تايلور – خاص “صدى الوطن”
بلغت الدورة الشتوية اليمنية الثامنة أمتارها الأخيرة مع تأهل فريقين اثنين الى نهائي بطولة الكأس بعد أن كان درع البطولة من نصيب “سبورتنغ ميشيغن”.
وفي نصف نهائي الكأس، الذي أقيم الأسبوع الماضي على ملاعب مدينة تايلور المغلقة، فرض “أشبال اليمن” نفسه رقماً صعباً في معادلة فرق الطليعة العربية في هذه الدورة، فبعد أن أحرز الفريق درع بطولة الدرجة الثانية على حساب “فيوتشر ستارز بي” عاد وأقصى مخضرميه من “شباب اليمن” (الفريق الأول) من نصف نهائي الكأس بمباراة أشبه بملحمة كروية أخرجت “الشبابيين” من مولد هذه الدورة بلا حمص بعد سقوطهم في نهائي الدوري أمام “سبورتنغ ميشيغن” وخسارتهم اللقب. وكرس “الأشبال” نفسه عقدة كبيرة لـ”شباب اليمن” بعد أن أخرجه العام الماضي من نفس الدور.
وفي سير المباراة، كانت بداية نارية لـ”أشبال اليمن” توجها بتقدم مريح بهدفين لصفر بتوقيع حسين ناصر في الدقيقة السابعة وأويس الدعيس في الدقيقة العاشرة بتسديدة رائعة في المقص الأيمن للحارس علي الشبلاوي.
وحافظ “الأشبال” على سيطرته وتفنن لاعبوه في إهدار الفرص، فكان عبد الوهاب الجبري، الذي لطالما كان أبرز نجوم الفريق ومنقذه في أكثر من مناسبة، أشبه بعالة كبيرة على فريقه ففوت فرصة انهاء المباراة في شوطها الاول. ومع عدم تمكن “الأشبال” من استثمار السيطرة والفرص تمكن “الشبابيون” من استعادة زمام المبادرة ومحاصرة “الأشبال” في منطقتهم لتعلن الدقيقة ٢٥ عن هدف تقليص الفارق عبر قدم فواز المنصوب بتسديدة قوية لينتهي الشوط الاول بتقدم “الاشبال” ٢-١.
الشوط الثاني جاء مغايراً تماماً حيث تسيد “شباب اليمن” المباراة وسجل اسماعيل ناصر هدف التعادل في الدقيقة الخامسة، لتتوالى الفرص “الشبابية” وتُهدر بطريقة غريبة. ومع اشتداد حماس المبارة تغاضى الحكم عن طرد حارس “الأشبال” علي جيلان بعد عرقلته اسماعيل ناصر خارج المنطقة عندما كان يهم بالتسديد.
وبين ضغط “شبابي” وضياع “الأشبال” ارتكب إبراهيم ناصر خطأ مكلفاً عندما خسر الكرة في الدقيقة ٢١ في وسط الملعب فخطفها عبد الوهاب الجبري ويسدد في المرمى محرزا هدف الحسم والفوز الغالي لفريقه، وهو بذلك عوّض ضعف مستواه في المباراة بتأهيل فريقه للنهائي وانتهت المباراة بفوز مهم جدا “للأشبال” على “شبابهم” في اعادة لسيناريو الموسم الماضي، مع العلم أن الفريقين ينتميان للمؤسسة الرياضية اليمنية المنظمة للدورة.
“فيوتشر ستارز أي” – “أليغانت تاتش” ٦-٢
في المقلب الآخر من نصف النهائي، فرض المنطق نفسه في المباراة التي جمعت فريقي “فيوتشر ستارز أي” و”أليغانت تاتش”. فقد كان الموعد محموما بمباراة حامل لقب كأس النسخة الماضية “فيوتشر ستارز” بمواجهة “أليغانت” الذي يؤدي لاعبوه مبارياتهم معتمدين على الخبرة على حساب اللياقة البدنية.
ودخل “فيوتشر ستارز” اللقاء وهو يمنّي النفس بالتأهل الى النهائي للمرة الثانية على التوالي والفرصة متاحة أمامه بتواجد فريق محدود الإمكانيات كـ”أليغانت تاتش” الذي وصل الى هذه المرحلة بعد تغيب “سبورتنغ ميشيغن” عن ملاقاته في الدور ربع النهائي. وبدوره كان “أليغانت تاتش” يطمح الى تحقيق المفاجأة وبلوغ النهائي ولم يكن امامه سوى خطوة واحدة وهي إقصاء فريق مدينة هامترامك “فيوتشر ستارز”.
وأمام الطموحين بدأت المباراة عامرة بالندية والجهد من كلا الجانبين حيث ترجم “فيوتشر” سطوته على دقائق المباراة الأولى بهدف في الدقيقة العاشرة بقدم نجم الاسبوع عمر فارع، وكاد “أليغانت” أن يعادل بعد ذلك إثر تسديدة من حسن هاشم ارتطمت بالقائم وارتدت اليه وعندما حاول ايداعها الشباك تعرض لعرقلة واضحة لكنها لم تقنع الحكم باحتساب ركلة جزاء فأمر بمتابعة اللعب وحرمه “أليغانت” من فرصة ذهبية لتعديل النتيجة.
لكن عزيمة “أليغانت” لم تلِن، وما عجز عنه حسن هاشم فعله علي صبرا عندما اطلق تسديدة قوية عادل بها النتيجة في الدقيقة ١٣. وتابع “أليغانت” صحوته فسدد ربيع مزهر كرة خطيرة اصطدمت بالدفاع وغيرت اتجاهها ولكن يقظة الحارس منعت هدف التقدم في الدقيقة ١٨.
وبعكس المجريات التي صبت لصالح “أليغانت” أخطأ مدافعه معين سلامة في وسط الملعب وفقد الكرة لتتحول الى مرتدة استثمرها عمر فارع مجدداً ليسجل الهدف الثاني له ولفريقه ٢-١. وبعدها بدقيقتين تفرج لاعبو “أليغانت” على سلسلة تمريرات للاعبي “فيوتشر” توجها بليغ الجهمي هدفا ثالثا ٣-١ لينتهي الشوط الاول على هذه النتيجة.
وما ميز هذا الشوط هو غياب التفاهم بين حارس “أليغانت” وخط دفاعه الذي كان يلوم لاعبوه الحارس محمد نصار على الأهداف التي تلقتها شباكه رغم أنه لا يتحمل مسؤولية اي هدف مطلقاً، بل جاءت الأهداف نتيجة عدم تفاهم لاعبي خط الدفاع ورمي مسؤولية قطع الكرات على بعضهم البعض.
الشوط الثاني جاء حماسياً من قبل “أليغانت” الذي نزل الملعب بروحية قتالية فأمطر منافسه بوابل من التسديدات وقف الحظ والتكتل الدفاعي لـ”فيوتشر” أمامها سداً منيعاً حال دون تعديل النتيجة. ومن طبيعة اللعبة أن من لا يسجل الأهداف يتلقى الأهداف، وهذا بالفعل ما ترجمه “فيوتشر” واقعاً، ومن تسديدة لعبد القوي عبدالله قابلها حبيب غانم بركبتيه في المرمى ليسجل هدف فريقه الرابع في الدقيقة العاشرة من الشوط الثاني. وحاول “أليغانت” الدخول مجدداً بأجواء المنافسة فسجل ربيع مزهر هدفاً ثانياً لفريقه في الدقيقة ١٨ لتصبح النتيجة ٤-٢. ولكن خطأ آخر ارتكبه معين سلامة بإبعاد الكرة أنهى آمال “أليغانت” عملياً بعد أن خطف عبد القوي الهدف الخامس في الدقيقة ٢١، ليتبعه بعد ذلك عمر فارع بالهدف السادس لفريقه والثالث له لتنتهي المباراة بتأهل “فيوتشر” الى النهائي للمرة الثانية على التوالي.
وقد هنأ رئيس المؤسسة الرياضية اليمنية محمد ناصر التريادي (أبو طارق) الفريقين بتأهلهما للنهائي وتمنّى عليهما أن يكون النهائي على قدر أهمية الحدث مشدداً على ضرورة “تحلي اللاعبين بالروح الرياضية وان يحترموا بعضهم البعض وقرارات الحكم”. وناشد “أبو طارق” الجمهور أن يلتزم التشجيع الحضاري وعدم تجاوز القوانين أو النزول الى ارض الملعب عندما تنتهي المباراة لاسيما إذا انتهى الوقت الأصلي بالتعادل حيث أن ضربات الترجيح ستُجرى مباشرة بعد صافرة النهاية، وطلب من الجمهور الالتزام بالامكنة المخصصة له.
وسينطلق لقاء نهائي الكأس عند التاسعة من مساء السبت القادم (٧ نيسان/أبريل) يسبقه الترتيبات واستقبال الضيوف والحضور الرسمي. وسيقام بعد المباراة حفل توزيع الجوائز وتتويج بطل الكأس.
وتكتسب المباراة المرتقبة أهمية كبيرة بالنسبة للفريقين حيث ستكون كلاكيت مرة ثانية في اعادة لنهائي الموسم الماضي حيث يحدو الأمل “الأشبال” لتعويض خسارتهم في الموسم الماضي، ورفع الكأس للمرة الاولى في حين أن “فيوتشر ستارز” لن يفرط بفرصة الحفاظ على لقبه واضافة اسمه عليه للمرة الثانية.
Leave a Reply