نبيل هيثم
الشرق بلا مسيحيين ..
عنوان مخيف يتصدر الاحداث المتسارعة في العراق وسوريا.
الشرق بلا مسيحيين.. وبعض الدول الاسلامية منها تركيا والخليج لا تستطيع ان تنفض يدها من دم هذا الصديق، وأما الغرب المسيحي فهو صامت الى حد التواطؤ حيال جريمة التطهير العرقي والديني والمذهبي التي يتعرض لها المسيحيون في العراق وقبله في سوريا وفلسطين.
الشرق بلا مسيحيين.. وثمة مسؤولية كبرى بذلك تقع على المسلمين قبل المسيحيين، حفاظا على تاريخ هذه المنطقة وتراثها وعلى وجود المسيحيين الذين يستصرخون العالم: «لحمنا.. دمنا.. كنائسنا.. تراثنا.. لغتنا.. كلها تندثر.. والسكين الداعشي على رقابنا وها انتم تنتظرون مراسم دفننا».
تلك الصرخة حملها أمين عام اللقاء المسيحي المشرقي الملفونو حبيب افرام، للتأكيد على تشبث المسيحيين بأرضهم وكمكون أساسي في هذا الشرق من لبنان الى سوريا إلى فلسطين إلى العراق التي تحاول أيدي الظلام محو اثرهم، فلعل – تلك الصرخة – تخترق جدران التراخي والتواطوء، فتجد من يسمعها أو يتفاعل معها سواء في الشرق او في العالم الغربي.
«صدى الوطن»، إلتقت الملفونو افرام، وكان هذا الحوار:
– كيف تصفون ما يتعرض له المسيحيون في الشرق، لاسيما من العراق الى سوريا؟
قضية المسيحيين في الشرق هي بامتياز قضية الانسان بكل أبعاده، بحرياته وبحق المواطنة والمساواة، واحترام التنوع والتعدد، والقانون والقيم، لكن مع الأسف هذه مفردات لا معنى لها ولم نعرفها بنسب متفاوتة من الأنظمة ولا من القوى السياسية على امتداد العالم العربي.
الأنظمة كلها كانت اما دكتاتورية عسكرية أو فردية أو دينية لا تقبل إلا بالقائد الأوحد وتعتبر الكل متساوين في الكبت فلا حقوق لأحد ولا اعتراف بالقوميات ولا بالاثنيات ولا حتى بالتمايز. مع أن الحريات الدينية كانت مصانة لكن فلسفة المشاركة في صناعة القرار غير موجودة بلْ مراكز منّة من الحاكم.
أما الآن، ومع انهيار الدول والأنظمة خاصة في سوريا والعراق فنحن أمام عقل مريض وتنظيمات تكفيرية إلغائية مما قبل الجاهلية تقتل تغتال تفجر تخطف تفرض الجزية والدين ترفض أي آخر مسيحياً أو شيعياً أو كردياً أو ايزيدياً أو سنياً على غير فكرها.
انه فيروس داعشي. ومنه النصرة أو بوكوحرام أو غيرها. وما يحصل هو إبادة جماعية. عندما تهدم الكنائس ويخطف المطارنة ويذبح رجال الدين ويهجر الآلاف من قراهم. يهجر أهل الأرض الأصيلون من دون ان يكون لهم دور او مشاركة لا في صراع على سلطة ولا هم حملوا السلاح.
انه تطهير عرقي وديني ومذهبي في عصر الانفتاح والتقدم. علما اننا لسنا في عصور الظلام ولا القرون الوسطى. نحن في اوائل القرن الحادي والعشرين. فلقد تعرض المسيحيون في السلطنة العثمانية عام 1915 الى حرب إبادة يسمونها «المجزرة الأرمنية» كما طالت السريان نسميها في أدبياتنا «سيفو» أي السيف ونقول إننا «بقايا هذه السيوف» وكنا نظن ان هذا لن يعود ولا يمكن أن يحصل. لكنه أمام أعين العالم يحدث في شرقنا الحزين. حتى وصلنا الى خطر انتهاء الحضور المسيحي في الشرق.
– ما هو حال مسيحيي الشرق في هذه الفترة.. والى أين يُدفعون؟
يخيرونهم بين الأسلمة بالقوة لا بالايمان. أي ان يتركوا دينهم ودين أجدادهم وتراثهم كله ويدخلون اسلاماً ولو غير مؤمنين به. أي دين هذا يرضى بأن
يجبر شخص على اعتناقه بالسيف. وهم يخالفون الإسلام الذي يقول «لا إكراه في الدين»
أو بين دفع جزية – وهو صاغر – أي دون إرادته. يدفع كمواطن درجة أخيرة. لا ضريبة متساوية لدولة – بل مالاً حتى لا يموت. ومن يضمن له مستقبله. وأي حرية؟
أو الهجرة أو بالأحرى ترك كنائسه لتتحول جوامع، أرضه لتسرق، منزله ليحرق، مع ادعاء ان هذه أرض المسلمين.
يدفع المسيحيون عنوة الى الكفر بأي شيء. بالدول التي انهارت بالأنظمة التي لم تستطع حماية الناس بالخوف من المستقبل. من كل يوم.
– هل هناك خيارات؟
في عقول المسيحيين كانت هناك افكار كثيرة، لكنها سقطت. جربوا الدولة المدنية، سقطت. جربوا الفكر العلماني، سقط. نادوا بالفدرالية لكن كيف تطبق اذا كان نصف المواطنين لا يقبلونها، فكروا بدولة لهم لكنهم يخشون عدائية المحيط ولا يريدون أن يكونوا اسرائيل ثانية . يفكرون الآن كيف يحمون أنفسهم متأخرين جداً.
أكيد ان في عقل الكثيرين خيار الهجرة، يفكر المسيحي برجليه بأي جواز سفر غربي – بأن لا مستقبل هنا ولا أمل ولا رؤية والأفضل ان نترك شرقاً لا يستيقظ إلا على خبر مجزرة ولا ينام إلا على صوت السكاكين تجز رقاب البشر.
– هل أنتم قلقون على مصير المسيح؟
ينكر البعض ما يجري ويدّعي ان لا مشكلة وهذه بحد ذاتها مشكلة، لا بل كارثة. نحن، كمسيحيين لا نتوهم ولا نخترع قصصاً. فقلقنا ليس فكرياً بل قلق يومي، ان لحمنا ودمنا وقرانا وكنائسنا وتراثنا ولغتنا تندثر وتنتهي . لا بل ان البعض يعتقد اننا متنا وأجّلنا مراسم الدفن. فما نراه مخيف. حين ينهار جيش العراق بهذه السرعة، وتسقط الموصل في يوم واحد، وتتراجع البشمركة الكردية عن سهل نينوى بساعات، كل هذا أمام داعش أي الدولة الاسلامية في العراق والشام التي تسيطر الآن على أكثر من مئتي ألف كيلومتر مربع، ولها خزينتها وسلاحها وجيشها وتحالفاتها، فكيف لا نقلق؟
– أين الغرب، ماذا تطلبون منه، هل تخلى عنكم؟
بالأصل نحن مسيحيون مشرقيون وان كان بعضنا جزءًا من الكنيسة الجامعة في الفاتيكان إلا اننا أبناء أصيلون للشرق. نحن المسيحية، هنا بدأت وترعرعت هنا ولد السيد وهنا البشارة وبيت لحم واورشليم وانطاكية والرها. لا نطلب حماية أحد. ولا أوهام لدينا حول ما يريده الغرب وإننا لسنا على اجندته ولا من أولوياته. نعرف تماماً مصالحه وأنه تخلى عن المبادئ والقيم من زمان. انه غرب بلا قامات قيادية ولا رؤية.
– هل هناك في مراكز القرار الغربي ملف اسمه مسيحيو الشرق؟
اؤكد من كل تاريخ علاقاتنا مع الغرب ان هذا ليس موجوداً. هناك ملف اسرائيل والنفط وايران والاكراد ولكن أكيد لا شيء اسمه مسيحيو الشرق. دور الكنيسة أساس جوهري وإلا ستصبح مع وتيرة الهجرة كنيسة سائر الاغتراب. انها مدعوة الى نهضة الى انتفاضة على الذات لمواجهة المخاطر.
– لماذا لا تقومون بتحرك فاعل؟
يا صديقي لم يعجبني هذا السؤال. خاصة إليّ. أنا إبن هذه القضية من أوائل من تكلم عن القضية المشرقية، كتبتُ وحاضرتُ وناضلتُ وتحركت في كل عواصم العالم. لا أحد يريد أن يسمع، وإن سمع لن يتحرك. نحن أيتام هذا المشرق. ومع سقوط الموصل، كانت لنا تظاهرات في كل عواصم العالم، لم يبقَ برلمان أو حكومة أو شارع أو منبر أو إذاعة أو محطة أو جريدة إلا وأسمعناها صوتنا عبر انتشارنا ومؤسساتنا. بحيث لم ينتفض شعبنا بهذه الدرجة من الحماس. لكن حين تعوزك الإمكانيات ، وحين يتفرج العالم على مآساتنا دون أن يحك ساكناً فماذا تفعل؟ قلت مرة في مؤتمر في نقابة الصحافة أني أتّهم نفسي بالتقصير أيضاً لكن في الواقع ربما معك حق مطلوب أن نحرق المنطقة. هذه منطقة لا تفهم إلا لغة القوة.
– الا تعتقدون أن التحركات خجولة؟
لا شيء على مستوى الحدث. كان يمكن أن يتحرك بابا الفاتيكان ويأتي إلى سهل نينوى ليعتصم مع أهلها أو يذهب إلى الأمم المتحدة ويصرخ أريد حلولاً من العالم. كان يمكن لكل البطاركة أن يطلبوا لقاء مع جامعة الدول العربية. قلت خلال تكريم للبطريرك السرياني الجديد مار أفرام كريم علينا أن نفكر بطريقة مختلفة وأن نعمل بطريقة مختلفة لأن ما وصلنا إليه كارثي.
– ماذا عن مسيحيي الموصل؟
لأول مرة في التاريخ من ألفي سنة. لا مسيحيون في الموصل. لا جرس كنيسة يقرع. لا صليب فوق كنيسة. إنه سبي كامل. هجّر مسيحيو الموصل وأنا اعتقد دون عودة. إن اليهود اختفوا من العراق والمسيحيون يختفون مع الأشهر والأيام. ليس هناك شيء مستحيل. هذا منطق التاريخ. أوطان وأقوام انقرضت وبقيت منها أسطر في صفحات. مهددون حتى في وجودنا.من فلسطين إلى إيران إلى تركيا إلى العراق.
– ماذا عن مسيحيي لبنان؟
ربما كان هناك أمل ما في لبنان. في أن يكون النموذج اللبناني – أي الشراكة الوطنية في صناعة القرار – أي احترام الآخر والمساواة – ولو الشكلية- مكرسة في دستور مدني – رسالة للمنطقة. لكن الخلل المخيف في النظام يأخذنا إلى تكاذب وتفتت بطيء للدولة لفكرتها لهيبتها لمؤسساتها. أداء الطبقة السياسية عامة ليس على مستوى التحديات. الموارنة مؤتمنون على ما بقي من مسيحية مشرقية، هناك وعي متجدد لكنه غير كافٍ.
طبعاً انا قلقٌ جداً، حينما أرى ظلال داعش في شوارع لبنان، تخطف جنوداً لبنانيين، تحارب، تفجّر، تطالب بالافراج عن موقوفين ارهابيين، حين ألمس بعض البيئات الحاضنة تهاجم الجيش،آخر فرصة لبقاء الدولة وآخر خط دفاع عنها – فكيف لا أقلق ؟ وحين يمتد الفراغ ولا من يريد أن يفهم ان لبنان لا يُحكم بالقهر ولا بالاحتيال ولا بسرقة التمثيل ولا باغماض العين عن التحديات الاسرائيلية والارهابية معاً فكيف لا أقلق.
– الحل الجذري؟
لا حل جذريا. لا حل إلا أن نشهد إرادة اسلامية جامعة واضحة في رفضها لمنطق العنف والجهاد والغزو والقتل ورفض الآخر، ومواجهة كاملة للتكفير والارهاب دون لوْ دون خجل دون وجل. مواجهة ليست عسكرية وأمنية فقط بل اعلامية تربوية من المسجد الى المدرسة الى الشارع الى الكتاب الى الافتاء الى وقف هذا الجنون في الفتاوى التي لا تصلح حتى في الجاهلية. لا حل إلا من ضمن الاسلام. الاسلام بحاجة الى ارشاد رسولي يحاكي العالم ودوره وبدء خطاب أولويته الانسان والحريات والدستور الوطني.
– مَن المسؤول؟
كلنا مسؤولون، المسيحيون أولاً. في ايمانهم بقضيتهم في بقائهم في أرضهم. اذا كان الوطن فندقاً نتركه حين تسوء الخدمة نخسر كل شيء، اذا تركنا ضيعنا وأوطاننا نخسر كل شيء، اذا أردنا أن يقاتل عنا كل العالم نخسر كل شيء.
العرب ثانيا. هذا الصمت غريب حتى القهر. انه عالم مات. لا حس فيه. يثور، اذا حرق مهووس ما في أميركا نسخة من القرآن، ولا يثور اذا دمّرت اسرائيل غزّة، ولا يثور اذا ذبح مسلمون باسم الدين ناساً من طائفة اخرى أو من دين آخر أو من قومية اخرى. اذا خطف مطرانان رمزان للمشرقية لا يهتمون.
الاسلام ثالثاً الذي يسمح لمن يسرق صورته أن يكون واجهة الأحداث. أن يسكت المسلمون وكأنهم قابلون أو كأن في بعض عقولهم ان داعش تمثلهم.
وأخيراً العالم الذي تكاد التفاهة
أن تحتله لا أمم متحدة لا مجتمع مدني لا مراكز قرار. بدعة اوباما بالقيادة من الخلف غير سليمة.
– وماذا عن اداء الدول الاسلامية؟
أخطر ما يصيب العالم الاسلامي انه لا يريد أن يعترف أنه جزءً من أزمة. من بوكوحرام الى القاعدة الى النصرة الى داعش. الذي يترك بلده في لندن الى ليون الى فرانكفورت الى الشيشان ليأتي ويجاهد ضد نظام سوري أو عراقي أو مصري. هذا الجهاد المعولم من مظاهر الجنون الاسلامي. هذه النظرة الى الآخر، الى المرأة، الى سبيها الى اجبار الناس على اعتناق الدين، كلها وصمة عار على هذا العالم. أي انكار للواقع قبولاً به.
– من أين يبدأ التغيير؟
ربما من هذا الدم يسطع تيار ما، لا أتحسسه الآن. لكنه ربما آتٍ. وإلا سنغرق في ظلام حضاري خطير.
– ماذا يمكن أن يقوم به مسيحيو لبنان؟
مطلوب الكثير من مسلمي لبنان. فهم الأقدر على فهم معنى التنوع والتعدد والخصوصيات وأهوال الحروب الأهلية وهم في تجربتهم المدنية نوعاً ما وفي تفاعلهم الحياتي الواحد مع المسيحيين قادرون على التصدي لموجة ضد «داعش».
خذ كل ما تصنعه داعش وكن ضده تكن على الخط الصحيح. لكن مَن يتجرأ من قيادات لبنان. من له العقل والفكر والإمكانات في ظل الخطر الداهم في أن يقود الإصلاح و التغيير ويقول كفى لهذه الازدواجية. يمكن لنا أن نكون ضد الرئيس السوري ونظامه، وضد الجمهورية الاسلامية في إيران ونتحسس من قوة حزب الله، لكن كل هذا يجب ألا يجعلنا نقع في أحضان داعش. علينا أن نتصدى لداعش.
أما مسيحيو لبنان فليثبتوا أولاً في وطنهم و يحاولوا ان يكرسوا نظام مساواة حقيقي ومناصفة حقيقية لا شكلية ورئيس يمثلك حس الوطن كله وعنده بعد نظر استراتيجي في قوة لبنان في مقاومته ضد التحدي الاسرائيلي، وجمع اللبنانيين في مواجهة الإرهاب. إنها خارطة طريق تبدأ بتغيير ذهنية الذميّة السياسية المتمثلة بداعش بسكينها أو بغيرها. وعبر إجبار مسيحيي لبنان أن يكونوا تابعين في الرئاسة و النيابة و الإدارة. ربما قدر الشرق أن يبدأ ربيعه الحقيقي من لبنان.
رسالة مفتوحة الى الرئيس الأميركي: لا تغسلوا أيديكم من دمنا !!
حضرة رئيس الولايات المتحدة الاميركية باراك اوباما المحترم
تحية وبعد
أن نكون في القرن الحادي والعشرين ويُسمح، من قبل العالم بأسره من الأمم المتحدة إلى مجلس الأمن، إلى الولايات المتحدة الأميركية، إلى أوروبا، إلى العرب والمسلمين، إلى المجتمع الدولي وكل منظمات حقوق الإنسان بأنْ تُرتكب إبادة ومجزرة بحق أي شعب أو قومية أو طائفة أو مجموعة، على أيدي عصابات إجرام تغزو تقتلع تقتل تُهجّر تذبح تغتصب تسبي تُخضع الناس للجزية وتُجبرها على تبديل دينها، عصابات تكفيرية إلغائية تضطهد، عقيدتها العنف سيطرت على مساحات بحجم دول، تتغذى بالمال بالسلاح من قوى ظلامية همجية متخلفة ومن أجل مخططات مشبوهة، في ظل تفتت الدول والجيوش، كل هذا أمام أعين العالم الذي يتفرج و يلهو ولا يتحرك إلا متأخراً جداً وقليلاً جداً، وأحياناً يقوم باستعراضات إعلامية مثل بعض الغارات أو بعض المساعدات التي تُرمى جوًا، أو بما هو أسوأ المساهمة في اقتلاع الناس عبر تسهيل تسفيرها إلى الغرب وكأنها متواطئة مع التنظيمات الأصولية لإتمام ما بدأت به.
حضرة الرئيس،
نحن نؤمن بأنه ما زال في العالم بعض روح، وفي أميركا قيم ومبادئ – ولو أن مصالحها وانحيازها يجعلها تضيّع البوصلة – ونحن متأكدون أن الرئيس الأميركي مسؤول أمام الله والتاريخ، على أنه رئيس قوة عظمى لا يمكن أن تتخلى عن دورها لا يحق لها أن تغلق عينيها وقلبها وعقلها ولا يجوز أن تقود من مقعد خلفي ولا أن تصمت عاجزة عن أي ردّ حقيقي خاصةً وأنها معنية وأن سياساتها – ومنها احتلال العراق- أوصلت إلى نتائج مدمرة فلا يمكن أن تغسل أمريكا يديها مما يجري في العراق.
حضرة الرئيس،
إن شعوباً أصيلة أصلية تنتهي. السريان
الكلدان الأشوريون أبناء حضارة ما بين النهرين في ميزوبوتاميا، ومعهم الايزيدون والشبك و الصابئة
يُبادون. لن يكون هناك مرة أخرى ولا فرصة ثانية. إنه الآن أو لا شيء. لا نريد حماية. ولا تدخلاً من جيشكم مباشرةً. لا نريد أن يموت أبناؤكم هنا. إنها قضيتنا نحن في الشرق.
لكنكم قادرون على دعوة سريعة لمجلس الأمن وعلى تكوين أوسع تحالف دولي اقليمي وعربي واسلامي – كما حصل في غزو الكويت – ضد كل التنظيمات التكفيرية وعلى اعلان حالة طوارئ عامة في العسكر والأمن والاقتصاد والاعلام والتوجيه للانتهاء من هذه الظاهرة، بدءًا من نينوى.
حضرة الرئيس،
اطردوا «داعش». أعيدوا الناس الى قراها ومدنها. أوقفوا الإرهاب. انتم مؤتمنون. انتم قادرون. لا نصدّق انكم مع الفوضى. مع التذابح. واذا كان مسموحاً أن تأكل السمكة الكبيرة السمكة الصغيرة في هذا العالم فأنتم تعطون إشارة الى أن الإبادات مسموحة وليتصرف كلٍّ على هواه.
حضرة الرئيس،
الشرق متنوع متعدد في قومياته وإثنياته وأديانه وطوائفه فلا تسمحوا للسواد أن يكلله، ولا للدم أن يصبح عَلَمه. وحتى لا يُقال أنه على عهد اوباما انتهى الحضور المسيحي في الشرق.
لا تغسلوا أيديكم من دمنا.
حبيب افرام» امين عام اللقاء المسيحي المشرقي» «رئيس الرابطة السريانية»
Leave a Reply