فاطمة هاشم
على الرغم من أن الزائر الأبيض (الثلج) قد حل علينا مبكراً في نوفمبر الماضي إلا أنه غاب لأسابيع طويلة حتى راح البعض يشكو من أن «هذه السنة ما في ثلج».
أمّا وقد عاد الجنرال الأبيض إلى ربوع ميشيغن ومدينتنا ديربورن هذا الأسبوع، نخشى أن تتكرر المشاكل التي شهدناها في السنوات السابقة حيث الإهمال في تنظيف الثلوج من الممرات العامة ومداخل المحلات الخارجية، مما يعيق حركة المتسوقين ويهدد سلامتهم سواء كانوا يتنقلون بسياراتهم أو على الأقدام.
أصحاب المتاجر والمنازل عليهم أن يدركوا أن الأرصفة الممتدة للمارة، يستخدمها كثيرون للمشي إما رغبة في ممارسة الرياضة وتجديد النشاط أو بسبب عدم امتلاكهم للسيارات لاسيما في ظل أزمة غلاء التأمين الذي بلغ مستويات جنونية هنا في ديربورن.
لقد رصدنا إهمال البلدية في مراقبة الأرصفة والحفاظ على سلامتها، فلم تتدخل بتنبيه أصحاب العقارات المحاذية للأرصفة، حتى تكون رادعاً لهم فيضطرون إلى جرف الثلج حفاظاً على سلامة المارة والزحطات التي لا تحمد عقباها خاصة لكبار السن. وإذا قامت البلدية بتنظيف الشوارع من الثلوج فلا تتورع عن مراكمته أكواماً أمام مداخل البيوت (وإذا شاطر نظّف!).
لا شك أن المعنيين في البلدية مقصرون في توفير الخدمة اللائقة للسكان –لاسيما في شرق ديربورن–، رغم الضرائب الباهظة التي تستوفيها من أصحاب العقارات وتثقل كواهلهم بها، فالتمييز بين جانبي المدينة جلي للعيان، حيث تتمتع أحياء غرب ديربورن باهتمام أكير في خدمة إزالة الثلوج أو تنظيف الشوارع وصيانتها، فهل يظنون أن شرق ديربورن يسكنها البسطاء من الناس الذين لا يستحقون الاهتمام المطلوب؟
قبل موعد الانتخابات بأشهر نرى المرشحين للمناصب البلدية يلهثون وراء السكان لاستجداء أصواتهم، ويوزعون الوعود يميناً وشمالاً، متعهدين بفعل ما لم يفعله أسلافهم. يمنحهم الناخبون ثقتهم، وما إن يجلس أحدهم على كرسي الوظيفة، حتى ينفض يديه من وعوده، وينفش ريشه ويتهرب من الناس الذين أوصلوه إلى… كرسي الخدمة العامة. كل عاصفة وأنتم بخير!
Leave a Reply