واشنطن
مع اقتراب نهاية العام 2021، وعلى الرغم من استمرار حملة التطعيم في ميشيغن وعموم الولايات المتحدة، يخيم وباء كورونا بمتحوره الجديد –«أوميكرون»– على احتفالات رأس السنة الثانية على التوالي، وسط امتناع السلطات الفدرالية والمحلية هذه المرة، عن فرض أي قيود عامة لمكافحة الفيروس، والاكتفاء بالحض على أخذ الجرعات المعززة من اللقاحات المعتمدة، فضلاً عن التبشير بخيار جديد للتداوي من مرض «كوفيد–19» عقب الموافقة على نوعين من الحبوب العلاجية.
وأجازت إدارة الغذاء والدواء الأميركية (أف دي أي)، الأربعاء الماضي، الاستخدام الطارئ للأقراص المضادة لـ«كوفيد–19» من مختبرات «فايزر»، للمرضى المعرضين لخطر عال والذين يبلغون 12 عاماً وما فوق، في خطوة مهمة على صعيد مكافحة الوباء يمكن أن تسمح لملايين المصابين بالحصول على العلاج.
وهذا العلاج التي تسوقه «فايزر» باسم «باكسلوفيد»، هو عبارة عن حبتين تؤخذان مرتين يومياً لمدة خمسة أيام من تاريخ تشخيص المرض، ولخمسة أيام بعد ظهور الأعراض، وفق «أف دي أي».
ويعول الخبراء على أن تساهم هذه الحبوب في خفض حالات الاستشفاء والوفيات لدى المعرضين للخطر بنسبة تناهز 90 بالمئة إذا تناولوها خلال الأيام الأولى بعد ظهور الأعراض وفقاً للتجارب السريرية التي شارك فيها نحو 2,200 شخص.
وفي اليوم التالي، تمت الموافقة على العقار الجديد «مولنوبيرافير»، من إنتاج شركة «ميرك»، والذي ثبت أنه يخفض الوفيات والحالات التي تستدعي الاستشفاء بنسبة 30 بالمئة لدى المعرضين لخطر كبير. ورغم الانتقادات التي واجهها «مولنوبيرافير» بسبب «فعاليته المتواضعة ومخاطر السلامة المحتملة»، إلا أن بعض الخبراء يرون أن أداة أخرى ستكون مفيدة، خصوصاً مع انتشار متحور «أوميكرون» المقاوم للعلاجات الرئيسية الأخرى.
ويتزامن التصريح بحبوب «فايزر» و«ميرك» مع تزايد عدد الإصابات بكورونا في كل أنحاء الولايات المتحدة، مدفوعاً بمتحور «أوميكرون»، الأشد عدوى حتى الآن.
وسعى الرئيس جو بايدن، الثلاثاء الماضي، إلى طمأنة الأميركيين بشأن قدرة بلادهم على التصدي للتفشي المتسارع للمتحوّر «أوميكرون»، الذي بات مهيمنا في الولايات المتحدة.
وقال بايدن إن الأوضاع تثير القلق حيال أوميكرون»، لكنّه شدد على ضرورة «عدم الهلع»، مؤكداً أن الأوضاع حالياً «مغايرة» لما كانت عليه في آذار (مارس) 2020، رغم أن معدل الإصابات والوفيات أعلى بكثير مما كان عليه حينها.
وأشار الرئيس الأميركي إلى وجود «ثلاثة اختلافات رئيسية» حالية مقارنة بمرحلة بداية الجائحة، أولها توافر اللقاحات، ولكن أيضاً وفرة معدات الحماية الشخصية لمقدمي الرعاية الذين يتعين عليهم التعامل مع تدفق الأشخاص غير الملقحين إلى المستشفيات، فضلاً عن وجود المعرفة المتراكمة حول هذا الفيروس.
ورغم ذلك، حرص بايدن على تحذير أولئك الذين لم يتلقوا تطعيمهم بالكامل، قائلاً إن لديهم «سبباً وجيهاً للقلق»، مشدداً على أن التطعيم يشكّل «واجبهم الوطني».
وفي إطار جهود إدارته، قال بايدن إن السلطات الفدرالية ستوفر 500 مليون فحص بالمجان وستفرز ألف طبيب وممرض عسكري لمساعدة المستشفيات في علاج المرضى.
ومثّل «أوميكرون» 73.2 بالمئة من الإصابات الجديدة في الولايات المتحدة خلال الأسبوع المنتهي في 18 ديسمبر حسب بيانات نشرتها السلطات الصحية الأميركية مؤخراً. غير أن السلطات في ميشيغن لم ترصد حتى الآن سوى بضعة إصابات بالمتحور الجديد.
والولايات المتحدة هي أكثر البلدان تضرراً في العالم مع تسجيلها أكثر من 815 ألف وفاة، بينهم 26,376 في ولاية ميشيغن.
Leave a Reply