أديليد - أثبت تحليل لبقايا مائة مومياء وهيكل عظمي قديم يعود إلى 9000 سنة أن الأوروبيين الحاملين للأمراض هم الذين تسببوا فـي إبادة الأميركيين الأصليين.
وأكد فحص موسع للحمض النووي لهذا الشعب البدائي، التأثيرَ المدمر للاستعمار بعد وصول كريستوفر كولومبس إلى «العالم الجديد» فـي العام 1492.
وقد أعاد العلماء من جامعات «هارفرد» و«كاليفورنيا-سانتا كروز» تركيب التاريخ الوراثي لبقايا المومياوات التي كان من بينها المومياء الشهيرة المسماة «لادونسيلا» -أو البكر- وهي فتاة فـي سن المراهقة توفـيت قبل أكثر من 500 عام فـي طقوس التضحية وفق حضارة الإنكا، وقد عثر عليها عام ١٩٩٩ وهي جثة متجمدة فـي أعلى قمة لولايلاكو بجبال الأنديز فـي الأرجنتين.
وكشفت الدراسة غياباً واضحاً لجينات ما قبل كولومبوس فـي الأميركيين الأصليين الحديثين، وهو ما يبيّن انقراض هذه الأنساب مع وصول الإسبان.
وعلق أحد الباحثين المشاركين فـي الدراسة، وهو باستيان لاماس من «جامعة أديليد» الأسترالية على ذلك بأن «هذا الانفصال لم يكن متوقعاً تماماً، لذلك درسنا العديد من السيناريوهات الديمغرافـية فـي محاولة لتفسير هذا النمط. والسيناريو الوحيد الذي يتوافق مع ملاحظاتنا هو أن الأمر حدث بعد وقت قصير من الاستعمار الأولي. وهذا يضاهي كثيرا التقارير التاريخية لانهيار ديمغرافـي هام حدث مباشرة بعد وصول الإسبان فـي أواخر القرن الرابع عشر».
وتشير دراسة سابقة إلى أن نحو 95 بالمئة من الأميركيين الأصليين (نحو 19 مليون شخص) قتلتهم الأمراض الأوروبية التي حملها معهم المستعمرون.
يشار إلى أن اللوم ألقي على الأوروبيين القادمين من خلف البحار بنقل أمراض غير مألوفة للسكان الأصليين. وبدأ انتشار هذه الأمراض مع وصول كولومبوس الى أميركا الجنوبية قبل أن تنتقل الأوبئة إلى الشمال وتصيب شعوب أميركا الشمالية مع وصول المزيد من المستوطنين الأوروبيين مع سلالات جديدة. ويشير بعض المؤرخين الى أن المستعمرين الأوروبيين كانوا يتعمدون ترك مرضاهم وسط القبائل الكبيرة فـي أميركا الشمالية بهدف إصابتها بالعدوى والقضاء عليها. حيث الأوروبيون وقتها يدركون خطورة الأوبئة لاسيما بعد تجربتهم المريرة مع مرض الطاعون الذي اجتاح أوروبا بين عامي 1347 و1352 وتسبب فـي موت ما لا يقل عن ثلث سكان القارة.
Leave a Reply