكس حياة الكاتبة وتجربتها من خلال بطلة القصة (سوار) والتحديات التي واجهتها في مجتمعها الأميركي الجديد، وهي التي تمردت على التقاليد في مجتمعها الأردني السابق.
وبحسب الرواية، عندما هاجرت «سوار» إلى الولايات المتحدة حاولت التأقلم والاندماج في المجتمع الجديد، والتحدث بلكنة إنكليزية مختلفة، وفي الوقت ذاته كان عليها الحفاظ على هويتها العربية وثقافتها الشرقية، لأنها اكتشفت أن أميركا ليست الجنة الموعودة، وواجهت فيها الكثير من المشكلات والتحديات كامرأة عربية وكمهاجرة، وفقاً لتصريحات سابقة أدلت بها تاينز.
تبدأ أحداث الرواية في الأول من أبريل عام 2001، وهو عيد الميلاد الخامس والعشرين لـ«سوار»، وهي طالبة أردنية المولد في «جامعة ماريلاند» تتعرض للدفع من على سطح مبنى وتفارق الحياة نتيجة سقوطها. وبعد ثلاث سنوات، تدرك سوار نفسها كوعي في جسد طفل يدعى «وايت» وُلد يوم وفاتها. ويكبر هذا الطفل في ضواحي مدينة سياتل وينمّي اهتماماً خاصاً بالشرق الأوسط كما يقيم علاقة مع امرأة أردنية، ويشعر بدوافع غامضة لكشف حقيقة مقتل سوار.
Leave a Reply