واشنطن – بدأ في الولايات المتحدة هذا العام تنفيذ برنامج رسمي تابع لوزارة التعليم الأميركية يقضي بالتوسع في تدريس اللغات الأجنبية في المدارس الأميركية العامة خصوصا اللغة العربية لأهميتها الحالية للأمن القومي الأميركي. وفي مقاطعة فيرفاكس الواقعة في شمال ولاية فيرجينيا المتاخمة للعاصمة الأميركية، اعتمدت المدارس مبلغ سبعمائة ألف دولار هذه السنة لتدريس لغات أجنبية في 16 مدرسة إبتدائية إضافية. ويشدد المربون الأميركيون هنا على أهمية تدريس الصغار تحديد نظرا لأنهم يستوعبون اللغات الأجنبية بيسر وسهولة أكثر بكثير من أقرانهم الكبار.
وكانت وزيرة التربية والتعليم الأميركية، مارغريت سبلنغ، في زيارتها لإحدى مدارس مقاطعة فيرفاكس في العام 2006، قد أشارت إلى أن «الصين ودول الشرق الأوسط أصبحت سوقاً أميركية جديدة، لتبادل المنتجات والأفكار».أما عضو الكونغرس الذي يمثل المقاطعة والذي رافقها في تلك الزيارة، طوم ديفز، فقال: «إننا نعيش في اقتصاد عالمي، ولذا أصبح ما يحدث في الصين أو الشرق الأوسط لا يقل أهمية عما يحدث هنا في الولايات المتحدة. ولذا نريد أن يتعلم تلاميذنا لغات تلك البلاد كي يتمكنوا من منافسة الآخرين».وأشار ديفز في تلك الزيارة في العام 2006 الماضي إلى أن هجمات 11 أيلول (سبتمبر) واهتمام الأميركيين بمحاربة ما أسماه بالإرهاب وحماية الأمن القومي يدفعهم هو أيضاً إلى تعلم اللغة العربية وغيرها من اللغات الأجنبية.وأضاف: «نواجه مشاكل في العثور على عدد كاف من الذين يعرفون هذه اللغات ليعملوا في المجالات الدبلوماسية والعسكرية والاستخباراتية».ومن المناطق التي تشهد إقبالاً على تعليم وتعلم اللغة العربية في المدارس الرسمية مناطق فرجينيا الشمالية التي استقبلت مدارسها الرسمية لدى فتحها أبوابها هذا العام قبل أيام 300 ألف تلميذ.وكان الرئيس الأميركي جورج بوش قد أكد أهمية تدريس وتعلم اللغة العربية بقراره اعتماد 114 مليون دولار لتعليم اللغات العربية والفارسية والصينية في المدارس الأميركية.وقالت وزيرة التربية والتعليم، مارغريت سبلنغ، في سياق إيضاحها الأسباب التي دفعته إلى ذلك آنذاك: «نريد أن نتعلم لغات الآخرين لأننا نريد أن نقول لهم: نحن نهتم بكم».وكان الرئيس بوش قد أكد في العام الماضي على الحاجة إلى أعداد إضافية ممن يتقنون ما يعرف باللغات بالغة الأهمية، وبينها الصينية والعربية والروسية. وقد أشارت وزارة التربية والتعليم الأميركية أخيراً إلى أن نسبة تلاميذ المدارس الثانوية الأميركية الذين يدرسون لغة أجنبية لا يتعدى 44 بالمئة، في حين يفرض الكثير من الدول على التلاميذ تعلم لغة أجنبية.وقال عضو مجلس إدارة مدارس فيرفاكس، إلريونج مون، في 4 أيلول الحالي، «علينا أن نتعلم عن الدول الأخرى بنفس القدر الذي تؤكد هي فيه على التعلم عنا».كما نوّه عدد من المربين الأميركيين أنهم لاحظوا خلال تجوالهم في أنحاء العالم أن شعوب القارات الأخرى تعرف عن أميركا أكثر بكثير مما يعرفه الأميركيون عن تلك الشعوب. ويرى هؤلاء المربون أن معطيات العولمة في القرن الحادي والعشرين تجعل مثل هذا التباين أمرا غير مقبول.(أميركا إن أرابيك)
Leave a Reply