المرشحة لعضوية المجلس التربوي في ديربورن
مع أن أكثر من نصف المرشحين لعضوية مجلس ديربورن التربوي من أصول عربية، إلا أن المرشحة اليمنية الأميركية آيمي (أمان) فدامة هي أول يمنية أميركية تترشح لمنصب عام في ولاية ميشيغن، بحسب ما رصدت «صدى الوطن».
وخارج الحسابات السياسية، يكتسب ترشح فدامة معاني اجتماعية بالغة الدلالة، إذ أنها تفتح الطريق أمام النساء اليمنيات لتحدي التقاليد والأعراف التي تحول دون انخراطهن في الحياة العامة.
وتخوض فدامة انتخابات 6 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، بمواجهة سبعة مرشحين على مقعدين مفتوحين لمدة ست سنوات، هم: العضو الحالي جيمس ثروب، إضافة إلى كل من العضو السابقة روكسان ماكدونالد، سينثيا باريللي، عادل معزب، بلال أمين، عفاف أحمد، وخليل الصغير.
تجدر الإشارة إلى وجود مقعد ثالث مفتوح لمدة سنتين، والمرشحة الوحيدة له، هي العضو الحالية في مجلس ديربورن التربوي ماري لاين.
ويشرف المجلس المؤلف من سبعة أعضاء على المدارس العامة في مدينة ديربورن إضافة إلى «كلية هنري فورد».
وفي حفل لجمع التبرعات، أقيم في مطعم «لا بيتا» بديربورن، في 10 أيلول (سبتمبر)، أكدت فدامة أن قرارها خوض سباق المجلس التربوي في المدينة، وفي ذهنها أنها أول يمنية أميركية تترشح لمنصب عام، على الرغم من التاريخ العريق للجالية اليمنية في ولاية ميشيغن.
وفي حديث مع «صدى الوطن»، أعربت عن حماستها لتحليها بـ«الشجاعة» للترشح، لكي «تمهد الطريق أمام سائر اليمنيات الأميركيات لخوض السباقات على المناصب العامة»، مشددة على أن دوافعها وراء قرار ترشحها تكمن في اهتمامها «بالأطفال والمدارس العامة في المدينة، وأهمية التعليم في تحديد مستقبلهم».
وأشارت إلى أنها ولدت ونشأت في مدينة ديربورن، وأنها رعت –مع زوجها الناشط وليد فدامة– عائلة مكونة من 8 بنات، 5 منهن أكملهن دراستهن في مدارس ديربورن العامة، وتابعهنَ دراستهن في «كلية هنري فورد»، فيما لا تزال الثلاث الأخريات يتابعن تعليمهن في مدارس ديربورن العامة.
وعزت ترشحها لعضوية مجلس ديربورن التربوي، بالقول: «أريد أن أرد الجميل لمجتمعي، وأن أكون منخرطة في حياة أطفاله»، مؤكدة «بالإضافة إلى امتناني للمنطقة التعليمية وما قدمته لأطفالي.. أريد أن أقدم للجيل القادم، ما قدمته المنطقة التعليمية لأطفالي».
ووصفت مدارس ديربورن العامة بأنها في «حالة جيدة»، وأن المجلس التربوي «على رأس كل شيء»، يرعى ويتابع جميع التفاصيل، مشيرة إلى أنها ترغب في جذب المزيد من الاهتمام «لتحسين البنية التحتية للمدارس بشكل يجعلها أماكن أكثر صحة وأماناً ويجعل الميزانية أكثر توازناً، ولتشجيع الأهالي على الانخراط في هيئات المدرسين وأولياء أمور الطلاب».
ولدى سؤالها عما إذا كانت تعتقد بأن مدارس المدينة آمنة بما فيه الكفاية، أجابت فدامة بأنه «يجب على المنطقة التعليمية زيادة استعدادها لمواجهة حوادث إطلاق النار، وأن تكون لديها خطط قوية لتفادي وقوع مثل هذه الحوادث التي تتكرر في العديد من المدارس بجميع أنحاء البلاد». وقالت: «أطفال أصحاء.. يعني تعليم صحي».
إشادات
وفي حفل جمع التبرعات، حيث كانت فدامة محاطة بحشد من مؤيديها الذين عرفوها كناشطة مجتمعية منذ ربع قرن، عن أملها في أن يصوّت الناخبون للمرشح الذي يهتم بالأطفال والمدارس والمدينة». وقالت: «أطفالنا هم مستقبلنا والمدارس لها تأثير كبير على حياتهم»، لافتة «لهذا السبب قررنا العيش في ديربورن في المقام الأول، وربيت بناتي وأرسلتهن إلى مدارس المدينة وأنا أعلم بأنهن سيتلقين تعليماً جيداً».
المرشح لعضوية «مجلس مفوضي مقاطعة وين» سام بيضون، وصف فدامة بأنها بترشحها «تصنع التاريخ، وتشجع على تمكين النساء في كل مكان»، وقال: «آيمي.. ستكون صوتاً قوياً لجميع الطلاب في منطقتنا».
من جانبه، أكد رئيس «الجمعية اليمنية الأميركية الخيرية» (يابا) علي بلعيد المكلاني على أنه حان الوقت لكي يكون للجالية اليمنية الأميركية تمثيل في مجلس ديربورن التربوي، خاصة و«أن حوالي 30 بالمئة من الطلاب هم من اليمنيين الأميركيين»، على حد تعبيره.
الناشط اليمني محمد علي صالح محمد، وهو من مناصري المرشحة اليمنية الأميركية، وصف فدامة بأنها «المرشح الأكثر صدقاً»، على الرغم من وفرة المرشحين العرب الأميركيين الذين ستظهر أسماؤهم على لائحة الاقتراع في تشرين الثاني (نوفمبر) القادم.
وأعرب عن شعوره بالفخر لترشح المزيد من العرب الأميركيين لمختلف السباقات، وفي مقدمتهم اليمنيون، ما يشكل طفرة هائلة وفرقاً كبيراً عن الفترة التي تخرج خلالها من المدرسة الثانوية في نهاية الثمانينات، حتى كان عدد الطلاب اليمنيين المسجلين في ثانويات ديربورن قليلاً للغاية.
وكان محمد واحداً من يمنيين اثنين تخرجا من «ثانوية فوردسون» في 1978، حيث كان اللبنانيون يشكلون في ذلك الوقت حوالي 10 بالمئة من مجمل طلاب المدرسة التي سجل فيها آنذاك ثمانية طلاب يمنيين فقط، وفقاً لمحمد.
وعندما عاد محمد من جولة خدمة في الجيش الأميركي امتدت لـ6 سنوات، كان والد أمان فدامة –الذي عمل في مصانع «فورد للسيارات» لمدة 45 عاماً– هو من استقبله في المطار، وقام بتعريفه على الجالية. وفي هذا السياق، قال: «والدها.. ساعد الكثير من الناس ووقف إلى جانبهم».
Leave a Reply