واشنطن - بعد يومين من إعلان مؤسسات أميركية كبرى عن تعرضها لهجمات إلكترونية وصفت بـ"القوية" قررت الإدارة الأميركية أن تنظر إلى الهجمات الالكترونية على أنها عمل من أعمال الحرب، يمنح القادة العسكريين خيار توجيه ضربات عسكرية مضادة، ردًا على قراصنة مدعومين من قوى أجنبية معادية.وكانت شركة الصناعات العسكرية والفضائية الأميركية، "لوكهيد مارتن"، قد أعلنت السبت الماضي، عن إحباط "هجوم قوي" استهدف شبكتها لنظم المعلومات الأسبوع الماضي.وخلصت وزارة الدفاع الاميركية إلى أن قوانين النزاع المسلح يمكن توسيعها، لتشمل الحرب الالكترونية، بما يتيح للولايات المتحدة إمكانية الرد باستخدام القوة ضد هجمات تستهدف كومبيوتراتها والبنية التحتية لتكنولوجيا الاتصالات الاميركية. ومن المقرر أن يُعلن القرار في وثيقة استراتيجية تنشرها وزارة الدفاع الاميركية الشهر الجاري. ويرى مراقبون أن مثل هذا القرار يشكل خطوة كبيرة نحو عسكرة الفضاء الالكتروني تنطوي على دلالات بالغة الأثر بالنسبة إلى القانون الدولي. وكان مسؤولون في البنتاغون كشفوا قرار الوزارة لصحيفة "وول ستريت جورنال"، قائلين إنه يهدف الى توجيه تحذير لأي قرصان الكتروني، يهدد أمن الولايات المتحدة، باستهداف مفاعلاتها النووية أو انابيب نقل النفط والغاز أو شبكات مثل النقل العام. وهدد احد المسؤولين بتوجيه ضربة صاروخية ضد الجهة التي تعطّل شبكة الكهرباء الاميركية على سبيل المثال.وستعدل الاستراتيجية الجديدة حق الدفاع عن النفس، الذي ينص عليه ميثاق الأمم المتحدة، بإدراج الاسلحة الالكترونية ضمن تعريف الهجمات المسلحة.وينبه خبراء إلى أنه من الصعب رصد الهجمات الالكترونية وتحديد مصدرها، بحيث يتعذر في أحيان كثيرة معرفة الجهة التي تقف وراءها، داعين إلى تكثيف الجهود الدبلوماسية لزيادة التعاون بين الحكومات بدلاً من توسيع الخيارات العسكرية.وتُعد الولايات المتحدة بصفة خاصة معرضة للهجمات الالكترونية نظرا الى استخدام الكومبيوتر على نطاق واسع في شبكاتها العسكرية ومفاصل اقتصادها الوطني. وكانت شبكات وزارة الدفاع الأميركية قد تعرضت خلال النصف الأول من عام 2009، لأكثر من 45 ألف هجمة إلكترونية، وقدر تقرير حكومي أن مجمل الهجمات خلال العام ذاته كاملا ارتفع بنحو 60 بالمئة عن عام 2008، وكلف الوزارة نحو 100 مليون دولار.وكانت أميركا قد اتهمت بممارسة أعمال تخريب الكترونية، وخاصة ضلوعها في تصميم فيروس ستاكسنت، الذي استهدف البرنامج النووي الايراني في العام الماضي.
Leave a Reply