خيبة أمل .. وتأكيد على مواصلة مسيرة النهوض
أعلنت شركة «أمازون» الخميس الماضي عن اختيار ٢٠ مدينة محتملة لاستضافة مقرها الرئيسي الثاني، وذلك بعد مراجعة ملفات ٢٣٨ مدينة، بينها ديترويت التي تم استبعادها من القائمة النهائية.
وستقوم شركة التجارة الإلكترونية العملاقة بإنفاق 5 مليارات دولار في المدينة التي سيقع الاختيار عليها لإقامة المقر الجديد، والذي من المتوقع أن يعمل فيه حوالي 50 ألف شخص بمتوسط أجور يقدر بمئة ألف دولار سنوياً.
وقالت هولي سيلفان، مدير إدارة السياسة العامة في «أمازون» إن اختيار المدن كان أمراً شاقاً، وإنه خلال هذه العملية «عرفنا الكثير عن العديد من التجمعات الجديدة في مختلف أنحاء أميركا الشمالية، والتي سيتم التفكير فيها كأماكن لاستثمارات البنية التحتية وتوفير الوظائف في المستقبل».
وأضافت سيلفان «أن الشركة وجهت الشكر إلى كل المدن التي شاركت في المنافسة في شهر سبتمبر الماضي للفوز بمقر الرئاسة الثاني».
أما المدن العشرين التي تم اختيارها فهي: أتلانتا (بوسطن) أوستن (تكساس)، بوسطن (ماساتشوستس)، شيكاغو (إيلينوي)، كولومبوس (أوهايو)، دالاس (تكساس)، دنفر (كولورادو)، إنديانابوليس (إنديانا)، لوس أنجليس (كاليفورنيا)، ميامي (فلوريدا)، مقاطعة مونتغومري (ماريلاند)، ناشفيل (تينيسي)، نيوارك (نيوجيرزي)، نيويورك (نيويورك)، نورذرن فيرجينيا (فيرجينيا)، فيلادلفيا (بنسلفانيا)، بيتسبرغ (بنسلفانيا)، رالي (نورث كارولاينا)، تورونتو (أونتاريو–كندا)، إضافة إلى العاصمة الأميركية واشنطن.
استبعاد ديترويت
وفي اتصال هاتفي أجرته الشركة مع المسؤولين عن ملف ديترويت، قالت «أمازون» إن قرارها باستبعاد المدينة من قائمة العشرين، مردّه الأساسي هو عدم توفر المواهب المطلوبة بالشكل الكافي.
ونقل ساندي باروا، الرئيس التنفيذي لغرفة ديترويت الإقليمية، عن أمازون قولها إن ديترويت «كادت» أن تكون من قائمة المدن العشرين.
وقال باروا الذي كان من بين متلقي الاتصال، «إن الإبداع والتعاون الإقليمي وجودة العرض والشراكة الدولية مع ويندزر (كندا) أكسبت المدينة علامات عالية جداً»، غير أن «أمازون» اشتكت بشكل رئيسي من عدم توفر المواهب الكافية في منطقة ديترويت. إذ تعاني ميشيغن – بحسب «أمازون»– من شحّ المواهب بسبب تدني مستوى التعليم المدرسي، إضافة إلى «نزيف الأدمغة»، حيث تنتقل المواهب ذات التحصيل العلمي العالي والتكنولوجي إلى ولايات أخرى بعد التخرج، إلى جانب معاناة منطقة ديترويت في جذب المواهب الجديدة والحفاظ عليها.
كما لفت باروا إلى أن غياب وسائل النقل العام في المنطقة انعكس سلباً على حظوظ ديترويت، ولكنه لم يكن السبب الرئيسي للرفض، وفق ما قاله لصحيفة «ديترويت فري برس».
وشدد باروا على أن ديترويت حققت الكثير من التقدم وحسنت سمعتها الوطنية بشكل كبير، غير أنه لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتوجب إنجازه للوصول بالمدينة إلى مستوى العالمية.
خيبة أمل
وأثار قرار «أمازون» خيبة أمل في ديترويت وعموم ميشيغن. وقد أصدر كل من حاكم الولاية ريك سنايدر ورئيس بلدية ديترويت مايك داغن، ورجل الأعمال البارز دان غيلبيرت الذي تولي رعاية ملف «أمازون»، بيانات أعربوا فيها عن ثقتهم بمواصلة مسيرة النهوض، رغم الشعور بالخيبة.
وتضمن ملف ديترويت إغراءات كبيرة من ضمنها توفير العقارات واليد العاملة بأسعار متدنية مقارنة بالمدن الكبرى الأخرى، إلى جانب تقديم إعفاءات ضريبية سخية من ولاية ميشيغن لمدة ثلاثة عقود.
وقال سنايدر: «إنه أمر مخيب للإمال ألا نرحب بمقر أمازون في ديترويت، ولكننا نقدر استثمارات أمازون وتوسعها المستمر في ميشيغن».
وأضاف «ملف ديترويت كان مذهلاً وجذب الاهتمام إلى المدينة من أنحاء العالم. وكولاية سنواصل ملاحقة هذا النوع من الفرص الثمينة».
وختم الحاكم الجمهوري بيانه بالقول «روح ميشيغن لا يمكن وقفها، وكذلك عودتنا للازدهار»، مؤكداً أن «هذا لن يرجعنا إلى الوراء، بل نسارع إلى الفرصة التالية، ونحن نعرف أنها هناك».
يشار إلى أن مدينة غراند رابيدز في غرب ميشيغن، كانت أيضاً من بين المدن التي تم رفضها من قبل «أمازون».
ومن جانبه، قال غيلبيرت الذي قاد الجهود لجذب «أمازون» إلى ديترويت، إنه «من الواضح أننا جميعاً نشعر بالخيبة» لكن «ذلك لن يحبطنا بأي طريقة أو شكل أو حال»، مشدداً على أن «ديترويت هي المدينة الأكثر إثارة في البلاد اليوم».
ويشار إلى أن مالك شركة «كويكن لونز» للإقراض العقاري، هو من أكبر المستثمرين في نهضة وسط ديترويت، وكان يتطلع لإقامة المقر الرئيسي الثاني لـ«أمازون» في الداونتاون.
أما رئيس البلدية، فشكر في بيان له تضافر الجهود بين المسؤولين الإقليميين والقطاع الخاص، معرباً عن فخره الكبير بالملف الذي تقدمت به ديترويت، واصفاً إياه بأنه «يقدم رؤية واضحة لمستقبل مدينتنا».
Leave a Reply