أفرحتني، انا الأميركي الاردني تلك المعلومات الموثقة والمفصلة والحقائق الايجابية لانجازات التوعية والتوجيه والارشاد والتغيير الى الافضل التي تعيشها شريحة الشبيبة والاحداث المحرومين في عدد من المناطق الاردنية، هذه الانجازات التي نقلها الى مجتمع الجالية العربية الاميركية الدكتور كيرت رودس مؤسس ورئيس منظمة «كويست سكوب» العاملة في عدد من المجتمعات العربية والتي تتخذ من العاصمة عمان مقراً رئيسيا لها. الدكتور رودس جاء الى ولاية ميشيغن تلبية لدعوة من الناشطة العربية الاميركية البروفسور جوديت حداد الباحثة والمحاضرة في جامعة اوكلاند في ميشيغن، والقى محاضرة استمع اليها اكثر من مئة من شخصيات الجالية الاميركية السورية تقدمهم قنصل سوريا العام في ديترويت د. ناجي أروشان، هذه الشخصيات التي تدعم توسيع مشاريع وبرامج منظمة «كوست سكوب» لتصل الى المدن والقرى السورية. كما شارك جمع من طلبة وطالبات جامعتي ميشيغن واوكلاند في الاستماع للمحاضرة والنقاش الذي تبع عن كيفية دعم العرب الاميركيين لهذه المنظمة الانسانية. وقد اورد المحاضر جملة من الحقائق التي تضع النظامين التعليمي والاجتماعي في الاردن في مرتبات متقدمة جداً مقارنة مع الانظمة المثيلة لها في الدول العربية واثنى على المعاهد التعليمية الاردنية ومنها الجامعة الاردنية واربع جامعات اخريات وفرت أكثر من 2500من المتطوعين المرشدين لتوعية وتثقيف الاحداث والاطفالالمعرضين لخطر الضياع في عدد من المناطق الاردنية واعادة تأهيلهم. افرحتني رعاية منظمة «كويست سكوب» لاكثر من 120الف طفل من اطفال العراق المشردين من وطنهم ومدنهم وقراهم ممن يحملون في ذاكرتهم تفاصيل ابشع مأساة انسانية عرفها التاريخ.افرحتني مواقف قيادات الجالية الاميركية السورية الذين تدارسوا عقب المحاضرة ظهر السبت الماضي كيفية تقديم يد العون والمساعدة لمنظمة «كويست سكوب».افرحتني واحزنتني في آن معا صراحة وعفوية وخيبة امل الطالبة العربية الاميركية ابنة الثامنة عشرة عاما المولودة في اميركا والتي ترعرعت في بيت رباها على حقيقة مفادها ان العرب السوريين واللبنانيين والاردنيين والفلسطينيين والعراقيين والمصريين هم امة واحدة ذات رسالة خالدة، لكنها وفي اول زيارة لها لمسقط رأس العائلة اكتشفت ان الامة ممزقة، ولا سبيل لجمعها!افرحتني رؤية جيلين من العرب الاميركيين، جيل المهنيين من الاطباء والمهندسين والمحامين ورجال الدين واصحاب الاعمال المتعددة من الجالية الاميركية السورية وجيل الطلبة الذين بدأوا للتو رحلة اكتشاف آفاق المستقبل، يتحاورون ويتناقشون وتداخلوا بعضهم مع البعض الاخر في اجواء ايجابية من الفهم والثقة والاحترام اداروا حوارا حضاريا قل مثيله بين جيلين.. بدأ بابتسامات ثقة وفرح واختتم بعد ثلاث ساعات متواصلة بسيل من المعلومات وكثير من المعرفة وفيض من الامل..!
Leave a Reply