زهراء فرحات – «صدى الوطن»
في البداية، أرادت جيسيكا وولي 31) عاماً) أن تعبر عن سعادتها وترحيبها بجيرانها العرب الأميركيين في مدينة ديربورن عبر إرسال رسالة تعرب فيها عن تقديرها وحبها لهم، ولكنها استلهمت فيما بعد فكرة أخرى من صديقتها بولاية فيرجينيا التي رفعت في حديقة منزلها الأمامية لافتة ترحيبية بجيرانها المهاجرين.
على الفور قررت وولي –وهي ربة منزل وأم لولدين– الاحتذاء بصديقتها وسرعان ما أطلقت «حملة لوحات ترحيبية» هي الأخرى في مدينة ديربورن، لحث السكان على الانفتاح والتقبل لبعضهم البعض في المدينة ذات التنوع الإثني والثقافي الكبير.
اللوحات المرحبة بالجيران التي وضعتها صديقة وولي أمام منزلها كانت من تصميم كنيسة «إيمانويل مينونايت» في مدينة هاريسونبرغ بولاية فيرجينيا، وقد كتب عليها بعدة لغات، بينها اللغة العربية: لا يهم من أين أنتم.. نحن سعداء لأنكم جيراننا.
ويوجد على موقع الكنيسة الإلكتروني نسخة PDF من اللوحة، بحيث يمكن إضافة تعابير مرحبة مختلفة بحسب المضامين المشابهة، لتكون تعبيراً عن التعايش مع الناس من مختلف الإثنيات والخلفيات، لاسيما في «هذه الأوقات التي يسود فيها الانقسام»، بحسب موقع الكنيسة على الانترنت.
قبل أن تقوم وولي بطباعة «الملصق»، قامت بنشر نسخته على صفحتها على موقع «فيسبوك»، وسألت أصدقاءها المحليين فيما إذا كانوا راغبين بالحصول على لوحات مماثلة لنصبها أمام منازلهم، وكتبت «إذا كنت راغباً بالحصول على واحدة فالكلفة قد تتراوح بين 35-40 دولاراً ولكن إذا أردتم الحصول على مجموعة من اللوحات، فالأسعار ستكون أقل، إذ كلما طلبتم عددا أكبر كلما انخفضت الأسعار».
وكان لدى وولي إحساس بأن أصدقاءها سيكونون مهتمين بتلك الحملة، بحسب ما قالت لـ«صدى الوطن»، مضيفة بأنها قد أطلقت منذ نهايات شهر كانون الثاني (يناير) الماضي صفحة على فيسبوك لترويج تلك اللوحات بعنوان the neighborhood welcome sign orders
وأضافت «لقد بدأت الانطلاقة من تلك الخطوة.. وانتشرت الفكرة، حين بدأ أصدقائي بالتعاطف مع المنشورات، كما تمت إضافتي من قبل بعض المجموعات الناشطة.. ولدينا الآن ما يزيد عن 500 عضو في المجموعة تقدموا بطلب الحصول على تلك اللوحات».
وبحلول شهر شباط (فبراير) الماضي، قامت وولي وأصدقاؤها بأول جولة لتوزيع اللوحات المنتقاة.
وأشارت وولي إلى أنه ما كان بمستطاعها أن تقوم بتلك المبادرة لولا مساعدة العديد من المتطوعين الذين تحمسوا للأمر، وكانت بينهم إحدى زميلاتها خلال الدراسة الثانوية، مؤكدة أن حماس الناس للتآلف والتعاون هو من بين الأسباب التي تدفعها لحب مجتمع مدينة ديربورن.
تتلقى وولي طلبات الحصول على اللوحات، مؤكدة أن الحملة غير ربحية، وتقول: «إنني أطلب من الناس الانضمام إلى المجموعة قبل أن يقوموا بطلب اللوحات، لأن ذلك سيكون أسهل»، مشيرة إلى «وجود 10 متطوعين يعملون في عدة مواقع في المدينة.. هذه أفضل طريقة بالنسبة لي تمكنني من التواصل مع الذين يرسلون إلي بطلباتهم.. وهكذا يمكنني إطلاع الجميع على أخر المستجدات».
وتشير وولي إلى أن «الناس في الوقت الحاضر خائفون، خاصة في مدينة ديربورن. الناس الذين ترعرعوا وعاشوا وعملوا هنا يعرفون طبيعة المدينة وكم هي عظيمة.. ولكن هناك الكثير الناس لا يعرفون ذلك».
وعبرت عن رغبتها أن يضع الناس لوحات أمام منازلهم لبثّ الأمان في قلوب جيرانهم وإشعارهم بأن لديهم أصدقاء في تلك الأحياء.
وتشير إلى أنها عاشت في ديربورن حوالي 16 عاما وليست لديها أية نية إطلاقا بمغادرة المدينة، قائلة «أحب الحي والجيران.. أحب المدارس، وأحب الثقافة وأحب فكرة أن صفوف ولديّ مليئة بالأطفال الذين يمتلكون ثقافة مختلفة عنهما.. أحب ذلك».
وبالنسبة لهؤلاء الخائفين من العرب والمسلمين، فقد طلبت منهم وولي القدوم إلى المدينة وقضاء يوم معها ومع عائلتها، وقالت «بودي أن أدعو (هؤلاء الخائفين) لقضاء يوم معي ومع عائلتي وسوف نأخذهم بجولة في الجوار، كما إلى وسط المدينة وشرقها وزيارة أحد مساجدها». وشددت «تعالوا وقابلوا جيراني ولن تجدوا فرقاً.. عندها لن ترغبوا أبداً بمغادرة المدينة».
Leave a Reply