ديترويت
وجه أكثر من 150 طبيباً كلدانياً أميركياً من مختلف الاختصاصات، رسالةً مفتوحة باللغتين العربية والإنكليزية إلى أبناء المجتمع الكلداني في منطقة ديترويت الكبرى لحثهم على التطعيم ضد فيروس «كوفيد–19»، في ظل امتناع جزء كبير منهم عن تناول اللقاح.
وقالت الرسالة: «على مدار عام ونصف، كان الكثیر منا في الخطوط الأمامیة لمكافحة وباء كوفید–19. مع كل موجة، نواصل العمل بلا تعب أو ملل للحفاظ على صحة وسلامة مجتمعنا. أصیب الكثیر منا بمرض كوفید–19. عندما لم یُسمح للزوار في دخول مستشفیاتنا، كنا هناك ممسكین بأیدي أحبائكم خلال لحظاتهم الأخیرة».
وأضافت: «عندما نخلع معاطفنا البیضاء، نعود إلى مجتمعنا الكلداني حیث نرتدي ملابس سوداء في كثیر من الأحیان. لقد فقدنا الأطفال والآباء والأجداد والأشقاء وأبناء العمومة والأصدقاء بسبب هذا الوباء».
وأكد موقعو الرسالة أن «التطعيم هو الحل»، لافتين إلى أنهم جميعاً قد تلقوا اللقاح الذي وصفوه بأنه «آمن وفعال».
وفي تصريح لوسائل الإعلام المحلية، قالت الدكتورة رينا دايزا، أخصائية طب الأسرة في مستشفيات «هنري فورد»، إن الأطباء الذين وقعوا الرسالة، يشهدون يومياً تسجيل إصابات جديدة بفيروس كورونا بين أبناء المجتمع المحلي الذي عانى بشدة من الوباء، «ولا يزال يفعل ذلك بسبب التردد إزاء تناول اللقاح»، مشيرة إلى أن ذلك يرجع بالدرجة الأولى إلى المعلومات المضللة التي تنشر على مواقع الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي.
وقالت الرسالة: «لسوء الحظ، المعلومات الخاطئة معدیة أكثر من الفیروس. على هذا النحو، لا یزال مرضانا وأحباؤنا یموتون من أسباب یمكن الوقایة منها».
كما أقرّت دايزا التي كتبت نص الرسالة بالاشتراك مع طبيبة الأطفال، منى حنا عتيشا، بأن المعتقدات الدينية الكاثوليكية تحول أيضاً دون إقبال الكثيرين من أبناء المجتمع الكلداني على تناول اللقاح الذي تم تطويره من خلال أبحاث استخدمت فيها الخلايا الجذعية لأجنة مجهضة، علماً بأن الفاتيكان قد اعتبر حصول الكاثوليك على لقاحات كورونا أمراً «مقبولاً أخلاقياً»، بما في ذلك اللقاحات التي طورت باستخدام خلايا الأجنة.
وأشارت رسالة الأطباء الكلدان إلى أن البابا فرنسيس –نفسه– قد أخذ اللقاح واعتبر أن الحصول عليه هو «عمل ینمّ عن المحبة».
وفي الختام، حثت الرسالة الكلدان الأميركيين على التحدث مع أطبائهم للحصول على إجابات كافية ووافية على شكوكهم واستفساراتهم. وقال الموقعون: «نتفهم أن لدیك مخاوف ونشجعك على طرح الأسئلة والتحدث مع طبیبك». وأضافوا «نود أن نجلس معك، ونستمع إلیك، ونجیب على أسئلتك. نناشدك أنت وكل شخص مؤهل في عائلتك للحصول على اللقاح في أقرب وقت ممكن. إن مهمتنا لیست فقط الحفاظ على صحتك، ولكننا بصدق نهتم بك وبمجتمعنا الكلداني بأكمله».
Leave a Reply