ديترويت – بعد ستة أشهر على هزيمتهم الانتخابية المفاجئة في ميشيغن الخريف المنصرم، اجتمع أكثر من ١٣٠٠ ديمقراطي في مركز «كوبو» وسط ديترويت، يوم السبت الماضي، في إطار مساعي الحزب لتوحيد صفوفه والحدّ من تراجع شعبيته بالولاية التي لطالما صبغت باللون الأزرق في السباقات الوطنية.
وحثّ النائب في الكونغرس الأميركي كيث أليسون (عن مينيسوتا) جميع الديمقراطيين على ضرورة تنحية الخلافات الحزبية جانباً استعداداً للمواجهة الانتخابية القادمة عام ٢٠١٨، ومنعاً لتكرار انتكاسة انتخابات ٢٠١٦ التي حسمها الجمهوري دونالد ترامب لصالحه على حساب منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون.
أليسون الذي تم تعيينه نائباً للجنة الوطنية للحزب الديمقراطي بعد خسارته الانتخابات الحزبية أمام وزير العمل السابق توم بيريز في شباط (فبراير) الماضي، كان المتحدث الرئيسي في الاحتفال الحزبي السنوي بإرث وتاريخ الحركة العمالية في ميشيغن.
ويرى المراقبون أن خسارة ديمقراطيي ميشيغن في انتخابات تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، جاءت نتيجة تراجع شعبية الحزب في أوساط الطبقات العاملة وانخفاض إقبال الأقليات على التصويت لصالحهم، إضافة إلى امتعاض قواعد الليبراليين والتقدميين من انحياز مؤسسة الحزب لصالح كلينتون على حساب منافسها اليساري السناتور عن ولاية فيرمونت بيرني ساندرز خلال الانتخابات التمهيدية لرئاسيات 2016.
إعادة بناء
وفي كلمته التي استمرت 15 دقيقة، قال أليسون «تعلمون جميعاً أن الأمور لم تسر بالطريقة التي خططنا لها في انتخابات نوفمبر» لافتاً إلى أن الديمقراطيين لم يخسروا فقط انتخابات الرئاسة، بل فقدوا أيضاً عدداً من مقاعدهم في الكونغرس الأميركي حيث عزّز الجمهوريون أغلبيتهم في مجلسي النواب والشيوخ.
وقد أكد أليسون، وهو أول أميركي مسلم ينتخب للكونغرس، على ضرورة تركيز الحزب هذه السنة على الانتخابات المحلية على مستوى البلديات والمقاطعات والقضاء، إلى جانب إجراء «عملية إعادة بناء أساسية» استعداداً لانتخابات الكونغرس النصفية عام 2018.
وكشف أليسون أن الحزب يعتزم هذا الصيف تكثيف نشاطاته الميدانية في جميع أنحاء ولاية ميشيغن عبر «طرق الأبواب والتحدث إلى الناس في المدن والضواحي وكذلك المشاركات في لقاءات قدامى المحاربين وأقبية الكنائس».
وبالمناسبة العمالية، أثنى أليسون الذي يمثل التيار الليبرالي في الحزب، على دور النقابات، المعروفة تقليدياً بتأييدها للديمقراطيين، بكونها ساهمت في تحسين مستوى معيشة العمال وجعلهم من أبناء الطبقة الوسطى بعد عقود من النضال.
وأطلق أليسون صرخة، مناشداً النقابات للالتفاف حول الحزب قائلاً «علينا أن نصلح الأمر يا رفاق»، لأنه «عندما لا يفوز الديمقراطيون، فإن أموراً سيئة ستحدث لأناس طيبين».
ودعا السياسي المولود في ديترويت، الديمقراطيين للنضال من أجل الحصول على «أجور صالحة للعيش»، وليس فقط «الحد الأدنى» للأجور.
وحدة الحزب
وعن موضوع الانقسام الحزبي، أكد أليسون، الذي كان من مؤيدي ساندرز في سباق الرئاسة، أن صداقته الشخصية برئيس الحزب الحالي توم بيريز لم تتأثر بالمنافسة المحتدمة على رئاسة الحزب في شباط الماضي، والتي انتهت بخسارة أليسون في الجولة الثانية من التصويت.
وأضاف أنه لا يهتم اليوم على الإطلاق «ما إذا كان فلان من أنصاري أو من أنصار بيريز أو كلينتون أو ساندرز»، مؤكداً أن «وقت الوحدة هو الآن»، وأن «الحركة» الجديدة في الحزب هي «حركة الوحدة».
وشكلت نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة في ميشيغن، نكسة مفاجئة للديمقراطيين حيث فاز ترامب بفارق تجاوز ١٠ آلاف صوت على منافسته هيلاري كلينتون، وهي المرة الأولى التي يخسر فيها مرشح الديمقراطيين للرئاسة الأميركية أصوات الولاية منذ ثمانينات القرن الماضي.
كما يسيطر الجمهوريون في ميشيغن على جميع المناصب التنفيذية (الحاكم، المدعي العام وسكرتاريا الولاية) والأغلبية في مجلسي نواب وشيوخ الولاية، إضافة إلى الأغلبية في محكمة ميشيغن العليا.
وكذلك يسيطر الجمهوريون على تسعة مقاعد من حصة الولاية في مجلس النواب الأميركي مقابل خمسة للديمقراطيين، الذين مازالوا يحتفظون بمقعدي ميشيغن في مجلس الشيوخ الأميركي، وقد يفقدون أحدهما في انتخابات ٢٠١٨، حيث سيخوض الحزبان منافسة محتدمة على مقعد السناتور الحالية ديبي ستابينو التي تتولى المنصب منذ العام ٢٠٠١.
وأقر أليسون بأن الحزب الديمقراطي اليوم بحاجة ماسة إلى تلميع صورته في ميشيغن بعد الانتكاسات الانتخابية المتكررة، مضيفاً بأنه «علينا أن نحسن صورتنا ونعيد بناءها.. فمن منكم فخور بأنه ديمقراطي اليوم؟.. أنا كذلك.. فلا تقدم الأعذار لأحد لكونك ديمقراطياً».
وتخللت الاحتفال كلمات لكل من السناتور ستابينو وعميد الكونغرس الأميركي النائب جون كونيرز، ورئيس الحزب الديمقراطي في ميشيغن براندون ديلون.
Leave a Reply