ديربورن
باشرت منظمتان بيئيتان بالخطوات الأولى لرفع دعوى قضائية ضد مصنع «أي كاي ستيل» للصلب بمدينة ديربورن، لخرقه القوانين المحلية والفدرالية المتعلقة بجودة الهواء وحقوق السكان المحليين.
وأرسل نادي «سييرا» ومنظمة «البيئة في ميشيغن»، إشعاراً –الأربعاء الماضي– لشركة «كليفلاند–كليفز»، المالكة لمصنع «أي كاي ستيل»، يتضمن إنذاراً للشركة بضرورة التقيد بمعايير جودة الهواء التي تحددها الأنظمة المحلية والفدرالية، وإلا فعليها مواجهة دعوى قانونية بهذا الخصوص.
ووفقاً لـ«قانون الهواء النظيف»، تتطلب مقاضاة المنشآت الملوِّثة، إخطار الشركات قبل 60 يوماً من رفع الدعوى، إلى جانب إبلاغ وزارة البيئة في الولاية، ووكالة حماية البيئة الفدرالية.
وأشار مسؤولون في نادي «سييرا» ومنظمة «البيئة في ميشيغن» إلى أنه تم إخطار الجهات المعنية بالتحضير للدعوى القضائية، وأن المنظمتين البيئيتين تعتزمان إثبات أن انبعاثات الغازات والمواد السامة من المنشأة آنفة الذكر، تجاوزت بآلاف المرات، المستويات المعتمدة لجودة الهواء، خلال السنوات الخمس الماضية.
رسالة إخطار شركة «كليفلاند–كليفز» المالكة لمصنع «أي كاي ستيل»، أشارت إلى أن مصنع الحديد الصلب في منطقة «ساوث أند» بجنوب ديربورن، فشل باستمرار في التقيد بمعايير انبعاثات مادتي الرصاص والمغنزيوم اللتين تعتبران سموماً عصبية، إضافة إلى تجاوز معدل حدود «العتامة»، في إشارة إلى كثافة الغازات المنبعثة.
وأكدت الرسالة أن الانبعاثات الغازية تؤثر بشكل سلبي على الصحة العامة لسكان المنطقة المجاورة للمصنع، وتزيد من معدل الأمراض التنفسية والوفيات.
ويمتلك «أي كاي ستيل» تاريخاً طويلاً من سوء الامتثال للقوانين البيئية، حيث صدرت بحقه –خلال السنوات السابقة– العديد من الأوامر الفدرالية التي أجبرته على دفع غرامات مالية للمتضررين، والعمل على معالجة المخاوف المرتبطة بالانبعاثات السامة.
المدير التنفيذي لـ«مركز القانون البيئي في منطقة البحيرات العظمى»، نيكولاس ليونارد، أعرب عن أمله في أن تحقق الدعوى «الإغاثة» التي يحتاج إليها سكان الطرف الجنوبي من ديربورن، منذ وقت طويل.
ويشكل العرب الأميركيون، وتحديداً اليمنيون، معظم سكان الأحياء الواقعة بمحيط المصنع الثقيل.
من ناحيتها، أكدت العضوة في نادي «سييرا»، سمراء لقمان، على أن مصنع «أي كاي ستيل» لم ينجز سوى القليل للحد من انبعاثاته الضارة، وقالت: «بعد سنوات من الشكوى من تأثير المنشأة على منطقتنا، لم نحصد سوى نتائج قليلة، واليوم نبادر بأنفسنا ونطالب بالمساءلة».
وأشارت المعلمة في «ابتدائية سالاينا»، إيمان أحمد، إلى أن الطلاب يستحقون بيئة تعليم خالية من التلوث الشديد، في إشارة إلى قرب المصنع من المدرسة التي تضم مئات الأطفال.
وقالت أحمد: «نريد من مصنع «أي كاي» أن يكون جاراً جيداً، وأن يعلم المسؤولون فيه أن الصحة العامة للطلاب والمعلمين والموظفين المحليين تعتمد عليهم».
المتحدث باسم «وزارة البيئة والطاقة والبحيرات العظمى» في ميشيغن، نِك أسينديلفت، أوضح أن الوزارة ليس لديها تعليق على دعوى «لم يتم رفعها بعد»، وقال إن الوزارة أصدرت ما لا يقل عن 11 مخالفة بحق مصنع «أي كاي ستيل» لانتهاكه القوانين المحلية والفدرالية منذ عام 2019، لافتاً إلى أن مفاوضات تجري مع الشركة المالكة للمصنع، للتوصل إلى تسويات بخصوص بعض المخالفات العالقة.
وقال كبير المحامين في منظمة «البيئة في أميركا»، ومدير فرعها في ولاية ميشيغن، جون رمبلر: «لا مكان للرصاص ولا للملوثات الأخرى في الهواء الذي يتنفسه أطفالنا»، مضيفاً: «في هذه المرحلة، ليس لدينا خيار سوى استخدام أدوات قانون الهواء النظيف لوقف هذا التلوث».
يشار إلى أن وزراة العدل بميشيغن أمرت –عام 2015– المالكين السابقين لـ«مجمع ديربورن»، المعروف سابقاً باسم «روج ستيل» بدفع غرامة قدرها 1.35 مليون دولار لانتهاك قانون الهواء النظيف، وذلك كجزء من تسوية تضمنت تركيب أجهزة لتنقية الهواء في مدارس ديربورن.
كما تجدر الإشارة أيضاً، إلى أن شركة «كليفلاند–كليفز»، ومقرها مدينة كليفلاند بولاية أوهايو، دخلت في اتفاقية اندماج مع «أي كاي ستيل» عام 2019، واستحوذت على المصنع بشكل كامل في ربيع عام 2020.
Leave a Reply