ديترويت – أكد عدد من أصحاب المطاعم في ميشيغن رفضهم لتمديد الإغلاق المؤقت الذي فرضته وزارة الصحة لمنع تفشي وباء كورونا، محذرين من أنهم قد يعيدون فتح أعمالهم بعد انتهاء مهلة الأسابيع الثلاثة، بغض النظر عما إذا قررت حكومة الولاية تمديدها لفترة إضافية.
وكانت وزارة الصحة في إدارة الحاكمة غريتشن ويتمر قد منعت المطاعم والحانات في الولاية من استضافة الزبائن في الأماكن المغلقة لمدة ثلاثة أسابيع تنتهي في الثامن من كانون الأول (ديسمبر) الجاري.
وفي تحرك جماعي، جاء ضمن مبادرة من صاحبي مجموعة «فيكاري» المالكة لسلسة مطاعم «أنديامو» الإيطالية و«جو موير» للمأكولات البحرية وغيرها، إلى الاجتماع لتباحث سبل الرد على تمديد الإغلاق.
وقال الزوجان جو وروزالي فيكاري في رسالة مفتوحة لأصحاب المطاعم في منطقة ديترويت الكبرى: «نتوقع أن تعلن الحاكمة، في 6 ديسمبر، عن تمديد الإغلاق حتى نهاية العام الحالي، ولكننا بأي حال سنعيد فتح مطاعمنا في 9 ديسمبر».
وأوضح الزوجان في رسالتهما إلى أصحاب المطاعم المتضررين، بأن الاجتماع سيجري بحضور محامين لتباحث أفضل الخيارات الممكنة لإنقاذ القطاع الذي بات على شفير الانهيار، مؤكدين على ضرورة التوحد لمجابهة القرار المجحف بحقهم.
وكان عدد من أصحاب المطاعم والحانات في أنحاء ميشيغن قد رفضوا الالتزام بقرار وزارة الصحة القاضي بمنع خدمة الزبائن في الأماكن المغلقة، واقتصار الخدمة على الطلبيات الخارجية والتوصيلات فقط.
وخلال الأسبوعين الماضيين، قامت سلطات الولاية بتحرير مخالفات وغرامات بحق العديد من تلك المؤسسات التجارية، بينها ثلاث حانات تم تجريدها من تراخيص بيع الكحول.
ويشكو هؤلاء من أن استمرار الإغلاق قد يؤدي إلى إفلاس مصالحهم التجارية التي تعتمد على المبيعات يوماً بيوم لسداد الفواتير المترتبة عليها، فضلاً عن اضطرارهم إلى تسريح موظفيهم مجدداً بعد فترة وجيزة من استعادتهم عقب الإغلاق الأولي الذي فرضته الحاكمة ويتمر لعدة أشهر في آذار (مارس) الماضي لمنع انتشار وباء كورونا.
وكان اجتماع أصحاب المطاعم، مقرراً في صالة «أنديامو» بمدينة وورن، إلا أن المخاوف من ازدحام المكان وسط مخاطر كورونا، دفعت الزوجين فيكاري إلى تحويله إلى اجتماع افتراضي عبر الإنترنت.
وخلال الاجتماع الذي انعقد عبر تطبيق «زووم» مساء الخميس الماضي بمشاركة عدد من أصحاب المطاعم والخبراء القانونيين، قال جو فيكاري: «أنا لا أريد أن نعصي أوامر الحكومة، لأن هذا موقف خاسر، لكن علينا إيجاد سبل للتواصل مع لانسنغ والسلطات الصحية، لإعادة فتح مطاعمنا»، موضحاً أنه اضطر إلى تسريح 700 موظف من مطاعمه الـ22.
وطلب فيكاري من أصحاب المطاعم المشاركين في الاجتماع، ملء استبيان إلكتروني حول أوضاعهم الحالية وأفضل السبل لإعادة فتح أعمالهم. وأضاف «أنا أتألم بشدة لكنني في النهاية أقول لزملائي من أصحاب المطاعم ألا يعصوا القرار الحكومي لأن ذلك سيؤدي إلى إقفال أعمالكم، وهذا سيكلفكم المزيد من المال».
بدوره، قال المستشار المالي باتريك أوكيف ، لصحيفة «ديترويت نيوز» إن التحرك الجماعي لأصحاب المطاعم وقرارهم بالتواصل مباشرة مع حكومة لانسنغ «خطوة جيدة»، مشيراً إلى أن علاقة الحاكمة ويتمر مع «جمعية المطاعم والفنادق في ميشيغن» التي عادة ما تقوم بتمثيل مصالح القطاع «مضطربة»، و«لذلك ربما يكون من الجيد أن يجتمع هؤلاء ويحاولوا إسماع أصواتهم».
فشل دعوى
وبالتوازي مع تحرك أصحاب المطاعم تقدمت «جمعية المطاعم والفنادق في ميشيغن» بدعوى قضائية ضد وزير الصحة روبرت غوردون، أمام المحكمة الفدرالية بمدينة غراند رابيدز، حيث قال محامو الجمعية إن قرار الإغلاق المؤقت «غير دستوري» و«منافٍ للعلم»، في حين أكدت الوزارة على أن قرارها يحظى بدعم «جمعية المستشفيات في ميشيغن»، مشيرة إلى أنها «تتفهم ألم الإغلاق» لكنها «لن تسمح بتفشي الوباء أكثر».
وردّ الزوجان فيكاري على موقف الوزارة بالقول: «مراكز التسوق مزدحمة… والصالات الرياضية وصالونات الحلاقة والمتاجر مكتظة أيضاً، لكن المطاعم مغلقة ونحن لا نفهم السبب».
وفي قرار شكل صفعة لأصحاب المطاعم رفض القاضي الفدرالي، بول مالوني –يوم الأربعاء الماضي– إسقاط قرار وزارة الصحة بمنع خدمة الزبائن في الأماكن المغلقة، مشيراً إلى أن الطرف المدعي لم يظهر أدلة كافية تستوجب إلغاء القرار فدرالياً.
وفي تعليق على قرار القاضي مالوني، قال رئيس «جمعية المطاعم والفنادق في ميشيغن»، جاستين وينسلو، إنه شعر بخيبة أمل من الحكم، مؤكداً أن محاميي الجمعية سيركزون جهودهم حالياً على منع تمديد الإغلاق إلى ما بعد 8 ديسمبر الجاري.
ودعا وينسلو وزير الصحة إلى تقديم بيانات واضحة ومحددة لتبرير الإغلاق المستمر للمطاعم في جميع أنحاء الولاية»، لافتاً إلى أن «الافتراضات والتعميمات لن تكون كافية ولا ينبغي التسامح معها بعد الآن، نظراً إلى الخسائر الكبيرة التي لحقت بالمطاعم بسبب الإغلاق الثاني هذا العام».
وفي مؤتمر صحفي عقدته يوم الثلاثاء الماضي، لم تكشف حاكمة الولاية، غريتشن ويتمر، عما إذا كانت تعتزم تمديد الإغلاق لفترة إضافية في ظل الارتفاع المستمر لوتيرة الإصابات اليومية بفيروس «كوفيد–19».
وبحلول يوم الخميس 3 ديسمبر، بلغ إجمالي عدد إصابات كورونا في ميشيغن 380,343 حالة، من بينها 9,580 حالة وفاة.
Leave a Reply