باترسون – حقق المرشح العربي الأميركي أندريه الصايغ، الثلاثاء الماضي، فوزاً انتخابياً كاسحاً ليصبح أول رئيس بلدية من أصل عربي لمدينة باترسون بولاية نيوجيرزي.
وحصل الصايغ، عضو مجلس بلدي المدينة ذات الكثافة العربية الأميركية، على أكثر من ٤١ بالمئة من الأصوات، حاصداً ٨٨٣٥ صوتاً بمواجهة خمسة منافسين على المنصب، كان أقربهم أليكس مينديز، الذي حصل على حوالي ٤٦٠٠ صوت (٢١.٤ بالمئة).
وجاء فوز الصايغ –وهو من أصل سوري–لبناني– بعد محاولتين سابقتين في ٢٠١٠ و٢٠١٤ لم يحالفه الحظ فيهما لرئاسة البلدية. وفي أول تعليق له على الفوز قال رئيس البلدية المنتخب: «يستطيع الناس إطلاق الصفة التي يريدونها علي، ولكن لن يستطيعوا القول إنني انهزامي».
وكان الصايغ على مدى سبع سنوات من الخدمة في المجلس البلدي، معارضاً لرئيسي البلدية اللذين هزماه في الدورتين السابقتين.
وقال الصايغ الذي بنى تحالفاً مع ممثلين عن مختلف شرائح المجتمع المحلي: «إن النجاح لا يتعلق بشخص واحد، إنما يتعلق بمدينة باترسون» متوجهاً بالشكر لجميع سكان المدينة عبر فيسبوك، مؤكداً على تماسك المجتمع المحلي بأنه «رغم اختلاف الأعراق والأصول في المدينة فإن ما يميز الجميع فيها أنهم ينتمون لباترسون».
وشدد الصايغ (٤٤ عاماً) على عزمه في إزالة الحدود الوهمية بين المجتمعات المتنوعة في المدينة.
وأشارت صحيفة «نورث جيرزي» التابعة لشبكة «يو أس أي توداي»، إلى أن «الصايغ، مثل الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون، يمكنه دخول قاعة مكتظة ويخبرك بأسماء جميع الموجودين تقريباً».
ووصفت الصحيفة السياسي، العربي الأميركي بأنه «أستاذ في السياسة بالتجزئة»، لافتة إلى أن ذلك يفسر نجاحه الباهر في محاولته الانتخابية الثالثة للفوز برئاسة البلدية عبر حشد المؤيدين من كل زاوية من زوايا المدينة.
وجمعت حملة الصايغ 304 آلاف دولار أميركي بحسب التقارير الرسمية التي صدرت ما قبل الانتخابات، وقد حاز على أصوات من مختلف المجتمعات الإثنية التي تشكل نسيج المدينة المتنوعة.
وباترسون هي ثالث أكبر مدن ولاية نيوجيرزي من حيث عدد السكان (184 ألف نسمة)، وإلى جانب شهرتها بلقب «مدينة الحرير» منذ منتصف القرن التاسع عشر، تمتاز المدينة بتنوعها الثقافي والعرقي حيث تضم جاليات عربية كبيرة ومن دول أميركا اللاتينية، إضافة إلى البنغاليين والألبان والبوسنيين والأتراك والأفارقة الأميركيين.
وتعتبر باترسون واحدة من أكثر المدن الأميركية احتضاناً للمسلمين، كما يطلق عليها البعض تسمية «ديربورن الساحل الشرقي»، بسبب التواجد العربي الكثيف فيها، لاسيما في جزئها الجنوبي الذي يعرف باسم «رام الله الصغرى» حيث تشكل الجاليات الفلسطينية واللبنانية والسورية الأغلبية الساحقة من السكان، كما تنتشر مظاهر المجتمع العربي الأميركي بكثافة في مشهد مماثل لديربورن.
Leave a Reply