مينيابوليس – تعرض العديد من النشطاء الأميركيين المناصرين للقضية الفلسطينية والمقاومة في لبنان للاعتقال والاستجواب خلال الأسبوع الماضي من قبل أجهزة الأمن الأميركية بتهم الدعم المادي لمنظمات تعتبرها واشنطن إرهابية. وقام مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) بعمليات الاعتقال في أربعة ولايات أميركية هي ميشيغن ومينيسوتا وإلينوي ونورث كارولاينا على خلفية دعم المشتبهين (حوالي ١٠ أشخاص) يقدمون الدعم المادي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ومتمردي القوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك)، و”حزب الله” وهي مجموعات تعتبرها الولايات المتحدة منظمات إرهابية.
واستعرض موقع “الجزيرة نت” باللغة الإنكليزية قصة تريسي مولم التي خضعت شقتها في مينيابوليس لتفتيش دقيق من قبل الأمن الأميركي بتهمة تقديم الدعم المادي لمنظمة إرهابية، وذلك على الرغم من أنها “تجد صعوبة بالغة في أحيان كثيرة في دفع إيجار شقتها تلك”.
وتشير مذكرات التوقيف إلى أن المحققين يعتقدون أن مولم -التي كانت قد زارت الأراضي الفلسطينية- وما لا يقل عن سبعة ناشطين آخرين من “لجنة مينيسوتا المناهضة للحرب”، وغيرها من الجماعات، يقدمون الدعم المادي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ومتمردي “فارك”.
وفي تصريح “للجزيرة” تقول مولم “افتراضي أن وسائل الدعم المادي تعني المال والسلاح، لكنهم (أي رجال الشرطة) لم يفسروا أي شيء”، وتضيف “أعتقد أن ما يبتغيه أولئك هو أنهم يحاولون تخويف كل من يتضامن مع شعبي فلسطين وكولومبيا”.
وقد استدعي نشطاء من مينيابوليس وشيكاغو للمثول أمام هيئة محلفين كبرى في تشرين الأول (أكتوبر)، بعد مداهمات منسقة قامت بها الشرطة في 24 أيلول (سبتمبر) الماضي.
وعلى الرغم من عمليات التفتيش ومصادرة أجهزة الكمبيوتر ودفاتر الشيكات والهواتف المحمولة والوثائق والصور الفوتوغرافية، فإن مولم والنشطاء الآخرين لم يتهموا بارتكاب جريمة.
وبحسب رويدن رايس، أحد وكلاء مكتب التحقيقات الفدرالي في شيكاغو فإن “التحقيقات أجريت وفقا لمذكرة صادرة عن قاض فدرالي”. وأضاف أنه لم تجر حتى الآن أي اعتقالات أو توجيه تهم فيما يتعلق بهذه التحقيقات. وأدى ذلك بالنشطاء إلى القول إن تلك التحقيقات لا تعدو كونها وسيلة لاستهداف الأميركيين الذين يعترضون على سياسة حكومتهم الخارجية.
وكان قد تظاهر أكثر من مائتي شخص في مدينة مينيابوليس يوم الاثنين الماضي شجبا لعمليات المداهمة وفقا لصحيفة “مينيسوتا” اليومية، في حين احتشد ما لا يقل عن 100 شخص في شيكاغو الثلاثاء الماضي لدعم النشطاء المناهضين للحرب. ومن المقرر تسيير المزيد من المظاهرات في مدن أميركية أخرى.
وينفي رايس بشدة أن يكون مكتب التحقيقات الفدرالي يحقق مع أي شخص أو مجموعة بسبب آرائها السياسية. ويضيف “نحقق في الادعاءات بأن القانون الجنائي الفدرالي قد انتهك”.
Leave a Reply