أعلنت شركة «أمازون» العملاقة في السابع من أيلول (سبتمبر) الجاري أنها ترغب في بناء مقر ثانٍ لها في أميركا الشمالية، لتثير على الفور منافسة حامية بين المدن الطامحة لجذب هذا الاستثمار الضخم الذي تقدر قيمته بخمسة مليارات دولار إلى جانب توفير ٠٥ ألف فرصة عمل جديدة في غضون ٥١ عاماً.
فقد سارعت ديترويت ومدن أخرى إلى الترشح للفوز بمشروع «أمازون»، الذي هو أشبه بمناقصة سوف تختار من خلالها الشركة الرائدة في مجال التجارة الإلكترونية، المدينة المضيفة وفق حزمة شروط محددة تم الإعلان عنها.
وقالت الشركة إنها تبحث عن موقع يكون بمنطقة حضرية يقطنها أكثر من مليون شخص وذات تنوع سكاني. كما تريد الشركة أن يكون الموقع بالقرب من مركز للمواصلات والطرق السريعة والجامعات ومطار دولي، وشبكتي اتصال خلوي وإنترنت جيدتين.
وأضافت أن العروض المحفزة التي ستقدمها الحكومات المحلية ستمثل عاملاً «جوهرياً» في اتخاذ القرار بشأن موقع المقر الثاني. وتضمنت الشروط أيضاً أن توفر بيئة صديقة للأعمال التجارية والمساحات العقارية المطلوبة.
وقال المدير التنفيذى لـ«أمازون»، جيف بيزوس، إن المقر سيكون «مساوياً تماماً» للمقر الأول الموجود في سياتل.
وأضاف «مقر أمازون الثاني سيحقق مليارات الدولارات في شكل استثمارات مبدأية ومستمرة، وسيوفر عشرات الآلاف من فرص العمل مرتفعة الأجور… نحن متحمسون لإيجاد مقر ثانٍ».
وقالت «أمازون» إن على المسؤولين المحليين إرسال عروضهم، بما في ذلك حزم العروض الاقتصادية التشجيعية، بحلول يوم 19 تشرين الأول (أكتوبر) من العام الجاري.
وتعتزم الشركة اختيار موقع مقرها الجديد في العام المقبل. ويرى محللون أن قرار بناء مقر ثان يلبي احتياجات النمو الكبير الذي حققته «أمازون»، وكذلك اتساع أنشطتها، التي تشمل الخدمات اللوجستية والبيع بالتجزئة وخدمات الإعلام والكمبيوتر السحابي.
حظوظ ديترويت
وأطلق مسؤولون من مدن، بينها ديترويت وتورونتو ودنفر وأوستن وماريلاند وشيكاغو وسانت لويس وميامي، تصريحات أفادت بأنهم يعتزمون محاولة الفوز باستضافة المقر الثاني للشركة والذي سيحمل اسم HQ2.
وقال ناطق باسم رئيس بلدية ديترويت مايك داغن، إن البلدية بدأت بتقييم إمكانية التقدم لطلب الاستضافة.
وقوبل ترشيح ديترويت بحماسة في الصحافة المحلية، لاسيما وأن المدينة تتوفر على جميع متطلبات «أمازون» كما أنها تشكل فرصة للشركة للحصول على العقارات المطلوبة بأقل الأسعار مقارنة بالمدن المنافسة، إضافة إلى موقع ديترويت الاستراتيجي على الحدود الكندية، حيث سيبدأ العمل على إنشاء جسرين دوليين جديدين عبر نهر ديترويت.
وقد نال ترشيح ديترويت غطاءاً من رجل الأعمال النافذ دان غيلبيرت، مؤسس ورئيس «روك فنتشرز» العقارية و«كويكن لونز» للقروض، وقال غيلبيرت في بيان إنه أطلق لجنة داخلية وخارجية لتقصّي فرص استضافة HQ2 في ديترويت. وأضاف «إننا في غاية الحماس ونحن نؤمن بأن لدى ديترويت فرصة قوية مع أمازون».
ووكل داغن، الأربعاء الماضي، غيلبيرت رسمياً لقيادة جهود ديترويت لجذب «أمازون» إلى المدينة.
كذلك انضمت «جامعة ميشيغن» إلى الأطراف الداعمة لترشيح ديترويت. وقال رئيس الجامعة مارك شليسل الاثنين الماضي إن المؤسسة التعليمية التي يترأسها هي الأكثر إنفاقاً على الأبحاث الجامعية في الولايات المتحدة (٤،١ مليار دولار)، واصفاً الجامعة بأنها عنصر جاذب لـ«أمازون».
وعلى الرغم من الحماس المحلي بشأن حظوظ ديترويت، إلا أن المراقبين على المستوى الوطني أعطوا الأفضلية لمدن مثل بوسطن ودالاس ودنفر وفينكس وتورونتو بحسب المصادر المتنوعة. وقد اعتبرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن دنفر هي المدينة الأوفر حظاً لاستضافة المقر الثاني لـ«أمازون».
وقالت الصحيفة إن الشروط التي وضعتها «أمازون» تشير إلى أنها تريد التواجد في منطقة تتمتع بنمط حياة مشابه لنمط حياة مدينة سياتل، التي يوجد فيها مقر شركات أخرى كبيرة مثل «ستاربكس» و«نوردستروم». غير أن مسار نهضة ديترويت وعودتها إلى سكة الازدهار والتبدلات الديموغرافية قد يجعل حظوظ المدينة وافرة لإقناع المسؤولين في «أمازون» باعتمادها مقراً ثانياً للشركة العملاقة.
ويذكر أن «أمازون» بصدد افتتاح مراكز توزيع لها في منطقة ديترويت الكبرى بمدن ليفونيا وروميلوس وهايزل بارك وبلدتي شيلبي وبراونزتاون.
Leave a Reply