واشنطن - كشف مدير مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) جيمس كومي، الأربعاء الماضي، أن هناك مئات التحقيقات الجارية فـي الولايات الأميركية الـ50 حول مخططات إرهابية محتملة مستوحاة من تنظيم «داعش» الإرهابي الذي «يستخدم مواقع التواصل الاجتماعي والاتصالات المشفّرة وحملة دعاية منتجة بشكل بارع لتجنيد أتباع حول العالم» بحسب كومي.
وأوضح أن ذلك يشكل تحدياً رئيسياً أمام المحققين، الذين كثيرا ما يجدون أنفسهم عاجزين عن التقدم فـي عملهم حتى عندما تكون لديهم تصريحات قضائية تسمح لهم بالوصول إلى الأجهزة المعنية.
لكن كومي أعرب عن ثقته فـي أن تعمل أجهزة إنفاذ القانون وشركات التكنولوجيا جنباً إلى جنب لحل المشكلة دون المساس بخصوصية الأفراد. وأردف قائلا «لن نخرّب الإنترنت ولن تُعرّض حياة الناس للخطر». وأكد كومي من جهة أخرى، عدم وجود أدلة تثبت انتماء منفذيْ هجوم سان برناردينو بداية الشهر الجاري، إلى خلية إرهابية أو أنهما كانا على اتصال بجماعات مسلحة فـي الخارج.
وقال إن الزوجين سيد فاروق وتاشفـين مالك أعربا عن تأييدهما «للجهاد والشهادة» فـي اتصالات خاصة، لكنهما لم يكشفا ذلك عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
الفرق بين «القاعدة» و«داعش»
من جهة ثانية، قارن كومي بين «القاعدة» و«داعش» وقال فـي هذا الصدد إن «تنظيم القاعدة كان نموذجاً مختلفاً جداً عن التهديد الذي نواجهه اليوم». وأوضح أن «القاعدة» كانت تسعى إلى شن هجمات كبيرة تستهدف مناطق وطنية حيوية مثل مدينة نيويورك، مشيراً إلى أنها ركزت على اعتداءات تستخدم فـيها طائرات فضلا عن أنها اعتمدت على عملاء يتم اختيارهم بعناية فائقة. وأردف قائلا إن الكثيرين فـي مجال مكافحة الإرهاب، اعتمدوا على ذلك النموذج فـي محاربة الإرهاب، لأن زعيم القاعدة السابق أسامة بن لادن وخلفه أيمن الظواهري كانا يركزان، على الأقل خلال السنوات الـ10 التي أعقبت هجمات 11 من أيلول (سبتمبر)، على أن أي هجوم على نطاق صغير سيكون بمثابة إقرار بضعف التنظيم.
وقال كومي إن تلك الثقافة التي كانت سائدة عند
«القاعدة»، استمرت إلى حين صعود ما بات يعرف بتنظيم «داعش» إلى الواجهة. وتابع أن النموذج المتبع من «القاعدة»
تغير قبل سنتين، وأصبح «داعش» يسعى إلى تنفـيذ هجمات صغيرة فـي مختلف أنحاء العالم بدل الاعتماد على هجمات ضخمة ومعقدة.
إغلاق مدارس ومراكز تسوق
وجاءت تصريحات كومي بعد تلقي عدة هيئات تعليمية أميركية بينها مدينة نيويورك ولوس أنجليس رسائل إلكترونية تحتوي تهديدات أدت إلى إغلاق مدارس عمومية بها.
حيث تم إغلاق أكثر من 1500 مدرسة فـي مدينة لوس أنجليس، بسبب رسالة «خادعة».
وقامت قوات الأمن بتفتيش 1531 مدرسة دون أن تعثر على شيء، وهو ما دفع السلطات إلى اعتبار التهديدات «خدعة».
وتلقت سلطات لوس أنجليس انتقادات من طرف مسؤولين فدراليين بسبب تعاملها «المبالغ فـيه» مع التهديدات، واستدلوا بتجاهل سلطات نيويورك لتهديدات مماثلة وصلت إليها، وأكدوا أن الذين أصدروها كانوا يسعون لنشر البلبلة والتأثير على الوضع العادي للمدينة.
وأفاد المشرف على مدارس المدينة بأنه تلقى رسالة تهديد بالبريد الإلكتروني تصف مخططاً لتفجير ثلاث مدارس على الأقل، مضيفا أن الرسالة ذكرت «حقائب المدارس» وغيرها من الأدوات.
وفـي السياق، أجلت السلطات آلاف المتسوقين من مراكز تجارية فـي ثلاث ولايات أميركية على الأقل، يوم السبت الماضي، بعد أن عطلت تحذيرات مكتوبة على جدران الحمامات أو الخوف من وجود قنابل يوماً من أكثر أيام السنة ازدحاما خلال فترة التسوق بمناسبة الأعياد.
وتقع المراكز التجارية فـي ولايات فلوريدا ونيو جيرزي ونيو مكسيكو وأُعيد فتحها بعد عدم العثور على متفجرات.
Leave a Reply