غزة – لقي أمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني وزوجته موزة، استقبالا رسميا وشعبيا الأسبوع الماضي في غزة، على اعتبار انه أول رئيس عربي يزور القطاع بعد الانقسام لافتتاح مشاريع إعمار ما دمرته إسرائيل في حربها الأخيرة.
وجاءت زيارة الأمير القطري في ظل غطاء أميركي، اعتبره المراقبون محاولة لـ«تعويم» الدور القطري في المنطقة المهدد بالإنحسار مع فشل جهوده في إسقاط النظام السوري. كما جاءت الزيارة في ظل مقاطعة أساسية من الفصائل الفلسطينية وأهمها حركة «فتح» و«الجبهة الشعبية» لتحرير فلسطين وسط ترحيب حركة «حماس» الحاكمة في القطاع والتي أعدت له استقبالاً حافلاً بكافة مظاهر بروتوكول الدول شاركت فيه أيضاً قيادات من حركة «الجهاد الإسلامي».
وفي خان يونس، وضع أمير قطر الحجر الأساس لمدينة «حمد» السكنية التي ستقام على مساحة ثلاثة آلاف دونم، كما دشّن مشروع مستشفى «الأطراف الصناعية والصم» الذي يحمل اسمه في منطقة السودانية في شمالي القطاع. وزادت قطر من قيمة تبرعاتها لمشاريع إعادة الإعمار بحوالي 150 مليون دولار لتصل إلى 400 مليون دولار، خلال الزيارة التي وصفتها حماس بـ«التاريخية».
في المقابل، قال أمير قطر في كلمة في الجامعة الإسلامية التي منحته وزوجته الدكتوراه الفخرية إن الوحدة بين الفلسطينيين ضرورة وطنية، مطالباً بتفعيل القرارات العربية والغربية التي تعهدت بضخ أموال إعمار غزة عقب الحرب في العام 2008.
وقال الأمير «آن الأوان لأن يطوي الفلسطينيون صفحة الخلاف وفق الأسس التي اتفقوا عليها في الدوحة والقاهرة، فاليوم لا مفاوضات سلام ولا استراتيجية واضحة للمقاومة والتحرير»، متسائلاً «فلم الانقسام ولم لا يجلس الفلسطينيون معاً ويوحدون مواقفهم ويضعون العالم أمام استحقاق طال انتظاره، إما سلام عادل توافق عليه إسرائيل أو تجبر عليه».
ووردت أنباء عن اختصار طرأ على جدول زيارة الشيخ حمد، حيث ألغي لقاء جماهيري في ملعب فلسطين في مدينة غزة، فضلاً عن لقاء كان من المقرر عقده في مقر مجلس الوزراء، بحسب ما نقلته «وكالة أنباء الشرق الأوسط» عن مصدر أمني فلسطيني. ومع انتهاء الاحتفال استقل الأمير حمد وزوجته سيارة يقودها هنية، قبل أن ينطلقوا ضمن الموكب إلى معبر رفح الحدودي لمغادرة قطاع غزة الذي دخله من المعبر نفسه.
ولم تكد تمضي ساعات على مغادرة أمير قطر غزة، حتى شنت إسرائيل غارات جوية على القطاع أسفرت عن سقوط شهداء وجرحى، فيما أطلقت المقاومة الفلسطينية رشقات من صواريخها المحلية على البلدات المحيطة في القطاع كرد على العدوان.
Leave a Reply