اعتبرت صحيفة “ذي غارديان” البريطانية أن الولايات المتحدة خذلت اللاجئين العراقيين الذين يقطنون على أراضيها، داعية واشنطن إلى القيام بخطوات عملية لتسهيل حياتهم.
وذكّرت كاتبة الافتتاحية بتقرير المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة في 18 حزيران (يونيو) الذي أعلن عن “تطور كبير” في توطين ألف عراقي منذ 2007، ثلثهم فقط سُمح لهم بدخول الولايات المتحدة. غير أن الكاتبة رأت أن “هذا التطور الكبير” لا يشكل شيئا في معالجة أزمة اللاجئين لا سيما أن ثمة 4,7 ملايين من المشردين العراقيين (2,7 مليون منهم في الداخل ومليونان في الخارج) حسب تقييمات الأمم المتحدة. وأضافت أن اللاجئين في الخارج (في سوريا ولبنان والأردن ومصر) غالبا لا يجدون عملا ولا يكادون يخرجون من منازلهم خشية إبعادهم.
وحتى القلائل الذين يحظون بدخول الولايات المتحدة يجدون فرص العمل في أرض اشتهرت بها، محدودة.
وأشارت الكاتبة إلى تقرير صدر عن لجنة الإنقاذ الدولية يلفت الانتباه إلى المصاعب الجمة التي تواجه العراقيين الجدد الذين لا يقوون على توفير العمل فيعيشون حياة فقيرة.
فاللاجئ يستحق مساعدات حكومية من الولاية التي ينقل إليها لمدة ثمانية أشهر فقط، ومساعدة من الحكومة الفدرالية مرة واحدة بقيمة 900 دولار، ويترتب عليهم إعادة دفع تكاليف رحلتهم الجوية لأميركا خلال أشهر معدودة من وصولهم.
كما أن العراقيين الأكاديميين يواجهون مشكلة عدم الاعتراف بشهاداتهم العلمية، فاللاجئ ذو الفقار الطائي -الذي عمل في السابق بالمنطقة الخضراء في بغداد ويحمل شهادة الماجستير في الأعمال الدولية- حصل على عمل محصل مالي في متجر لدى وصوله.
أما طبيب التخدير نوار العبيدي فوجد عرضا للعمل منظفًا لمكتب طبي –وهو أقرب شيء إلى تخصصه- ولكنه رفض هذا العرض، في حين عملت زوجته هالة، طبيبة الإخصاب بواسطة الأنابيب، موظفة استقبال مقابل 15 دولارا في الساعة.
ثم إن اللاجئين القادمين من كافة أقطار العالم التي تواجه أزمات خاضوا معاناة غير عادية من الذكريات المريرة، ومنهم العراقية علا محمود (24 عاما) -وهي طالبة في كلية طب الأسنان- التي تحدثت عن كيف كانت تتخطى الجثث للوصول إلى الجامعة.
وبعد أن سردت بعض قصص المعاناة، أيدت الكاتبة دعوة منظمات اللاجئين إلى إجراء إصلاح شامل لكافة البرامج، وتوفير المساعدات المالية والعمل المناسب وتقديم الخدمات الاستشارية للقادمين الجدد.
كما دعت الكاتبة إلى اعتماد شهادات العراقيين العلمية باعتبار ذلك جزءا من حل المشكلة، واعتبرت أن الأهم من ذلك كله هو إعداد خطة لإجلاء العراقيين الذين يعملون لصالح الولايات المتحدة في العراق والذين قد يواجهون خطر القتل لدى الانسحاب الأميركي من العراق.
Leave a Reply