احتلت المركز الرابع أميركياً خلف كاليفورنيا ونيويورك وأوهايو
ديترويت – كشف تقرير لصحيفة «ديترويت فري برس» عن زيادة كبيرة في جرائم الكراهية المبلغ عنها في ميشيغن خلال العام 2016، وذلك بنسبة تفوق بكثير، الزيادة المسجلة في الفترة نفسها على الصعيد الوطني، وفق إحصاءات مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي).
وقفزت حوادث الكراهية المبلغ عنها في ميشيغن بنسبة 29.1 بالمئة، من 309 حوادث في العام ٢٠١٥ إلى 399 العام الماضي، لتحتل ميشيغن بذلك المرتبة الرابعة بين الولايات الأميركية في عدد جرائم الكراهية المبلغ عنها.
فيما زادت جرائم الكراهية في عموم الولايات المتحدة بنسبة ٤.٦ بالمئة، من 5850 حادثاً في العام ٢٠١٥ إلى 6121 في العام ٢٠١٦، بحسب بيانات «أف بي آي».
وجاءت كاليفورنيا (٤٠ مليون نسمة) في صدارة الولايات التي شهدت حوادث كراهية حيث تم تسجيل 931 حادثاً العام الماضي، تليها نيويورك بـ595، وأوهايو بـ442، ثم ميشيغن في المركز الرابع. فيما حلت ماساتشوستس خامسة بـ391 حادثاً، تليها ولاية واشنطن (غرب) بـ387 حادثاً.
ارتفاع مقلق
وأثار حلول ميشيغن في المركز قلق الحقوقيين نظراً لأن الولاية هي عاشر أكبر الولايات الأميركية من حيث عدد السكان (9.9 مليون شخص). ونقلت «ديترويت فري برس» عن حقوقيين تأكيدهم أن العدد الفعلي لجرائم الكراهية قد يكون أعلى من العدد المبلغ عنه لأن بعض وكالات إنفاذ القانون غالباً ما لا تبلغ مكتب التحقيقات الفدرالي بحوادث الكراهية، مشيرين إلى أن انتخاب الرئيس دونالد ترامب في تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١٦، أدى إلى ارتفاع كبير في عدد حوادث الكراهية في ميشيغن، كما في سائر أنحاء الولايات المتحدة.
وقد يكون سبب ارتفاع البلاغات في ميشيغن، بحسب «فري برس»، إلى وجود شبكة من المنظمات الحقوقية التي توفر الدعم لضحايا الكراهية وتنشر الوعي بشأن ضرورة الإبلاغ عن حوادث التمييز العنصري، وفق ما نقلت الصحيفة عن الناشطة العربية الأميركية رشيدة طليب.
كما أن ميشيغن من أكثر الولايات الأميركية تفاعلاً مع جهود «أف بي آي» لإحصاء جرائم الكراهية، بعد ولاية كاليفورنيا، علماً بأن القانون لا يلزم دوائر الشرطة المحلية بالإبلاغ عن جرائم الكراهية لمكتب التحقيقات الفدرالي.
ومن جهة أخرى، يشكك آخرون بصدقية الكثير من جرائم الكراهية التي تم الإبلاغ عنها، لاسيما وأنه نادراً ما تتم ملاحقة متهمين بهذه الحوادث، وقد تبين زيف بعضها، ومن بينها حوادث في «جامعة ميشيغن-آناربر» و«إيسترن ميشيغن» إضافة إلى تهديدات وردت إلى مراكز ومعابد يهودية في ميشيغن وولايات أخرى.
وجرائم الكراهية هي تلك المدفوعة بالتمييز الديني أو العرقي أو الميول أو الهوية الجنسية أو الإعاقة.
وكان الأميركيون من أصل أفريقي أكبر ضحية على الصعيد الوطني، إذ يشكلون أكثر بقليل من نصف جميع أهداف جرائم الكراهية العرقية، في حين شكل اليهود والمسلمون أكبر ضحايا الكراهية الدينية.
ومن أصل 399 حادثة كراهية تم الإبلاغ عنها في ميشيغن عام 2016، كانت 282 حادثة مرتبطة بالكراهية العرقية أو الإثنية، و47 بالدين، و59 بالميول الجنسية، و6 بالإعاقة، و5 بسبب الهوية الجنسية.
بين مدن ميشيغن، شهدت ديترويت وقوع ٣٢ جريمة كراهية في ٢٠١٦، مقابل ١٦ في فلنت، و١٤ في ديربورن، و١٠ في وورن، و٩ في وست بلومفيلد، و٧ في هايلاند بارك، و٦ في إنكستر، و٥ في هامترامك.
المدارس
وفي مطلع العام الجاري، قالت دائرة الحقوق المدنية في ميشيغن إنها تلقت زيادة حادة في بلاغات حوادث الكراهية بعد انتخابات الرئاسة، حيث تم تسجيل نحو 90 حادثة كراهية في الولاية بين 9 تشرين الثاني (نوفمبر) وحتى نهاية كانون الثاني (يناير) 2017، وقد وقع ما يقرب من نصفها في المدارس المتوسطة والثانوية، بحسب أغوستين أربولو، رئيس دائرة الحقوق المدنية في الولاية.
وقال أربولو لـ«فري برس» إن العام الدراسي 2016-2017، شهد ارتفاعاً كبيراً في عدد حوادث الكراهية والتمييز العنصري التي استهدفت الطلاب الضعفاء في أنحاء الولاية، وخاصة بعد الانتخابات الرئاسية»، لافتاً إلى أن «الطلاب الضحايا كانوا بشكل أساسي من الملونين والمهاجرين والمعوّقين ومثليي الميول الجنسية».
وتوصلت دائرة الحقوق إلى أن معظم حوادث الكراهية وقعت في مدارس يشكل الطلاب البيض أكثر من ٩٠ بالمئة منها، في مناطق تعليمية تقع في ضواح تقطنها الطبقة الوسطى أو الثرية. وحدث أغلبها في الصفوف 6 إلى 12.
Leave a Reply