كنساس سيتي – أعلنت الشرطة الأميركية الأسبوع الماضي، عن مقتل ثلاثة أشخاص في مركز ودار يهودية للمسنين بعد إقدام مسلح ذي خلفية معادية للسامية على مهاجمة الموقعين في ولاية كنساس، ولكن اللافت أن جميع الضحايا لم يكونوا من اليهود.
كروس |
ويواجه فريجر كروس (٧٣ عاماً)، الذي أسس في الثمانينات حزب «وايت باتريوت» المعادي للسامية، عقوبة الإعدام إذا ثبتت إدانته في الحادثة. ووجه الادعاء إلى كروس، تهمة قتل كل من الطبيب وليام لويز كوربورن وحفيده ريت غريفين أندروود في مركز الطائفة اليهودية، وتيري لمانو في دار للعجزة مجاور في ضواحي كنساس سيتي.
وكان كروس أطلق النار على الطبيب وحفيده خلال مشاركتهما في تجربة أداء غنائي في المركز، قبل أن يتوجه إلى منزل للمتقاعدين اليهود حيث قتل مانو، التي كانت تقوم بزيارتها الأسبوعية إلى والدتها. ولم يكن أي من الضحايا الثلاث يهودياً في هذه الجريمة التي ارتكبت بـ«دوافع الكراهية»، حسب ما كشفت التحقيقات مع كروس الذي كان مسؤولا سابقا في منظمة «كو كلوكس كلان» المتطرفة.
وتشتمل مجموعات «كوكلوكس كلان» على عدد من المنظمات الأخوية في الولايات المتحدة منها القديم ومنها من لا يزال يعمل حتى اليوم. وتؤمن هذه المنظمات بتفوق الأبيض ومعاداة السامية والعنصرية ومعاداة الكاثوليكية وتعمد هذه المنظمات عموما الى استخدام العنف والإرهاب وممارسات التعذيب كالحرق على الصليب.
وذكرت وسائل إعلام محلية أن إطلاق النار وقع في مركز الجالية اليهودية في مدينة أوفرلاند بارك في مقاطعة جونسون وفي مركز رعاية للمسنين بقرية شالوم المجاورة، والذي لا يبعد سوى بضع كيلومترات عن المركز، وقد نقلت وسائل الإعلام المحلية أن المتهم كان يصيح «عاش هتلر» بينما كانت الشرطة تقتاده من المكان.
والثلاثاء الماضي، مثل المتهم أمام المحكمة عبر الفيديو من داخل سجن المقاطعة حيث يحتجز منذ توقيفه، وأبلغ القاضي دان فوكينز المتهم، وهو من أتباع نظرية تفوق العرق الأبيض ومعاداة السامية، بالتهم المسندة إليه، والتي تصل عقوبتها إلى الإعدام، وحدد له جلسة جديدة في 24 يسان (أبريل) الجاري. وبحسب مركز «ساذرن بوفرتي لو سنتر» الحقوقي المتخصص في رصد الجماعات المتشددة في الولايات المتحدة، فإن كروس، المتحدر من كارولاينا الشمالية، جندي سابق في الجيش الأميركي، وأسس في الثمانينات فرع كارولاينا لـ«فرسان» منظمة «كو كلوكس كلان»، وحزب «وايت باتريوت» التابع لها.
وساهم كروس، بعد انتقاله إلى أورورا في ميسوري، في إطلاق صحيفة إلكترونية «يروج من خلالها للعنصرية ولمعاداة السامية» وفق المركز. وخلال لقاء تلفزيوني في 2006، قال الرجل «أنا رجل وطني.. الشيء الوحيد الذي لم أقرره بعد هو ما إذا كان يجب أن أكره كل اليهود أو فقط الصهاينة».
أوباما: لا مكان للعنف الديني فـي أميركا
ومن جانبه، حذر الرئيس باراك أوباما الاثنين الماضي من أن العنف الديني لا مكان له في المجتمع الأميركي بعد هجوم كنساس، وصرح اوباما في البيت الابيض غداة حادثة إطلاق النار في كنساس «لا ينبغي أن يقلق أحد بخصوص سلامته عند الاجتماع برفاقه المؤمنين. لا ينبغي أن يخشى أحد على أمنه عند الذهاب للصلاة».
واكد الرئيس أن الحكومة الاميركية ستوفر المساعدة اللازمة لمساعدة المجموعة المتضررة فيما بدأت المعابد اليهودية وغيرها من المراكز الدينية تعزز اجراءاتها الأمنية. وقال أوباما «كأميركيين…علينا ان نقف متحدين ضد هذا النوع من العنف المروع الذي ليس له مكان في مجتمعنا»، وذلك في اثناء استضافته فطور صلاة بمناسبة عيد الفصح.
وتابع «علينا أن نواصل التقارب بين الاديان لمحاربة الجهل وعدم التسامح، بما في ذلك معاداة السامية، ما قد يؤدي الى الكراهية والعنف».
كما أدان الإعتداء عدة مؤسسات عربية وإسلامية أميركية من منطقة ديترويت مثل «أكسس» و«كير» ودار الحكمة الإسلامية.
Leave a Reply