لم تكن الخطيئة عادية، ولم يكن الخطاؤون عاديين كذلك؛ كانوا أول البشر، وكانوا أصفياء الله على جميع خلقه.. ولكن شجرة التفاح كانت لهم بالمرصاد؛ هل يثقون بكلام الرب الجبار، أم يكون كلام الشيطان ذا مصداقية اكبر؟ وكلنا يعرف الى اي جانب انحاز أبو البشر، والا لكنت اخط ،الآن، كلماتي هذه في الجنة.
ويبكي آدم طلبا لغفران رب العالمين، ولكن ابنه يأتي من بعده ليقتل أخاه على قاعدة عدم الاعتراف بالآخر؛ وتتوالى المآسي بين بني آدم، ويبعث الله المرسلين والمصلحين، وحتى يصطفي البشر مصلحيهم من بينهـم؛ إنما وبكل أسف ليس هناك من آذان تصغـي.
وتصبح مسألة إنعدام الثقة هذه خبزنا اليومي، خصوصاً في عصرنا هذا حيث تسيطر تكنولوجيا الاتصال على مرافق حياتنا اليومية؛ ويصبح تعقّب الحقيقة من سابع المستحيلات.
ولكننا، لسبب أو لآخر نصدق؛ لسذاجة منّا، أو لطبيعة منا جُبِلنا عليها.
وانعدام ثقة الشعوب بالحكام هو أحد الاسباب التي دفعت ابطال تونس ومصر وكل شرفاء الأمة بالخروج ضد الطغيان، بعد ان استفحلت الأنظمة بالكذب عليها؛ ولو إلى حين؛ إذن خرج أبطال الأمة لقول كلمة الحق وبذل الدم بدل الدموع، إبتغاء مرضاة الله والنفس.
وما أجمله من مشهد حمله ذاك العربي، المقهور داخله، منذ وعد بلفور؛ أو حتى ما قبل ذلك؛ حرية يخطها بالأحمر القاني.. وتؤتي أُكُلها.
ولكنه مشهد يظل ناقصاً إزاء آمال شعب البحرين الذي إختار أرباب التكنولوجيا التعتيم عليه لأسباب نعلمها (ونعلمها).. ويظل متحيزا إزاء ما يجري في سوريا (غير ما يُنقل عن شاهد العيان فقط).. وبالطبع، فالمشهد يفتقد غسان بن جدو لأسباب تعلم ولا تعلم..
مشهد تنقصه شفافية الإعلام الذي أقسم على نقل الحقيقة يوماً؛ ولكنه يفشل اليوم في تزويرها، لانها واضحة كنور الشمس.
فالتعتيم على أحداث البحرين كان مقصوداً، والتركيز على أحداث سوريا (حصلت أم لم تحصل) مقصود ايضاً.
هو جدل يبدو عقيما في عالمٍ تنعدم فيه الثقة بين أفراده.
فقد يقول أحدهم أن لا شيء حدث في البحرين غير ما رأيناه على شاشات التلفزة؛ ويقول آخر أن كل ما رأيناه على الشاشات ذاتها يحدث في سوريا.. أما يحصل بالفعل فهو في علم أصحاب تلك الشاشات الذين أخذوا على عاتقهم زرع “شجرة التفاح” في فنائنا الخلفي.
هي التفاحة ذاتها تجعلنا من أصحاب الميمنة أو من أصحاب الميسرة..
Leave a Reply