يتساءل الكثير من الستات العربيات والشرق أوسطيات، لماذا الرجل العربي غير رومانسي؟ ورغم أن السؤال بايخ وسخيف، إلَّا أنني سأجيب عليه لأفحم أولئك النسوة «المفزلكات»، فيسكتن ولا تأتي سيرة الرومانسية على ألسنتهنّ أبداً.
أولاً، اسمالله عليكن «عم تشرشر» منكنّ الرومانسية، وتطفح وجوهكنّ بها.. من منكنّ تعرف ما هي الرومانسية؟ ما لنا وما للرومانسية؟ أتحدّى أي بنت أو امرأة أن توفر للخطيب أو للحبيب أو الزوج فرصة السفر إلى الأماكن الريفيّة الهادئة، الجميلة بخضرتها ونضارتها ونوافيرها وبحيراتها وجبالها.
قريب لي، يحب الجمال والدلال والحب الحلال، ورزقه الله الأولاد والمال، قال لزوجته تعالي نعدِّل وجهة سفرنا القادمة إلى أوروبا، نتجوّل فيها، نشاهد نوافيرها ونجلس على ضفاف أنهارها ونزور متاحفها وأريافها الجميلة. فصاحت به بعد أن أخذها تفكيرها الساذج أنه سوف يعود بدونها من هناك عندما يرى الجميلات الأوروبيات: شغل مهند ونور وبقية مافيا العواطف في المسلسلات التركية لا أعترف بها ولا أريد أن أعرفها، فلنذهب إلى زيارة الأماكن المقدسة أفضل!
الرومانسية التي عرفناها عبر الأفلام والمسلسلات، غير مصممة للرجل العربي، ويستعيض عنها بالمروءة، يعني إذا كان الحبيب أو الخطيب أو الزوج شهماً ولا يقصِّر في حقك عاطفياً ومعنوياً ومادياً دون ممارسة تسبيل العيون وتنعيم الذقون وتشبيك الأيدي أو استخدام مفردات من فصيلة: «يا بيبي»، يا Honey، يا عيوني يا قلبي.. يارئتي، يا ساكنة البطين الأيسر». هذا الرجل تمسكي به بقوة ولا تفرطي به.
إنني واثقة من أن الرجل العربي –وأقصد الأغلبية وليس الكل– هو نموذج عظيم للرجل إذا قارناه بالرجل الأميركي أو الغربي عموماً، ويكاد يكسب في جميع النقاط. فالرجل العربي، أيتها السيدات، يفيض عاطفية عن نظيره الغربي، ومشكلته –العربي– هو عجزه عن التعبير عن عواطفه لأن التقاليد أجبرته على إخفائها، بينما الغربي يقوم بالتعبير عن حبه قبل وبعد الأكل، وهو في العمل، لكن عند أقل خلاف زوجي يذهب لمحامي الطلاق.
من الناحية العملية، الرجل العربي يبذل من أجل عائلته كل غال ونفيس، صحته ووقته وساعات راحته وأحياناً يعمل في أكثر من وظيفة من أجل رفع مستوى معيشة أسرته الكثيرة العدد، وقلما يهتم بنفسه وملابسه سعياً لتربية ثلاثة أو ستة أبناء في المدارس والجامعات وهو يقوم بهذا الدور راضياً مُحترِماً الروابط الشرعية بينه وبين زوجته، ويتحرَّج من الطلاق ويخضع لنوع من الرقابة الاجتماعية من الأقارب والأصدقاء.
رغم ذلك انظر حولك ترى الكثيرات من الزوجات العربيات، من بنات أمنا حواء إلى الست هيفاء، يحمِّلن أزواجهن ما لا طاقة لهم على تحمله، من أجل المظاهر والمباهاة وعمليات التجميل والتقويم واقتناء ما يلزم وما لا يلزم والعيش برفاهية أكثر وشراء الملابس الغالية والبهورة الفارغة، فتحوّل الرجل إلى آلة لكسب المال لينسى دوره الأساسي داخل الأسرة، ثم تشكوه وتلومه لأنه خالٍ من الرومانسية ويعاني من جفاف عاطفي حاد وبرودة فظيعة في العشق.
أكتب هذه الكلمات ليس دفاعاً عن الرجل العربي الشهم الذي لا يزال موجوداً وبكثرة هنا ومعنا في ديربورن، وليس تجنياً على السيّدات وأنا واحدة منهنّ، لكن كما يقول المثل “الغربة مضيعة النسب” وهذا ما ألاحظه في الشرائح العليا والمتوسطة في مجتمعنا و«يلّلي في عندا رجّال «شهم وذو مروءة» سامحيه إذا لم يقدِّم لك وردة، يا أجمل وردة، يوم الرابع عشر من شهر شباط الحالي.
Leave a Reply