متى سيأتي الدور على مسيحيي لبنان، بعدما تجاوزت المواقف والأحقاد خط الرجوع عن تنفيذ المجزرة القادمة؟
هذا السؤال سأله، أحد مذيعي برامج الفتنة والتفرقة والتحريض والتي تذاع بلا وازع أو رادع على الهواء مباشرة على مسامع العديد من المستمعين، هنا في ديربورن.
اغتنم ذلك المذيع اللميع، الفرصة بعدما حدث من تفجيرات في بغداد والاسكندرية، فقدم تحليلاً بصوته الفاقع والغليظ، يحذر مسيحيي لبنان من التفجير القادم، حسب قوله، لأنهم أكثر عرضة من أقرانهم في البلدان العربية، والسبب حسب تحليل ذلك المذيع الفظيع، كون المسيحيين في لبنان محاطين بعدة أعداء وليس عدواً واحداً: “عدوهم القديم سكان المخيمات الفلسطينية يتربصون بهم، والجهات السنية المتطرفة وسوريا وجماعة حزب الله. لهذا فإن السيوف مسلولة تنتظر الظرف الملائم لذبحهم وإسكات أصواتهم المعارضة”.
وختم المذيع تحذيره لمسيحيي لبنان “للاعتماد على أنفسهم لتوفير الحماية الذاتية عن طريق التشكيلات الأمنية والعسكرية”.
ليس تصحيحا لكلام المذيع، بل تعليقا على ما جاء في تحذيره لأهلنا وأصدقائنا في لبنان أقول له: إن المخيمات الفلسطينية يسكنها مواطنون فلسطينيون، يعيشون في اختناق وفقر إنساني، نتيجة نكبة، حلت بالشعب الفلسطيني نتيجة كلام وتقارير مثل كلامك وتحليلاتك كان ينقلها من يدعي العلم والتحضر في الشرق الى الغرب. ولعلمك، فإن المسيحيين هم من رحبوا وآووا أفواج النازحين من فلسطين الى لبنان، ليس محبة لهم وعطفا عليهم، بل مقابل أموال طائلة ذهبت الى جيوب الكبار منهم لرفاهية ستاتهم ودلاعة أبنائهم وبناء قصورهم ورفاهيتهم، وعندما انقلب السحر على الساحر، المنقذ للمسيحيين من الغوغائية والفلتان الأمني في مناطقهم، كان سوريا، وتحت غطائها ووجودها، وبموافقة المسيحيين والجهات السنية المتطرفة، كان يتم استنزاف موارد لبنان، وبعد أن كان درة الشرق، صار لبنان، عقدة العالم بأسره ومكسر عصا لكل من هب ودب.
زيادة واضافة الى معلومات ذلك المذيع، أقول له: إن جماعة حزب الله، كما نعتهم ازدراءاً في كلامه الأصفر مثل الحمى الصفراء المعدية، ليسوا أعداء المسيحيين، ولن يكونوا. فليطمئن قلبك وكل القلوب الممتلئة سوادا وتحريضا. ففي جنوب لبنان، عاش ويعيش المسيحيون والمسلمون في قرى وبلدات عديدة، ويواجهون عدوا واحدا هو اسرائيل. لم يفجر “حزب الله” الكنائس والمعابد المسيحية ولم يحرض عليهم المسلمون، ولم يشتم دينهم ويصادر عقيدتهم بل يعاملهم بكل احترام وصدق تماما كما قال إمامهم العظيم علي بن أبي طالب: “إخوانكم في الوطن ونظراؤكم في الخلق”.
في الختام أقول للمذيع “الغشيم” ولكل الأصوات التي يمولون ويقرأون بأصوات الفتنة والتفرقة، إن هذه الأصوات التي تبدو للسامع العادي وكأنهم يمثلون الطائفة المسيحية، ويدعون محبتها هي ذات أصوات التعصب والكره والشر، والتي نقرأها ونسمعها في كل وسائل الاعلام الغربي ذي الوجهة الصهيونية العدائية للشرق بكل فئاته. وللقارئ أقول المؤلم أن تُردد هذه الأصوات ممن تعتبرهم أهلك وجيرانك في الانتماء والمواطنة في بلدك الأصلي.
العجيب الغريب أن لا يحذر المذيع مسيحيي لبنان من اسرائيل، فهل اسرائيل هي حبيبة مسيحيي لبنان، وليست عدوهم؟
Leave a Reply