وسط الانتشار واسع النطاق لارتداء الحجاب الإسلامي وما يثيره من جدل ومخاوف في الدول الغربية، استعرضت صحيفة “كريستيان ساينس مونيتور” الأسباب المختلفة لارتدائه. وقالت إن الاهتمام الشديد بالحجاب نجم عن عدة عوامل منها الفضول الكبير للتعرف على الإسلام بعد هجمات “11سبتمبر”، والتدخل العسكري الأميركي في العديد من الدول الإسلامية مثل العراق وأفغانستان، فضلا عن الصعود الملموس للجاليات المسلمة المهاجرة في الولايات المتحدة وأوروبا. كما أن الحجاب أصبح محور جذب في أوقات الأزمات، وهو ما اكتشفته أمل أبو سمية في ولاية إلينوي عندما حاولت امرأة مستاءة من حادثة “فورت هود” أن تزيل غطاء الرأس الذي ترتديه أبو سمية في متجر. وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الضجة حول الحجاب أثارت استياء المسلمين لأن إيمانهم يعني لهم أكثر من أنه مجرد غطاء تضعه النساء على رؤوسهن. لكن غير المسلمين ينظرون إلى الحجاب على أنه مؤشر على القمع، لا سيما أن المرأة تأتي -بحسب الصحيفة- في بعض الدول الإسلامية في المرتبة الثانية وتضطر إلى تغطية الرأس والجسد عند الخروج من البيت. أما بالنسبة لغالبية المسلمات، فإن تغطية الرأس نابعة من التزام بتعاليم الدين وتلبية لأوامر الله، ولا تنتقص من استقلاليتهن سواء في العمل أو البيت. ريم أسامة وهي أم مصرية لثلاثة أطفال تقول “إنه شيء تحبين فعله لأنه يجعلك تشعرين بأنك قريبة من الله، وأنك تفعلين الصواب”. وإلى جانب الأسباب الدينية تقول “كريستيان ساينس مونيتور” إن ثمة أسبابا أخرى منها أن العديد من المسلمات يرتدين غطاء الرأس لإظهار اعتزازهن بالإيمان، خاصة في الأوقات التي يتعرض فيها الإسلام للهجوم من قبل غير المسلمين كما يحدث حاليا. ومن الأسباب أيضا تراجع حرية الاختيار، فبعض النساء يقلن إنهن يضعن غطاء الرأس لتجنب مضايقات الرجال لا سيما في الأماكن المزدحمة ووسائل النقل العام. وهناك أيضا أسباب تتعلق بضغوط الآباء والأزواج والإخوة الذين يريدون أن ينظر المجتمع إلى ذويهم من النساء على أنهن “نساء محتشمات”. وهناك شريحة أخرى من النساء -تواصل الصحيفة- تستخدم الميدان السياسي لمواجهة الفكرة السائدة بأن الاحتشام الإسلامي يتطلب تغطية الرأس، وهذا ما حدث مع النائبتين الكويتيتين اللتين حصلتا على حكم قضائي يمنحهما حق حضور البرلمان دون ارتداء الغطاء ردا على مطالب نواب بطردهن إذا لم يرتدين الغطاء. ومن بين الأسباب الأخرى ما وصفته الصحيفة باستغلال الأنظمة السياسية التي يسيطر عليها الذكور لغطاء الرأس كوسيلة لفرض الأفكار، سواء كانت علمانية أو إسلامية، مستشهدة بحركة طالبان في أفغانستان والأنظمة الإيرانية قبل وبعد الثورة الإسلامية.
Leave a Reply