زينة جعفر – «صدى الوطن»
شهدت مدينة كانتون مؤخراً افتتاح أحدث وأكبر فروع سلسة متاجر «أسواق الرضا» )بابايا) التي أُسسها رجل الأعمال العربي الأميركي خليل سعد عام 1998، والتي بات لديها خمسة متاجر في كل من ديترويت وديربورن وديربورن هايتس، إلى جانب كانتون التي تضم مجتمعاً عربياً متنامياً.
ويأتي المتجر الجديد، الكائن على العنوان: 6463 نورث كانتون سنتر، استجابة للتغيرات الديموغرافية للمدينة التي تقع في منتصف المسافة بين مدينتي ديترويت وآناربر، والتي يسكنها زهاء 98 ألف نسمة.
وتعتبر كانتون من أسرع المجتمعات نمواً في ولاية ميشيغن، حيث تدرجت من قرية زراعية تضم قرابة خمسة آلاف نسمة عام 1960 إلى عاشر أكبر مدينة في ولاية ميشيغن من حيث عدد السكان، وقد شكلت –خلال السنوات المنصرمة– إحدى الوجهات المفضلة للأسر العربية التي نزحت غرباً إلى خارج منطقة الديربورنين بحثاً عن حياة أكثر هناءة وأقل صخباً، وتفادياً لبعض السلبيات مثل المشاكل المرورية وارتفاع الضرائب وغلاء العقارات.
وترافق انتقال آلاف الأسر العربية، ولاسيما العائلات الشابة، مع انتشار المطاعم والمقاهي والمحال والمؤسسات الخدمية لتأمين احتياجات المجتمع العربي الجديد، وتوفير المزايا التي كانت توفرها لهم منطقة ديربورن، ما شكل عوامل جذب إضافية لمزيد من الراغبين بتغيير أماكن إقامتهم خارج مناطق «العجقة» والاكتظاظ السكاني.
وأفاد مالك «أسواق الرضا»، خليل سعد، بأن افتتاح فرع كانتون يأتي بعد 21 عاماً من إطلاق متجره الأول، الكائن على شارع وورن بمدينة ديترويت في عام 2002، والذي افتتحه بعد أربع سنوات من وصوله إلى الولايات المتحدة عام 1998.
خليل سعد: إرضاء زبائننا ورد الجميل للمجتمع على رأس أولوياتنا
وعلى شاكلة المتاجر الأربعة في الديربورنين وديترويت، يوفر المتجر الجديد كافة أنواع الخضار والفواكه الطازجة واللحوم الحلال، كما يضمّ مخبزاً ومطبخاً، إلى جانب البقالة والمواد الغذائية المستوردة من كافة أنحاء العالم، لاسيما بلدان الشرق الأوسط، مثل لبنان والسعودية والأردن وتركيا ومصر، وكذلك الهند وأندونيسيا في وسط آسيا، حيث تتميز مدينة كانتون باحتوائها على جالية كبيرة من السكان المتحدرين من أصول آسيوية.
واستذكر سعد لـ«صدى الوطن» أيام تأسيس المتجر الأول، لافتاً إلى أنه وجد محلاً معروضاً للإيجار أثناء زيارته لأحد المطابع المحلية من أجل طباعة لافتة حول عيد الفطر السعيد. وقال سعد: «كنت وقتذاك قد قصدت خلال شهر رمضان مطبعة تقع بالقرب من حدود ديربورن مع ديترويت من أجل طباعة لافتة للعيد، ورأيت في الجهة المقابلة محلاً معروضاً للإيجار، فذهبت إليه، وعرّفت صاحبه على نفسي، ثم قدّمت عرضاً، وهكذا حصلت على المتجر الذي لا يزال مفتوحاً حتى الآن».
وأوضح سعد بأن متاجر «بابايا» تتميز عن الأسواق الأخرى بتقديم خيارات فريدة، وأخرى حصرية، لا يمكن الحصول عليها من أية متاجر أخرى في ولاية ميشيغن، مؤكداً أن افتتاح الفرع الخامس يندرج ضمن توفير البضائع والمنتجات للمجتمع العربي المتنامي في مدينة كانتون، بأجود الخدمات وأفضل الأسعار.
وقال سعد إن متجر «بابايا» في كانتون يوفر مكاناً قريباً للعرب والشرق أوسطيين للحصول على المنتجات الطازجة ومواد البقالة الأصلية من دون الاضطرار إلى قطع مسافات طويلة للتسوق، مضيفاً: «إن ما نتطلع إليه هو خدمة زبائننا وتلبية طلباتهم.. أريد لهم أن يكونوا سعداء»، مضيفاً: «آمل أن نستمر في العطاء أكثر، وأن تكون خدماتنا عند حسن ظن الناس».
وإضافة إلى «أسواق الرضا»، يمتلك سعد، شركة بيع بالجملة، باسم «سعد للتجارة»، وهي شركة تمتلك مخزنين في ولاية ميشيغن وتصدّر السلع والبضائع إلى كافة الولايات الأميركية، بحسب سعد الذي أردف بأن المنتجات –التي يتم استيرادها من جميع أنحاء العالم– يتم تخزينها في المستودعين قبل أن يتم شحنها إلى العملاء والزبائن عبر الولايات المتحدة، مؤكداً بأن «سعد للتجارة» تسوّق سلعاً حصرية «لا يمكن الحصول عليها من أي مصدر آخر بأميركا».
ولفت سعد إلى أهمية «رد الجميل» للمجتمع، ومدّ يد العون للفقراء والمحتاجين، وقال «هذا الأمر في غاية الأهمية بالنسبة لي، لأنه يوجد هنالك دائماً أشخاص بحاجة إلى المساعدة»، وقال إنه لا يتوانى عن فعل الخير ومساعدة المعوزين والمنكوبين، ليس فقط داخل المجتمع المحلي، وإنما كذلك لأصحاب الحاجة في خارج الولايات المتحدة.
وأشار سعد إلى أنه شارك في الفترة الأخيرة بالتبرع بالأغذية والمنتجات الأخرى للسوريين المتضررين من الزلزال الذي ضرب شرق المتوسط في شباط )فبراير) المنصرم. وقال: «أعتقد بأنه عندما يفتح الله باباً أمامك، فتكون لديك المفاتيح لفتح الباب أمام الآخرين الذين قد يكون بعضهم في أمس الحاجة للمساعدة».
Leave a Reply