كتب ديفيد إغناشيوس مقالاً نشرته صحيفة “واشنطن بوست” تحت عنوان “أسلوب متزن لمعاقبة إيران”، استهله بقوله إن الدبلوماسي الأميركي المتقاعد دوغلاس بال لخص الإنتقاد الساخر للعقوبات الاقتصادية بقوله “دائماً ما تحقق العقوبات الهدف الأساسي منها، وهو شعور الدول التي فرضتها بالرضا”. في الوقت نفسه تحاول الإدارة الأميركية فرض جولة جديدة من عقوبات الأمم المتحدة على إيران حتى تحقق ما هو أكثر من الشعور بالرضا. فالهدف الطموح، حسب قول أحد المسؤولين بالإدارة، هو “وقف العائد الذي يمول برامج إيران النووية والصاروخية”. ويضيف أحد الدبلوماسيين في التحالف الأميركي الدولي لفرض عقوبات جديدة على إيران قائلاً “سنضغط بقوة على إيران قدر المستطاع”، حيث سيستهدف قرار العقوبات قوات الحرس الثوري الإيراني ومجموعة الشركات التابعة له والتي تقدر الولايات المتحدة أنها تمثل نحو ثلث الاقتصاد الإيراني. ويوضح الكاتب أن خطوط الشحن بالجمهورية الإسلامية الإيرانية قد تكون أحد أهداف جولة العقوبات الجديدة، وهناك أيضاً شركة “خاتم الأنبياء” العقارية التابعة للحرس الثوري، والتي تضم شبكة من الشركات التابعة لها وتتولى عمليات البنية التحتية في إيران. ويوضح الكاتب أن إدارة أوباما تتحاول إستقطاب تأييد الصين، إذ أن بكين تستورد من إيران نحو 540 ألف برميل نفط يومياً، ولهذا حاولت السعودية والإمارات إقناع الصين بإستعدادهما لسد أي عجز في إمدادات النفط بعد فرض العقوبات. والإمارات بدأت بالفعل زيادة شحناتها اليومية من النفط إلى الصين من 50 ألف برميل يومياً إلى 200 ألف بنهاية العام. بل إن الإمارات تعرض زيادة حجم صادراتها من النفط إلى الصين خلال السنوات القادمة ليصل إلى 500 ألف برميل يومياً، وهو ما يوازي حجم الصادرات الإيرانية إلى الصين. ثم يختتم الكاتب المقال بقوله إن براعة إدارة أوباما هي وضع خطة للعقوبات تضر الحكومة الإيرانية دوناً عن الشعب، وهذا ما يجعل الإدارة تعارض عرض الكونغرس بفرض عقوبات على واردات إيران من منتجات النفط المكرر، وهو ما سيضر بالشعب وليس الحكومة. ومن ثم، فإن أهم سؤال في السياسة الخارجية الأميركية لعام 2010 هو ما طرحته دول الخليج العربي: ما هي خطة الإدارة الأميركية إذا فشلت العقوبات؟
Leave a Reply