واشنطن – من المفترض أن يكون الهدف الرئيسي من أغاني مسلسل الدمى الشهير “شارع سمسم” تعليم الأطفال الألوان والكلمات، ولكن الحكومة الأميركية قررت استخدامها كوسيلة لتعذيب السجناء في معتقل غوانتنامو في كوبا، حسب فيلم وثائقي اسمه “أغاني الحرب”. وتم استخدام أغاني “شارع سمسم” من قبل القوات الأميركية، وإدارات السجون لتعذيب السجناء عبر إعادتها بشكل متواصل لساعات أو حتى أيام في آذان المعتقلين.
ويقول ملحن وكاتب أغاني “شارع سمسم” كريستوفر كيرف إنه صُدم لدى اكتشافه أن الحكومة الأميركية تستخدم أغانيه “الهادفة للخير” كوسيلة لتعذيب معتقلي غوانتنامو. ويضيف كيرف في الوثائقي الذي أنتجته شبكة “الجزيرة” انه لم يصدق في بادئ الأمر، قائلاً “لم تعجبني فكرة أنني أساعد على كسر إرادة السجناء، ولكن ما زاد الأمر سوءاً أنهم يستخدمون الموسيقى في غوانتنامو خلال التحقيقات، لإلحاق الأذى الدائم بالسجناء”.
وبحسب أحد الخبراء، فإن هذه الموسيقى تمنع المعتقل من التفكير وتجرده من كل أحاسيسه ليصبح مادة هشة في يد معتقِليه. كما قابل كيرف أحد معتقلي غوانتانامو الذي روى له بالتفصيل كيف يتم استخدام موسيقى صاخبة كـ”ميتاليكا”، وأغاني مارلين مانسون وبريتني سبيرز وغيرها للتعذيب، حيث يتم تشغيلها بصوت عالٍ لساعات طويلة. وفي بعض الأحيان لعدة أيام، إما عبر مكبرات الصوت أو عبر سماعات الرأس. ومن شأن تلك الموسيقى أن تترك أثراً نفسياً لدى السجناء، خصوصاً أن معظمهم لا يفهم اللغة الإنكليزية أو حتى الثقافة الغربية، فيصبح بالتالي غير قادر على التفكير أو النوم، ما يجعله ضحية سهلة للاستجواب.
وفي تقرير لقسم الخدمات الطبية في وكالة الاستخبارات الأميركية بعنوان “دليل لوسائل التحقيق”، يتم التركيز على وسائل تعذيب لا تترك أثراً مادياً أو جسدياً على المعتقلين، ومن بينها الموسيقى المرتفعة جداً على مدى 18 ساعة متواصلة.
وهذه ليست المرة الأولى التي تستخدم فيها أغاني “شارع سمسم” لتعذيب السجناء. ففي العام 2003، لجأ الجيش الأميركي إلى تلك الموسيقى ضد السجناء العراقيين وكذلك في المعتقلات الأميركية في كابول.
Leave a Reply