خليل رمال – «صدى الوطن»
سجلت أسعار المنازل في منطقة مترو ديترويت ارتفاعاً ملحوظاً مطلع الصيف الجاري، حيث وصل متوسط ثمن المنزل الواحد في المنطقة إلى مستوى غير مسبوق منذ ثمانية أعوام، ليبلغ ١٦٥ ألف دولار في شهر أيار (مايو) الماضي. كما سجلت مبيعات المنازل والشقق السكنية ارتفاعاً بنسبة ٨ بالمئة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، وفقاً لبيانات شركة «ريلكومب» العقارية ومقرها مدينة فارمينغتون هيلز.
ويرجع الخبراء ارتفاع أسعار المنازل في منطقة ديترويت الكبرى، التي تشمل مقاطعات وين وأوكلاند وماكومب وليفينغستون، الى انخفاض العرض مقارنة بالطلب المتزايد على شراء المنازل في المقاطعات الأربع.
ويشير هؤلاء إلى أن المنازل المعروضة للبيع في سوق مترو ديترويت لا تزال دون المستوى الذي سجل قبل انفجار فقاعة الرهن العقاري عام ٢٠٠٨، الأمر الذي يتسبب بزيادة الأسعار نتيجة تنافس المشترين على العقارات المعروضة في السوق.
ويشير سماسرة العقارات الى أنه في ظل حالة السوق الراهنة غالباً ما يجد المشترون أنفسهم في حرب أسعار مستعرة للحصول على منزل أحلامهم بسبب التنافس الحامي والمضاربات في العروض.
ويستبعد الخبراء أن تلحظ سوق مترو ديترويت ارتفاعاً كبيراً بالعرض خلال العام الجاري. فرغم تعافي الأسعار النسبي لا يزال أصحاب المنازل يعولون على ارتفاع قيمة عقاراتهم قبل طرحها للبيع، حيث لا تزال الأسعار دون مستويات العام ٢٠٠٨.
ولم يصل متوسط أسعار المنزل في المنطقة الى سقف ١٦٥ ألف دولار منذ كانون الثاني (يناير) 2009، حين بدأت «ريلكومب» بجمع البيانات الشهرية لمقاطعات وين، أوكلاند، ماكومب وليفينغستون.
وانخفضت الأسعار الى الحضيض في آذار (مارس) ٢٠٠٩ الى ٣٩ ألف دولار للمنزل الواحد فيما وصل عدد المنازل المطروحة للبيع خلال ذلك الشهر الى ٣٨ ألف منزل في المقاطعات الأربع.
أما في شهر أيار (مايو) الماضي فقد بلغ عدد المنازل المعروضة للبيع ١٣.٣٦٣ وحدة بتراجع بنسبة ١٧ بالمئة مقارنة بشهر أيار ٢٠١٥.
وتم الشهر الماضي بيع 4925 منزلاً في مترو ديترويت مقارنة بـ4561 في أيار 2015، أي زيادة بنسبة 8 بالمئة.
أسعار ومبيعات شهر أيار حسب المقاطعات
■ مقاطعة أوكلاند: بلغ متوسط سعر العقار السكني في شهر أيار (مايو) ٢٠٨ ألف دولار، بزيادة 6.3 بالمئة عن أيار 2015. وتم بيع 1845 وحدة، بزيادة نسبتها 7.5 بالمئة عن العام الماضي. فيما تراجع العرض بنسبة 11.9 بالمئة، ليصل إلى 5190 عقاراً.
■ مقاطعة ماكومب: بلغ متوسط الأسعار ١٤٠ ألف دولار، بزيادة 3.8 بالمئة مقارنةً بشهر أيار 2015. وتم بيع 1101 عقاراً، بزيادة بلغت 8.4 بالمئة، ولكن العرض هبط بنسبة ٢٩ بالمئة مقارنة بالعام الماضي ليصل إلى 2170 عقاراً فقط.
■ مقاطعة وين، بلغ متوسط سعر العقار السكني الشهر الماضي ١١٨ ألف دولار للمنزل الواحد مسجلاً زيادة بنسبة 3.1 بالمئة مقارنةَ بشهر أيار 2015. كما ارتفعت المبيعات بنسبة 9.8 بالمئة حيث تم بيع 1685 وحدة سكنية، فيما تراجع العرض بنسبة 15.3 بالمئة، ليصل الى 5123 عقاراً معروضاً للبيع.
■ مقاطعة ليفينغستون: بلغ متوسط سعر المنزل في أيار الماضي ٢١٦ ألف دولار، بزيادة نسبتها واحد بالمئة مقارنة بالعام الماضي، فيما ظلت المبيعات مستقرة عند ٢٩٤ منزلاً وانحسر العرض بنسبة ٢٠ بالمئة، الى ٨٧٥ منزلاً فقط. وتقع ليفينغستون الى الغرب من مقاطعة أوكلاند، ويبلغ عدد سكانها حوالي ١٨٠ ألف نسمة، ومركزها مدينة هاويل.
انحسار العرض
ويرجع انحسار العرض في المنطقة عموماً الى تدني الإقبال على بناء منازل جديدة، حيث يرجح الخبراء ألا تتجاوز تصاريح البناء بنهاية آب (أغسطس) المقبل حاجز ٣٠٠٠ وحدة سكنية جديدة، في حين أن المنطقة كانت تشهد بناء حوالي ١٠ آلاف منزل جديد سنوياً على مدى العقود الأربعة الماضية.
وهناك سبب آخر أدى الى تراجع العرض في سوق مترو ديترويت العقاري، وهو حقيقة أن أسعار المنازل لم تتعاف بالكامل ولا يزال ٢١ بالمئة من مالكي المنازل في المنطقة يعانون من أعباء قروض سكنية تفوق قيمتها أسعار منازلهم – على الرغم من أن تلك النسبة شهدت انخفاضاً مضطرداً في السنوات الثلاث الماضية.
ومن المتوقع أن تنخفض نسبة «الغارقين» بالديون العقارية في العام المقبل، مما قد يرفع مستويات العرض مرة أخرى، غير أن هذا التوجه لا يزال مستبعداً حتى نهاية العام الجاري مما سيدفع الأسعار الى مزيد من الارتفاع.
Leave a Reply