ديربورن – خاص “صدى الوطن”
تحت عنوان “أطفالنا مستقبلنا، اتخذ موقفاً!” ضد العنف المنزلي، أقام المركز العربي للخدمات الإقتصادية والإجتماعية (أكسس) الحفل السنوي السادس في قاعة “بيبلوس” في مدينة ديربورن مساء الجمعة الماضي الواقع في 20 كانون الثاني (يناير). وتمحور الاحتفال حول تأثير العنف المنزلي على الأطفال الذين يشهدون العنف في أسرتهم، وعن دور الجالية العربية الأميركية في رفع مستوى الوعي للحد من هذه الظاهرة المتفشية.
ولاقى الحفل اقبالا حاشداً بحيث اجتذب 500 مشارك في حين ان الحضور في السنة الماضية لم يتخط الـ300. كما تضمن الحفل مشاركة حية لبعض ضحايا العنف، الذين حاولوا عن طريق سرد رواياتهم كسر جدار الصمت والتكتم الذي لطالما واكب هذه الحالات نتيجة الخوف من الإسقاطات والتنميط الإجتماعي.
وكان تنظيم الحفل بمشاركة مدعومة من قبل “التحالف الأميركي العربي ضد العنف المنزلي والجنسي” و”برنامج واحة الأمان لضحايا الجريمة” في مركز “أكسس”. ويساعد الاحتفال السنوي لـ”أكسس” في جمع التبرعات المالية لمساعدة ضحايا العنف المنزلي .
شارك حسن برادا معاناته مع العنف المنزلي، أمام المئات من الحاضرين، في محاولة لمساعدة الآخرين ممن عاشوا ويعيشون معاناته الى القول “كفى”. ويقول: “نحاول قدر الإمكان إخفاء حقيقة انتمائنا الى عائلات متزعزعة تخلق لنا معاناة مؤلمة وآسرة”.
وساعدت “أكسس” حسن وعائلته على وقف دوامة العنف، وتسعى الى مساعدة العديد من العائلات الأخرى التي ستكون ممنونة للمركز ووكالاته.
من ناحيته، أشار المدير المسؤول عن مركز البحوث الإجتماعية في “أكسس” الدكتور عدنان حماد الى دراسات خاصة قام بها المركز، أظهرت أن الأطفال وخصوصا الذكور منهم الذين يشهدون العنف المنزلي هم عرضة الى ممارسة العنف مع شركائهم أو مع أطفال آخرين. كما أن النسبة الأكبر من الرجال الذين يضربون زوجاتهم، كانوا في مرحلة من المراحل السابقة عرضة للعنف هم أنفسهم. وأضاف حماد: “إن الأطفال الذين يعيشون العنف المنزلي، يعانون من مشاكل عاطفية وسلوكية وهم معرضون بشكل أساس الى الرسوب في المدرسة والتعرض الى العنف أيضاً”.
وكانت الإعلامية في قناة “دبليو أكس واي زي” كاروليون كليفورد عريفة احتفال “أكسس” لهذه السنة كما في السنين الماضية. فمعاناة أمها مع العنف المنزلي منذ 20 سنة، جعل من كليفورد شاهدة حية، وتقول: “أمي هي مثلي الاعلى، ولذلك أشارك قصة حياتها ومعاناتها مع الآخرين. ونتيجة لهذه المعاناة، تعلمت أنه علينا جميعاً أن نعمل معاً كي نضع حداً لمعاناة الكثيرين، ومشاركة تجاربنا مع الآخرين من أجل بث الوعي في الأوساط المجتمعية المختلفة”.
كما اعتبرت المنسقة العامة لبرنامج الوقاية من العنف المنزلي في “أكسس” منى فروخ، والتي كانت إحدى ضحايا العنف المنزلي ولجأت الى “أكسس” طلبا للمساعدة، أن أكثر الأمور المدمرة الناتجة عن العنف المنزلي هي خسارة الارادة الشخصية والثقة بالنفس وحب الذات. كما تجد فروخ في العنف المنزلي تجريد للإنسان من قيمه وتقديره لذاته. وشكرت فروخ “أكسس” على دعمها لقضيتها الإنسانية ومساعدة العديدين على الاستمرار في الحياة.
وفي هذا السياق، تحدثت المشرفة على برنامج ضحايا الجريمة في “أكسس” منى مكي، والتي تعنى بقضايا العنف والاضطهاد ضد الأطفال ومنها العنف الجنسي والإغتصاب وجرائم الكره والسرقات وغيرها، عن التحديات التي يواجهها البرنامج. وقالت: “لقد منح البرنامج مساعدة لـ93 ضحية في الثلاثة أشهر الماضية”. وأضافت: “أعتبر كل الضحايا الناجين أبطال، ومن واجبات البرنامج مساعدة هؤلاء على تخطي حاجز الخوف ورفع الصوت عاليا لوقف العنف”.
وروت مكي قصة إحدى الضحايا التي لجأت الى “أكسس” طلباً للمساعدة، وكانت تعاني من كسور في الفخذ والحوض والأصابع وخلع الورك والركبة. وهي أم لثلاثة أولاد عاطلين عن العمل ومشردين، وتعيش اليوم في موتيل وهي بحاجة ماسة الى دعم مادي طارئ ودعم قانوني.
أما المتحدثة الرئيسية للحفل، قاضي القسم العائلي في محكمة مقاطعة واين كاثلين مكارثي، فقد شاركت معاناتها كطفلة ترعرعت في أسرة كانت تتعرض فيها أمها للعنف الأسري، وقالت: “عندما كان أبي يتعدى على أمي بالضرب المبرح، كنت وأخوتي نهلع الى غرفنا ونسمع صراخها المؤلم”. وكان والدها، المخمور عادةً، يلوم أمها على الضرب الذي كانت تتلقاه منه بحجة أنها كانت السبب. وتضيف: “كنت أذهب الى المدرسة وفي قلبي خوف دائم من أنني سأعود الى البيت لأجد أمي مقتولة أو أن أجد أبي قد رحل عنا دون أن يترك أي دعم مادي”.
ومعاناة مكارثي أعطتها القوة والدفع كي تحقق ذاتها وتستقل ماديا ومعنويا كي تساعد من هم ضحايا العنف المنزلي.
للمزيد من المعلومات وللمشاركة الرجاء الإتصال بالمنسقة العامة لبرنامج الوقاية من العنف المنزلي في “أكسس” منى فروخ على الرقم التالي: 313.318.5881
Leave a Reply